القصة البوليسية : لغز قصر الأسرار .. الجزء الثاني ..

توقف الأولاد والبنات كأنهم تماثيل ..
وابتلعت الوالدتان دهشتهما وخطتا إلى داخل الكوخ وكل منهما ترمق أبناءها باستغراب شديد .. وهتفت السيدة صباح في ابنتيها تغريد ولميس : ما الذي تفعلانه بتلك الماكينة والمقص ؟
وهتفت السيدة فيروز في جهاد و جواد : وأنتما ماذا تفعلان أيضاً ؟

تلاقت عيون أبطالنا في نظرة حائرة .. كان المفروض أن يبقى الأمر سراً إلى النهاية ولكن ما من سر يبقى معهم إلى النهاية و ها هم قد وقعوا في مطب كبير .. كان عليهم الخروج من هذا المأزق بشكل ما وهتفت السيدة فيروز بعصبية : لماذا أنتم صامتون كالتماثيل ؟

وقالت السيدة صباح بنفس الحدة : يجب أن تشرحوا لنا كل شيء حالاً !

السيدة فيروز : ما الذي تفعلونه هنا ؟؟

السيدة صباح : ولماذا أخفيتم الأمر عنا ؟

مرة أخرى تبادل أبطالنا نظرة حائرة .. كان إعترافهم أمراً لا شك فيه ولكن المشكلة كانت تكمن فيمن سيتولى هذه المهمة الصعبة ..

وتعلقت عيونهم الحائرة ببعضهم وهمس جهاد لأخيه : لينا .. إنها هي الرئيسة اليوم وعليها أن تعترف !!

قالت السيدة فيروز بحدة : ما الذي تهمس به يا جهاد لأخيك ؟

قال جهاد بارتباك : كنت .. كنت أقول أن لينا ستشرح لكما كل شيء حالاً و ..

قالت الأم بدهشة : لينا ؟

تمتم جهاد وهو يسند نظارته بارتباك أشد : إنها الرئيسة اليوم حسب الدور ومن مهام الرئيس أن يتولى هو الشرح خصوصاً في المآزق الصعبة و ..

هتفت الأم السيدة فيروز مرة أخرى بحدة : هل تمزح مع والدتك يا جهاد ؟

هتف جهاد بسرعة : لا يا والدتي صدقيني إنها هي الرئيسة ومن مهام الرئيس أن ..

قاطعته والدته بحدة : دعك من هذا السخف واشرح لي ما يدور هنا بسرعة !

والتفتت السيدة صباح بحدة إلى تغريد وقالت : وأنت يا تغريد .. أريد تفسيراً لما يحدث هنا وبسرعة !

تلاقت نظرات تغريد وجهاد .. إن كل المشاكل تنصب فوق رأسيهما بحكم إنهما الكبيران .. وحتى بالرغم من أن لينا هي الرئيسة و ..

وهتفت الوالدتان في نفس اللحظة : ماذا تنتظران ؟

قال جهاد بسرعة مرتبكاً : إننا .. إننا نقوم بالخيطاة كما ترون .

وقالت تغريد بنفس الارتباك : وقد أحضرنا ماكينة قديمة ومقص كانا في غرفة المهملات .

وأكمل جهاد : أما القماش فقد اشتريناه من مصروفنا ..

تغريد : وأنا ماهرة في الخياطة كما تعرفان ولذلك توليت أمر الخياطة .. أما لميس فهي ماهرة بالقص ولهذا تولت أمره !

وقال جهاد باسماً : وجواد أخي ماهر في الرسم لذلك قام بالتصميم كما ترون .. أما لينا فهي أمهر من يقوم بجمع القصاصات أياً كان نوعها .. وأنا .. أنا طبعاً لا أفهم في هذه الأشياء ولذلك .. لذلك اكتفيت بالفرجة فقط .. هذا غير أني .. أني صاحب الاقتراح أساساً .

وسكت جهاد وهو يلهث كأنما جرى ألف متر .. وتبادلت الوالدتان نظرة .. ووقف الأولاد والبنات وقلوبهم تدق بصوت عالٍ كأجراس المدرسة ... كانوا يحاولون الإبتسام بلا فائدة فقد هربت ابتسامتهم .. بل هربت دماؤهم .

وقالت السيدة فيروز ببطء : وما هو الهدف من ذلك كله ؟

ابتلع الأولاد ريقهم .. لقد جاء أصعب ما في الأمر كله ..

وهتفت السيدة صباح : لماذا خرستم .. أجيبوا على السؤال .

قال جهاد : إن لينا هي الرئيسة و ...

قاطعته والدته بغضب : هل ستعود لمثل هذا القول ؟

وأخفى جواد ابتسامته .. وحمد الله أنه ليس الأخ الأكبر فإن ذلك يعفيه من مآزق صعبة عديدة .. ولكن سعادته لم تدم طويلاً فقد نظرت والدته إليه وقالت : فلتشرح الأمر يا جواد !!

اتسعت عينا جواد ذعراً .. وحدث نفس الشيء للميس فقد قالت لها والدتها : وأنت يا لميس .. أريد تفسيراً عما يحدث هنا ..

وابتلع الاثنان - جواد ولميس - لعابهما في صوت واحد مسموع .. وفتح جواد فمه وأغلقه أكثر من مرة قبل أن يتمالك نفسه ويقول ..


ترى ماذا سيقول جواد ؟؟ وما هو سبب كل هذا ؟؟ أروني ردودكم لكي أضع الجزء الثالث وتعرفوا السبب ^* تحياتي لكم جميعاً ^^

يغلق لعدم التكملة + آخر مشاركة كتبت تاريخ 2010/2/14