فابتسم جواد وهو ينظر إلى أخيه وابنتي عمه وقال لوالدته وزوجة عمه : لقد كان هناك ديك بالفعل ثم مضى لحال سبيله .
فنظرت إليه والدته وزوجة عمه بدهشة وعادتا إلى عملهما .. ولم يستطع جهاد ولا تغريد ولا لميس أن يكتموا ضحكاتهم أكثر من ذلك فانفجروا ضاحكين بشدة على حين زاد تراجع الكلب لولو للخلف في خوف أشد وهو يبحث عن مكان أكثر أماناً .. كانت العطسة كفيلة بجعله يجري مائة متر فما بالك بصياح ديك بشري أو ضحك أربعة أفراد !!
وقال جواد باسماً : لقد أصابني الجلوس بالملل هنا .. ما رأيكم في الخروج .. إن الساعة لم تتعد التاسعة صباحاً والشمس لم تسخن بعد .
هتفت لميس : فكرة جيدة خصوصاً لو ركبنا دراجاتنا .
فهزوا رؤوسهم موافقين .. ولاحظ جواد الكلب لولو المختبئ .. وكان أحياناً يختبئ بلا سبب ظاهر .. فقال لابنة عمه : لميس .. لماذا لا تأخذين كلبك معك في النزهة ؟
هتفت لميس : لولو ؟ .. إنه يرفض دائماً !
قال جواد : لأنه يخاف ..
فنظرت لميس إلى الكلب في إشفاق .. وقال جواد : يجب أن تنزعي عنه صفة الخوف هذه .. إن أي كلب يجب أن يكون شجاعاً خاصة إذا كان عضواً في فرثة يتميز أبطالها بالشجاعة مثل فرقتنا .
ابتسمت تغريد وقالت : معك حق يا جواد ... إن هذا الكلب جبان بدرجة غير عادية ..
وأكملت ضاحكة : لقد شاهدته مرة يفزع من خياله وينظلق هارباً وكلما نظر خلفة شاهد خياله كرة ثانية فيعاود الانظلاق إلى أن ارتمى على الأرض تعباص غير قادر على الجري .
فابتسم جواد وظهر الحزن على وجه لميس واتجهت نحو الكلب الصغير الجميل ورفعته بين يديها وراحت تربت عليه برفق ثم قالت بحيرة : ولكن كيف سآخذه معي وأنا أقود دراجتي ؟
قال جهاد : هذه مشكلة بسيطة .. يمكنك أن تستعيري حقيبة دراجتي الخلفية .
فابتسمت لميس في امتنان وأسرع جهاد يحل حقيبته الجلدية من مؤخرة دراجته وناولها إلى لميس فثبتتها في دراجتها ثم وضعت كلبها الصغير لولو بداخلها وثبتته أيضاً فأطلت من عيني الكلب نظر ذعر هائلة ..
وما كادوا ينطلقون حتى راح ينبح في توسل .. وهمت لميس بالتوقف إشفاقاً على الكلب فقال لها جواد من فوق دراجته : دعيه يا لميس .. سوف يألف ذلك بعد دقائق .
وبالفعل هدأ الكلب لولو بعد دقائق وكف عن النباح وإن كان قد انكمش في مكانه يرقب الأشياء حوله وهي تتراجع للخلف ولميس منطلقة بدراجتها للأمام بسرعة ..
وانطلقوا من شارع إلى آخر وهم يتسابقون ويضحكون في سرور ومر الوقت بسرعة وتذكرت لميس كلبها فألقت نظرة إلى الخلف لتطمئن عليه ..
وعلى الفور أوقفت لميس دراجتها وقد تملكها قلق شديد وهتفت : تغريد .. جهاد .. جواد .. توقفوا .
فتوقف الجميع على نداء لميس وأسرعوا نحوها .. لقد كانت لميس على وشك البكاء ..
هتفت تغريد بقلق : لميس .. ما الذي حدث ؟؟
نهاية الجزء السادس .. تابعونا في الجزء السابع ..
يا ترى ماذا حدث ؟؟ ولماذا هرعت لميس بهذه الطريقة ؟؟
تابعونا ^*