هزت لميس رأسها بتوكيد وقالت تغريد : هذا غريب .. إن كان ثمة شخص بالداخل فلماذا لم يفتح لنا عند دق الجرس ؟
قال جهاد بقلق : إنني أرى أن نغادر هذا المكان حالاً .. إنه مكان غريب غير مطمئن .
لميس : ولكن النافذة ..
قاطعها جهاد : سواء انفتحت النافذة أم لا فهذا لا يعنينا لا يمكننا أن نقتحم ذلك القصر وندخل لأنه خيل إليك أن نافذة انفتحت في الطابق العلوي ثم أغلقت بسرعة .
لميس : و لولو ؟
تغريد : إننا حتى غير متأكدين يا لميس .. جهاد معه حق .. علينا أن نعود إلى منزلنا فليس من حقنا دخول هذا القصر مهما كان السبب .
زفرت لميس بضيق .. كان كلام تغريد وجهاد مقنعاً .. وبصمت وبطء ركبت دراجتها وما كادت تسير خطوتين حتى توقفت في نفس اللحظة التي توقف فيها الباقون واتسعت عيونهم من الانفعال .. لقد سمعوا نباح لولو .. كان النباح يأتي من داخل القصر العجيب .
هتفت لميس من الإثارة : هل سمعتم ؟
هزوا رؤوسهم بنعم .. وفي لحظة واحدة انطلقوا عائدين إلى حديقة القصر مرة أخرى بدون تفكير هذه المرة .. وعاودت لميس الدق بإصرار فوق جرس الباب بلا فائدة .. ومرةً أخرى سمعوا نباح لولو وجاء النباح هذه المرة مختلطاً بنبش أظافره في الباب من الداخل .. كان يحاول الخروج من الباب المغلق بلا فائدة .
وهتفت لميس : إنه لولو .. إنه يحاول الخروج .
وراح لولو ينبح نباحاً حزيناً .. وساد الوجوم على وجوههم وقالت تغريد ببطء : كيف نخرجه من الداخل ؟
جواد : علينا أن ندخل إلى القصر اولاً لنخرجه .. وتطلع بعينيه إلى جدران القصر ونوافذه وقال : إنه أشبه بالقلعة .. من المستحيل اقتحامه أو دخوله بلا مفاتيح للأبواب .
أشارت لميس هاتفةً : أنظر يا جواد .. ونظر جواد حيث أشارت لميس .. كانت تشير إلى شجرة كبيرة وارفة تكاد أغصانها تلامس نافذة مفتوحة بالطابق الثاني .. وأدرك جواد ما تقصده لميس فقال بسرعة : سوف أتسلق الشجرة
هتف جهاد قلقاً : حاذر يا جواد .
ابتسم جواد وقال : لا تقلق يا جهاد ..
واتجه نحو الشجرة فقال له جهاد بحزم : جواد .. عليك بإخراج الكلب والخروج بسرعة .. لا أحد يدري ما يحدث هنا فربما يعود أصحاب القصر فنجد أنفسنا في موقف حرج ..
هز جواد رأسه بنعم .. وفي خفة تسلق الشجرة بسرعة .. وفي لحظات كان قد وصل إلى قمتها .. كانت النافذة أمامه على بعد خطوة واحدة .. وقفز من مكانه فوق الأغصان نحو النافذة ولكن بدلاص من أن تلامس قدماه حافة النافذة اصطدمت بها وكادت تلقيه إلى الخلف .. وشهقت تغريد وتلميس برعب على حين تسمر جهاد كالتمثال وهو يشاهد ما حدث .. وكان جواد على وشك السقوط للخلف وهو يحس بألم فظيع في ركبته .. فتمالك نفسه بسرعة وتعلق بحافة النافذة ثم تسلقها برغم الألم الذي كان يشعر به .. وقفز إلى داخل القصر الغامض ..
تابعوني في الجزء الحادي عشر ..
يا ترى هل سيستطيع جواد إنقاذ لولو وإخراجه ؟؟ ويا ترى ما الذي بداخل هذا القصر العجيب ؟؟
تابعوا معي .. في الجزء الحادي عشر
وستبدأ فقرة جديدة تدعى : غرفة السرداب ..
تحياتي لكم جميعاً ..