هتفت تغريد بقلق : لميس .. ما الذي حدث ؟
ردت لميس : لولو .. لقد اختفى لولو !
وعلى الفور تعلقت عيونهم بمكان الكلب في مؤخرة الدراجة .. لم يكن هناك فعلاً ..
وقال جهاد : هل ... هل وقع من مكانه ؟
ردت لميس حزينة : لا اعرف .. فجأة نظرت للخلف فلم أره .. إنني خائفة عليه فهو لم يعتد على الخروج أبداً ولا بد أنه ملقى في مكان ما .. ولعله جريح من وقوعه على الأرض ..
وأخذت تبكي فاحتضنتها أختها تغريد وهي تُسَرِّي عنها .. وأحس جواد بالذنب لأنه هو الذي اقترح خروج الكلب معهم في نزهتهم .
وفكر لحظة ثم هتف في حماس : ماذا تنتظرون .. سوف نبحث عنه حتى نعثر عليه .
وركب دراجته وانطلق بها عائداً من الطريق الذي أتوا منه وانطلق بقيتهم بدراجاتهم خلفه ..
وأخذ جواد ينظر هنا وهناك بحثاً عن الكلب المفقود وراحت لميس تهتف بحزن : لولو ..
أين أنت .. وظلوا سائرين وعيونهم معلقة بالطريق .. وفجأة هتفت تغريد التي كانت تسير في المؤخرة : توقفوا .. توقفوا .
فتوقف الجميع بسرعة ، وأشارت تغريد بيدها نحو قصر غريب الشكل كانت له قباب مستديرة وأبراج رفيعة حادة كأنه قصر من قصور ألف ليلة و ليلة وهتفت : انظروا ..
أسرعوا جميعاً إلى المكان الذي أشارت نحوه تغريد .. كان لولو بداخل الحديقة اليانعة المثمرة .
هتقت لميس بفرحة : إنه سليم ..
واندفعت نحو الكلب من باب الحديقة المفتوح لتحتضنه بيديها .. وتاملته بدهشة ..
كان سليماً خالياً من الكسور أو حتى الخدوش .. ونظر لولو نحوها بامتنان ونبح نباحاً قصيراً ..
وجاوبه نباحٌ آخرٌ قصير .. وظهر كلب غريب الهيئة .. كان بني اللون قصير القامة غريب الشكل حتى ان بطنه تكاد تمس الأرض .. وكان حجمه أصغر من حجم لولو - بالرغم من صغر حجم لولو - فأثار دهشتهم العظيمة ..
وما كاد لولو يسمع النباح حتى قفز من بين ذراعي لميس .. ومن العجيب أن أحداً منهم ولا حتى لميس نفسها توقعت ما حدث .. فعندما شاهدت كلبها يقفز من ذراعيها توقعت أنه سينطلق من باب الفيلا هاربا .. ولكن ولدهشتها العظيمة انطلق لولو نحو الكلب القصير الغريب وأخذ ينبح بصوت خفيض وهو يتمسح به كأنهما أصدقاء منذ عشرة أعوام !!
يتبع في الجزء الثامن ..