القصة البوليسية : لغز قصر الأسرار ...الجزء الأول ..

اختفاء عجيب

كان من الغريب في ذلك الصباح المبكر أن تطل السيدة فيروز من نافذتها بدهشة وهي تنادي على أولادها : جهاد .. جواد .. لينا .. أين أنتم ؟
وتبعتها السيدة صباح أيضاً وقد غلبتها الدهشة لتنادي من نافذتها : تغريد .. لميس .. أين ذهبتما ؟
وتلاقت نظرات الوالدتين .. وبسرعة هبطتا وتقابلتا في الحديقة وقالت السيدة فيروز بقلق : لقد اختفى جواد وجهاد ولينا .. ما كادوا يستيقظون من نوهم ويغسلون وجوههم حتى اختفوا . وقالت السيدة صباح بنفس القلق : وهذا هو ما حدث مع تغريد ولميس .. إنني قلقة عليهما .. أين يمكن أن تكونا قد ذهبتا في هذا الوقت المبكر .. إن الساعة لم تتجاوز السابعة والنصف صباحاً.
ألقت السيدة فيروز نظرة على داخل الحديقة وقالت : من الغريب أن دراجاتهم موجودةٌ هنا ، إنهم هنا في مكان ما .
بان الغضب على وجه السيدة صباح وهتفت : إنني لم اعد أحتمل تصرفات تغريد ولميس .. إنهما تختفيان طوال اليوم وتتهامسان كما لو كانتا تتبادلان أسراراً .
قالت السيدة فيروز بدهشة : هذا هو نفس ما يحصل معي .. إن جها\ وجواد يقومون بنفس التصرفات أيضاً ..
وتلاقت نظرات الوالدتين عندما فكرتا في نفس الفكرة .. هتفتا في صوت واحد : هل يخفي الأولاد والبنات سراً ؟
ومن الغريب أنهما سمعا في تلك اللحظة صوتاً رتيباً صادراص من داخل الكوخ العجيب الذي أقامه الأولاد وسط أشجار الحديقة .. كان الصوت أشبه بصوت ماكينة خياطة فاتسعت عينا الوالدتين دهشة وهتفت السيدة صباح : هل سمعتِ ما سمعته ؟
هزت السيدة فيروز رأسها بنعم وهمست : إنه أشبه بصوت ماكينة خياطة ....
وبقلق أكملت : من .. من سيضع ماكينة خياطة في هذا المكان ويستعملها ؟
هتفت السيدة صباح : ولماذا التساؤل هيا بنا إلى الكوخ . . . . إن هناك أموراً كثيرة تحدث في هذا المنزل لا أفهمها . . أولا اختفاء الأولاد ثم صوت ماكينة الخياطة . .
أكملت السيدة فيروز : معك حق .. هذا أمر لا يمكن السكوت عليه ، واقتربت الوالدتان من باب الكوخ المغلق . . كان صوت الماكينة قد توقف . . ثم عاد فجأة وبسرعة فكادت الوالدتان تنتفضان من مكانهما وأسرعت السيدة فيروز تطرق الباب وقد اعترتها دهشة عظيمة . . وعلى الفور اختفى صوت الماكينة وساد صمت مريب داخل الكوخ . . وتبدلت الوالدتان النظرات ، وأسرعت السيدة صباح تطرق الباب في حدة وعنف وهي تهتف : إفتح يا من بالداخل كائناً من كنت ، ومرت لحظات من الصمت . . ثم انفتحت فرحة صغيرة من الباب وظهر منها رأس ، رأس طفل ، هتفت السيدة فيروز بدهشة : جهاد .. ماذا تفعل هنا في هذا الوقت المبكر ؟
وقالت السيدة صباح بنفس الدهشة : وما ذلك الصوت الذي سمعناه صادراً من هنا ؟ أسند جهاد نظارته بيده وظهر عليه الارتباك ولم يجد ما يقوله .. وانفتح باب الكوخ عن آخره .. وحملقت الوالدتان فيما تشاهدانه .. كانت هناك ماكينة خياطة بالداخل وضعت فوق صندوق كبير على حين جلست تغريد فوق صندوق آخر أمام الصندوق الأول .. كان واضحاً أنها تقوم بخياطة شيء ما .. أما لميس فكانت ممسكة بمقص كبير في يدها .. وكان واضحاً انها تقص شيئاً .. أما جواد فكان ممسكاً بباترون كبير وقلم ومسطرة في يده .. وفي ركن الكوخ انهمكت لينا الصغيرة بجمع قصاصات الورق والقماش وحشوها في جيوبها .. على حين كانت هناك كمية كبيرة من قماش أزرق اللون في أحد الأركان ..

نهاية الجزء الأول ..

يتبع في موضوع آخر .. عنوانه :
القصة البوليسية : لغز قصر الأسرار .. الجزء الأول ..

تحياتي ..