القصة البوليسية : لغز قصر الأسرار .. الجزء الرابع ..

تَصَنَّعَ جواد الدهشة وقال : ألم نخبركما ؟

وقالت لميس : هذا غريب .. لقد ظننا أننا شرحنا كل شيء في البداية !!

ابتسمت الوالدتان وقد أدركتا محاولة الأولاد للهروب من الإجابة ، وقالت السيدة فيروز باسمة : إنكما لم تقولا شيئاً.

وقالت السيدة صباح : ولذلك عليكما شرح كل شيء حالاً !

ونظرت السيدة فيروز إلى جهاد وقالت : لماذا لا تشرح كل شيء يا جهاد ؟

وهنا ابتلع جهاد ريقه بصوت سمعه الكلب لولو وهو راقد في كوخه بركن الحديقة في الخارج ..

وطبعاً توقعت تغريد أن تسألها والدتها نفس السؤال .. وهو ما حدث .. فابتلعت ريقها أيضاً بصوت أقلق لولو مرة أخرى فأطل برأسه مندهشاً..
وتمالك جهاد نفسه فقال أخيراً : إننا يا والدتي كنا نحاول صنع رداء خاص لنا .. أقصد رداء مميز لفرقتنا يميزها عن كل الفرق الأخرى .

وقالت تغريد : إن كل الفرق التي تعمل لخدمة العدالة لها رداء خاص لها ولذلك كان علينا صنع رداء يميزنا نحن أيضاً .

جهاد : في الحقيقة قام جواد بتصميمه بعد دراسة أزياء رجال الشرطة والجيش والمطافي وعمال النظافة إلى أن توصل إلى الشكل الذي ترونه أمامكما .

تغريد : إنه أشبه بما يلبسه رواد الفضاء ولكننا لم نجد أفضل منه .
أمسك السيدة فيروز - وكانت ماهرة بالخياطة - بالباترون الذي رسمه جواد وتأملته فاحصة وقالت : إنه شكل مبتكر فعلاً ولكن تتنفيذه صعب جداً .
وتأملته السيدة صباح وكانت أيضاً ماهرة بالخياطة .. وقالت : معك حق يا فيروز ..
قالت السيدة فيروز : يمكنني أن أقترح شيئاً أفضل لرداء الأولاد .
وقالت السيدة صباح : وأنا أستطيع أن أقترح شيئاً أفضل لرداء البنات .

قال جواد بخبث : حسناً .. دعونا نرى .
وقالت لميس وهي تكتم ضحكتها : لديكما القماش والخيط والمقص فلن تحتاجا لشيء ..

وقال جهاد وهو ينسحب خارجاً : سوف .. أشم بعض الهواء بالخارج .

وأكمل جواد وهو يلحق به : ونرجو عندما نعود أن تكونا قد انتهيتما من الخياطة .

وأسرعت تغريد ولميس خلف جهاد و جواد .. وانهمكت الوالدتان في تعديل الباترون المرسوم أمامهما ..

أما لينا التي انتهت من جمع القصاصات ونهضت أخيرااً من الأرض وقد أدهشها اختفاء جهاد وجواد وتغريد ولميس .. ووجود والدتها والسيدة صباح ..

وقالت السيدة فيروز وهي تجرب الماكينة : إن هذه الماكينة غير صالحة للخياطة فكيف كانوا يستعملونها .. سأحضر أخرى جديدة لدي ..

وقالت السيدة صباح : وهذا المقص غير حاد ، كيف كانوا يقصون به .. سأحضر واحداً آخر لدي ..

ولم تشأ لينا أن تغادر مكانها بالكوخ العجيب .. فقد كانت تتوقع أكبر كمية من القصاصات !