القصة البوليسية : لغز قصر الأسرار .. الجزء الخامس ..

اختفاء .. لولو !!



تنفس جهاد الصعداء وهتف وهو يزفر براحة : لا أصدق ما حدث .. لقد توقعت عقاباً ساخناً فحاء الأمر على عكس ذلك ما توقعت .

وشاهدت تغريد والدتها وزوجة عمها السيدة فيروز تخرجات من الكوخ وكل منهما تتجه إلى منزلها فهتفت بقلق : لنختفي من وجههما الآن فربما يتذكران فعلتنا و ..

قاطعتها لميس باسمة : إطمئني يا تغريد .. إذا ما انشغلت والدتي وزوجة عمي بالخياطة فلا شيء في العالم يمكن أن يشغلهما عنها إلا بعد أن تنتهيا منها ... إنها هوايتهما المفضلة .

قال جهاد بقلق : وأين هما ذاهبتان ؟

قالت تغريد باسمة : لابد أنهما ستحضران ماكينة أخرى جديدة ، فالماكينة التي بالكوخ قديمة ومتعبة .. إنها تصدر صوتاً كالقطار ثم لا تخيط شيئاً .

وقالت لميس باسمة : ومقص جديد أيضاً .. فالمقص الموجود بالداخل يفعل كل شيء .. إلا القص .

فابتسموا جميعاً وتنهد جواد في راحة وقال : ما أظرف ذلك .. سيحصل كل منا على ردائه بلا تعب .

قهقه جهاد وقال : لو كنا نعلم ذلك من البداية لأخبرناهما بكل شيء ..

وأكمل بسعادة : سوف يكون لنا زي خاص بنا .. وسوف يعرف كل من يرانا بهذا الزي أننا فرقة الأبطال .. لقد كان اقتراحاً وجيهاً مني أليس كذلك ؟

وفكر جواد لحظة ثم قال : هناك شيء هام نسيناه .

نظروا جميعاً نحوه وقالوا : ما هو ؟

قال جواد : لكل فرقة مغامرات نداء خاص بها .. فإحداها لها صيحة البومة وإحداها لها صفارة خاصة ولذلك يجب أن يكون لدينا نحن أيضاً نداءً خاصاً بنا يميزنا عن غيرنا .

هز جهاد رأسه وقال : معك حق يا جواد .. لقد فاتنا ذلك .. ماذا تقترحون ؟

فكرت لميس لحظة ثم قالت : ما رأيكم في أن يكون نداءنا المميز هو صيحة الديك ؟

التفتوا نحوها بدهشة وقالوا بصوت واحد : صيحة الديك ؟

هتفت لميس بحماس : نعم .. إنه شيء جديد ومبتكر .

فكتم جواد ضحكته وقال : ولكن ما من أحد منا يستطيع تقليد الديك وهو يصيح .

قالت لميس : هذا غير مهم .. يمكننا إحضار ديك هنا وكلما أردنا توجيه النداء نجعله يصيح .

قال جواد ساخراً : وهل سنأخذه معنا في مهماتنا الخارجية .. وماذا سنفعل لو قدم طلباً للانضمام للفرقة بحكم أنه الوحيد الذي يستطيع الصياح أو قدَّم طلباً بأجازة سنوية ؟

ابتسمت تغريد وجهاد وقالت لميس متحفزة : هل تسخر مني يا جواد ؟

قال جواد بسرعة وهو لا يريد الدخول في عراك مع لميس : لا يا لميس .. ولكنني أقترح أن يكون نداؤنا شيئاً آخر .

هزت لميس رأسها بإصرار وقالت : لا ... لن يكون نداؤنا غير صياح الديك .

قال جواد : ولكننا ..

قاطعته لميس : يمكننا أن نتعلم صياح الديك بسهولة .

وأدرك جهاد أن المناقشة لو استمرت بتلك الصورة لانتهت بعراك لا شك فيه بين لميس وجواد فقال : أنا موافق ..

وقالت تغريد باسمة وقد أدركت غرض جهاد : وأنا أيضاً .

وكان الحصول على موافقة لينا أمراً سهلاً على لميس فلن يكلفها الأمر إلا علبة شوكولاتة صغيرة .. وهذكا يبقى الحصول على موافقة جواد أيضاً حتى يصبح صياح الديك هو النداء الرسمي للفرقة .. فقد كان قانون الفرقة غير المكتوب ينص على أن قراراتها يجب أن تؤخذ بالأغلبية المطلقة .. أي بالإجماع .

وتعلقت العيون بشفتي جواد .. كان رفضه كفيلاً بإفساد اليوم كله بالشجار الذي سينشب بينه وبين لميس بلا شك .. وتعمد جواد أن يطيل فترة الصمت .. وفجأة ..


وبلا انتظار هب واقفاً من مكانه ووضع كفيه على جانبي وجهه وصاح صيحة الديك المعروفة بصوت عال كأن ديك حقيقي يصيح : كوكو .. كوكو ..

واتسعت عيون الباقين دهشة في نفس اللحظة التي قفز فيها الكلب لولو مذعوراً وهو يتراجع للخلف ناظراً إلى جواد في خوف حقيقي .

وهتف جهاد مذهولاً : إن تصيح يا جواد كما لو كنت ديكاً حقيقياً ..

وقالت تغريد بإعجاب : لو لم أرك تصيح لظننت أن هناك ديكاً في مكان ما ..

وخفضت لميس عينيها خجلاً وقالت لجواد : هل .. هل تعلمني تلك الصيحة يا جواد ؟

قابتسم جواد وقال : سأعلمكم كلكم تلك الصيحة ولكن ليس الآن فوالدتينا بالداخل و..

وقاطعه صوت والدته التي اقتربت وهي تقول : جواد .. جهاد .. هل يوجد ديك بالحديقة ؟

وأكملت السيدة فيروز التي اقتربت وهي تقول : هذا صحيح لقد سمعت ديكاً كبيراً يصيح .

فابتسم جواد وهو ينظر إلى أخيه وابنتي عمه وقال لوالدته وزوجة عمه : لقد كان هناك ديك بالفعل ثم مضى لحال سبيله ..