الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد ،
فيتخلص الإنسان من الشيطان ووسوسته فقد ذكر في السؤال شيء من ذلك،
وهو قراءة المعوذات، وكذلك أيضاً قراءة القرآن؛
فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول -كما في الحديث الصحيح-: (البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان)،
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من قرأ في ليلة آخر آيتين من سورة البقرة -وهي قوله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [البقرة:285]، إلى آخر السورة- كفتاه)،
واختلف العلماء في عن أي شيء كفتاه؟ فقيل: كفتاه عن قيام الليل. وقيل: كفتاه من الشيطان.
وكذلك أيضاً الحرص كل الحرص على أن لا تدخل على نفسك وسائل الشيطان، فإن الشيطان سيبتعد عنك،
وعملك في الطاعة يطرد الشيطان؛ لأن الشيطان مخلوق مثل غيره،
فإذا وجد صاحب الطاعات ابتعد عنه، لكن إذا وجد الفارغ اللآهي تسلط عليه،
وتعوذي بالله دائماً من الشيطان الرجيم، خاصة إحضار قلبك وقت الصلوات.
وأما ما يحدث من وسواس في الصلاة فهذا أمر يشترك فيه الجميع، ولا يكاد يخلو منه أحد.
أما بالنسبة للسحر فالسحر هو حقيقة، وقد يضر الإنسان، لكن الشيء الذي يجب أن يقطع به المؤمن والمؤمنة هو أن هذا الساحر أو غيره لا يستطيع أن يضر أحداً بأي شيء إلا بإذن الله،
وقد ينشأ عند بعض الناس الخوف من غير الله، فتجد المرأة تخاف من الرجل، وهو يخاف من المرأة، يخاف أحدهما من الآخرة أن يصيبه بالسحر،
والله تعالى لما تحدث عن السحرة قال: ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) [البقرة:102]، فلا يجوز أن يخاف الإنسان إلا من الله، وعليه أن يفعل الأسباب، ولهذا فالمرأة إذا كانت مؤمنة صالحة فعليها أن تطمئن، وأن تعتمد على الله، وأن تتوكل على الله، وأن تستعين بالله من كل عين لامة ومن كل سحر ومن كل شيطان، والله سبحانه وتعالى يحمي عباده المؤمنين.