دقت الساعة معلنة الثامنة صباحاً,فى ذلك اليوم الدافىء,من صيف
عام 1910م,عندما هبط اللورد(جيمس شيلدون),من حجرتة بفندق
(روما جينرالو),وجلس فى البهو الواسع,يدخن سيجاره
الضخم,ويفتل شاربه الأنيق,وهو يطالع كتابا أنيقا,يرشده الى
وسيلة الإفادة القصوى,من رحلته السياحية إلى (إيطاليا)..
وفجأة وقعت عيناه عليها ..
على أجمل امرأة رآها فى حياته..
كانت تجلس فى الركن الأقصى من البهو,إلى جوار نافذة ضخمة,
تطل على الطريق مباشرة,وهى تراقب المارة فى
هدوء,بعينيها الزرقاوين,اللتين لم ير اللورد أجمل منهما قط..
وفى انبهار كامل ,ترك اللورد(شيلدون)كتابه,وراح يراقبها مفتونا..
كانت ترتدى ثوباً أنيقا,يشف عن الذوق.وعن انتمائها إلى واحدة من الأسر الراقية,
وتضع على رأسها قبعة غالية الثمن,بالغة
الأنقة,ينسدل منها شعرها الذهبى الناعم,
كشلال من الحرير الأصفر,يضفى على بشرتها الوردية المزيد والمزيد من الفتنة
والجمال..
ونسى واللوردكل ماحوله,وخفق قلبه وفى لهفة,وسال لعابه بين أسنانه,وهو يطالع كل هذا الجمال..
ثم التفتت إليه تلك الفاتنة..
وانتفض قلبه بين ضلوعه..
كانت تنظر إليه مباشرة,ووجهها لا يحمل أيه انفعالات,ولكنه شعر وكأن الدنيا كلها قد ابتسمت له,
ومنحته كل ما يحلم به..
وفجأه,كاد قلبه يتوقف فى صدره,عندما منحته تلك الفاتنة ابتسامة عذبة,
بشفتين فى لون الفاكهة الطازجة,فهب من مقعده
كالمسحور,واتجه إليها فى خطوات أشبه بالعدو,وانحنى أمامها,قائلاً فى حرارة:
-سيدتى..يقف أمامك الان أسعد رجل فى العالم.
تطلعت اليه الفاتنة بعينين ناعستين,زادتا من فتنتها وجمالها ,
دون أن تنطق بحرف واحد ,فتابع هو مبهوراً:
-لن أنسى ابتسامتك أبدا يا سيدتى.
أشاحت بوجهها فى حياء,وهى تغمغم:
-معذرة..لم أتمالك نفسى..
هتف اللورد:
-معذرة؟!.. لماذا تعتذرين يا سيدتى؟!..أتعتذرين لأنك أسعت قلبا وحيداً مثلى.
التفتت إليه,وهى تقول فى عذوبة:
-وحيد؟!
لوح بكفيه,هاتفاً:
-بالتأكيد..اسمحى لى بالجلوس,فأقص عليك قصتى.
وافقت على جلوسه معها , فاندفع يروى لها كيف جاهد منذ حداثته,
ليصنع لنفسه مستقبلاً مضموناً , فى (إنجلترا),وكيف
صار واحداً من أصحاب الملايين,وحصل على لقب (لورد),
الذى يحمله بكل فخر وزهو,ولكنه نسى طوال رحله كفاحه هذه.أن
يتمتع بما بتمتع به البشر,من زواج وإنجاب,وتكوين أسرة صغيرة, حتى بلغ الخمسين من العمر..
ودون أن تقاطعه بحرف واحد , استمعت اليه الفاتنة فى اهتمام شديد,
وراحت تتفاعل بعينيها وحاجبيها معه,وتمنحه نظرات
حانية متعاطفة , جعلته يذوب أكثر وأكثر فى الانبهار والأعجاب بها..
ولم يكد اللورد ينتهى من قصته , حتى مدت الفاتنة يدها,وربتت على كفه فى رقة.
وهى تقول فى حنان مثير:
-يالك من مسكين!
وهنا انهارت مقاومة اللورد تماماً..
لقد سقط, حتى النخاع, فى هوى تلك الفاتنة, فسألها بصوت يموج باللهفة والعشق والهوى :
-سيدتى..أتقبلين دعوتى , لنتناول طعام الغذاء معاً.
وضعت يدها على صدرها بحركة رقيقة, وهى تقول:
-كم كنت أتمنى هذا يا عزيزى اللورد,
فقد فتنتنى شخصيتك الجذاية,وتمنيت أن أقضى وقتاً اطول معك,ولكن..خفق قلبه
فى قوة للكلمة الأخيرة,وهتف فى هلع:
-ولكن ماذا؟
أشارت الى حقيبة,تستقر إلى جوار مقعدها , وقالت فى أسف:
-لدى موعد هنا.
ألقى نظرة على الحقيبة, قبل أن يسألها فى حيرة:
-وما شأن الحقيبة بالموعد؟
أطلقت من أعماقها زفرة حارة,وأجابت بصوت أقرب إلى البكاء:
إننى أنتمى الى أسرة إيطالية عرية,
لها سمعتها ومكانتها فى المجتمع,ولكن والدى تعرض لأزمة مالة طاحنة,تسببت فى
إفلاسه,ولما كان يخشى الإساءة إلى سمعة الأسرة , فقد استدان مبلغا ضخماً ,
من مراب يهودى , بفوائد فاحشة,على أن
يرده بفوائد بعد عام واحد , يستطيع خلاله النهوض من عثرته , وتعويض خسارته..
وانحدرت فى عينيها دمعة حارة,
أسرعت تمسحها بطرف منديلها الحريرى,وهى تطلق زفرة حارة اخرى..
ومامن سلاح فى الدنيا , يفوق دموع المرأة..
وهوى قلب اللورد بين قدميه,وهو يتمنى لو يمسح دموعها بأصابعه,وهى تستطرد:
-ومضى العام فى سرعة, من دون أن ينهض أبى من عثرته تماماَ,
ولكن المرابى اليهودى طلب نقوده فى إلحاح,وهدد برفع
الأمر إلى القضاء , مما أثار رعب أبى وذعره,فأقدم على بيع بعض ممتلاكاته سرا,
وجمع المبلغ المطلوب, والمفروض أن
أعيده إلى المراببى اليوم.
سألها اللورد متعاطفاً:
-وماذا سيفعل والدك؟
تنهدت قائلة:
- سيضطر ألى ضغط نفقاته ونفقاتنا لعام أو عامين ,
حتى يمكنه استعادة مركزه.والا فسينضم إسمنا إلى قائمة الفقراء.
تراجع اللورد مستنكراً,ولم يمكنه أن يصدق أبداً أن يذوى هذا الجمال النادر ,
فى بوتقة الفقر , فقال :
-ما رأيك لو ألتقى بوالدك , وأعرض عليه مشاركته فى أعماله ,وتعويض خسارته و...؟
قاطعته بشهقة ذعر ,قبل أن تقول فى خفوت:
- لا ..أرجوك ..سيصاب أبى بنوبة قلبية , لو علم أننى أخبرتك بهذا ..
لقد بذل ما بذل , حتى يظل الامر سراً .. أرجوك.
شعر بمذيد من الاحترام لوالدها , والشفقة على جمالها وفتنتها ,
وتمنى من أعماقه أن ينجح والدها فى تجاوز أزمته
وسألها فى اهتمام:
-ألا يمكننا أن نلتقى بعد موعدك , لنناقش الأمر بصورة أفضل ؟
هزت رأسها فى أسف ,وقالت:
_كنت اتمنى هذا , ولكن والدى ينتظر عودتى على أحر من الجمر ,
وأشفق عليه من طول الانتظاار.
اسقط فى يد اللورد, فقال بلهجة أشبه بالتوسل والاستعطاف:
-وماذا عن الغد؟
منحته ابتسامة عذبة,خفق لها قلبه,وهى تقو فى رقة:
-لا بأس بالغد .. يمكننا تناول طعام الغذاء معاً هنا.
هتف فى سعادة لا حد لها:
-رائع.
انهمكا معاً فى الحديث , بعد هذه الكلامة .
وخفق قلب اللورد أكثر وأكثر , وأخنقته مشاجرة كلامية , دارت بين نزيلين , وهما
يمران إلى جوارهما , لانها اضطرته للصمت حتى ابتعدا , وعاد يحاور الفاتنة ,
التى لم يسألها حتى عن اسمها , وضحكت
هى لنكاته,قبل أن تلتفت إلى حيث تركت الحقيبة,وتصرخ:
-الحقيبة؟!..أين هى؟!
تطلع إلى موقع الحقيبة بدوره, وشعر بالدهشة..
لقد اختفت الحقيبة تماماً ..
اختفت دون أدنى أثر ..
وهتفت الفاتنة فى ارتياع :
-لقد سرقوها ..ياإلهى !..سرقوا الحقيبة,وكل النقود.
استعاد ذهنه مشهد النزيلين المتشاجرين ,عندما التصقا بالمقعد ,
ثم ابتعدا وصوتهما يعلوان , وأدرك أنهما قد سرقا
الحقيبة, ولكن ذهنه لم يضف فكرة واحدة إلى هذا ,
فقد انهارت الفاتنة على مقعدها فاقدة الوعى ..
وفى حجرة مدير الفندق , فتحت الفاتنة عينيها, وحدقت فى وجه اللورد ,
والمدير , وطبيب الفندق , ثم أجهشت بالبكاء
,وهى تنعى حظها السىء, الذى جعلها تفقد النقود ,
والتى كانت اخر أمل لولادها , ثم هبت واقفة ,وقالت:
-لن يمكننى احتكال الموقف ..
لقد تسببت باستهتارى فى ضياع سمعة أسرتى ,وسيلقى والدى مصرعه حتماً,عندما يعلم
هذا , ولن يمكننى مواجهته ,أو احتمال الفقر والعار والضياع .. لا يوجد إذان سوى حل واحد .
قالتها وانقضت على فاتحة الخطابات , الموضوعة فوق مكتب المدير ,
ورفعتها إلى قلبها , لتطعن نفسها بها , ولكن اللورد
اختطافها منها , وهو يهتف :
-ماذا تفعلين ايتها المجنونة؟
ضرخت فى انهيار :
-أقتل نفسى..هذا هو الحل الوحيد.
قال اللورد فى حزم:
-ربما كان هناك حل اخر .
-مستحيل ..سيصل المرابى بعد قليل ,
ولن يجد النقود , وسيرفع الأمر للقضاء ,و..
قاطعها فى حسم:
-سيجد النقود.
سألته فى لهفة:
-كيف؟!..هل امسكتم السارقين؟
أجابها:
-كلا ..ولكن سيجد النقود.
أدركت ما يعنيه بقوله ,وحاولت الاعتراض ولكنه اصر على دفع المبلغ ,
وظل على اصراره حتى وصل اليهودى وطالب بالنقود
وكان مبلغ ضخماً بالفعل ,ولكن اللورد استعاد حقيبته نقوده , من خزانه الفندق ,
ومنح اليهودى المبلغ فى كبرياء , واستعاد
منه أوراق الدين , ولم يكد اليهودى ينصرف بالمبلغ ,
حتى ناول اللورد أوراق الدين الى الفاتنة قائلاً:
-هاهى ذى مشكلتك قد انتهت يا سيدتى ,
بدون حاجة الى القضاء على روحك الجميلة.
تهدج صوتها , وهى تقول :
-أوه .. سيدى اللورد ..كيف سيمكننى رد دينى لك؟
أجابها مبتسسماً :
-بأن تقبلى دعوتى لتناول طعام الغذاء غدا.
ترقرقت عيناها بالدموع , وهى تقول :
-سيدى اللورد ..أنت أكثر رجال العالم شهامة ونبلا..
كيف يمككنى أن أرفض دعوة رجل كريم مثلك .
رقص قلبه طرباً لعبراتها , وأصرت هى على كتابه إيصال بالمبلغ باسمها ,
ولكن اللرد رفض فى حزم وإصرار , وودعها بنفسه
حتى باب الفندق , وهو يرسل تحياته الى والدها عالزيز , وراقبها فى افتتان ,
حتى اختفت بها عربتها , فى نهايه الطريق ..
وفى اليوم التالى , ارتدى اللورد
أفضل ثيابه , وتعطر بأغلى العطور , وانتظر فى لهفة وشوق ..
ولكن الفاتنة لم تأت ..
لم تأت ابداً..
ومع حلول المساء نبتت الشكوك فى نفس اللورد , ثم لم تلبث ان استحالت إلى يقين ,
ومع الصباح التالى ..
لقد خدعتة الفاتنة , وأوقعته فى لعبه نصب من الطراز الأول ,
بحيث منحها مبلغا ضخما من المال , دون إن يحصل منها حتى
على أسمها ..
وعند الظهر قدم اللورد بلاغاً إلى شرطة (روما) , التى أخبرته _لأول مرة_أسم فاتنته..
إنها (كلاراميدش)..
أشهر نصابة فى القرن العشرين ..
و(كلارا)هذه ابنه غير شرعية,
ألقتها أمها أمام ملجأ للأطفال , فى مدينه (نابولى), وفرت هاربا من عارها فنشأت مجهولة
النسب على الرغم من أن الملجأ قد أطلق عليها اسم (كلارا ميدش) ,
كمذيج من اسم مديرة الملجأ و ولقب سكرتيرته..
وفى التاسعه من عمرها أدركت (كلارا)
حقيقة نشأتها , واشتهرت بأنها طفله صامته , وذكية, وتسمع اكثر مما تتكلم , وتجد
بعض المتعة فى تدبير المقالب لزميلاتها وزملائها فى الملجأ , وحتى فى المشرفات والمشرفين ..
وفى الثانية عشر من عمرها , كانت (كلارا) أجمل طفلة فى (ايطاليا) كلها ,
وظهرت عليا معالم الأنوثة والتمرد , وتضاعفت
مشكلاتها مع الملجأ والمشرفين ..
وفى الخامسة عشر , هربت (كلارا)..
اختفت من الملجأ فجأة ,
دون أن يعلم مخلوق واحد كيف نجحت فى الفرار , على الرغم من وجود حارس المكان ,
والمشرفين والمشرفات ..
ولعامين كاملين , ظل المسئولون يبحثون عن (كلارا)
دون جدوى , حتى أعلنو أخيراً يأسهم من هذا , فأغلقوا ملفها فى
الملجأ, وحاولا نسيان أمرها تماماً..
ولكن (كلارا)لم تسمح لهم بهذا..
لقد أرتكبت اولى جرائم النصب , وبدأتها بخداع مديرة الملجأ نفسها ,
عندما زارتها فى منتصف الليل , وبكت فى حرارة ,
واخبرتها أنها تورطت فى عملية سرقة ,
وأنها تحتاج الى مبلغ من المال , حتى يمكنها الأبلاغ عن السارقين , والنجاة
بنفسها..
ومع دموعها الغزيرة, وتوسلاتها التى تقطع نياط القلوب ,منحتها المديرةالمبلغ,
وطلبت منها العودة اليها بعد أن تنتهى من
مهمتها , ووعدتها بالمساعة والرعاية..
ولكن ( كلارا) لم تعد..
بل بدأت عهدها الجديد , كواحدة من ابرع النصايات فى العالم ..
وخلال عشر أعوام فحسب , ارتكبت (كلارا)
مائة وثلاثة وأربعين عملية نصب محكمة,ودن أن تترك خلفها دليلاً واحداً , يسمح
بإدانتها , أو تجبر شخصاً واحداً على منحها المبلغ ..
كانت تستغل جمالها النادر , وابتسامتها العذبة , لتوقع بضحيتها ,
وتدفعهم الى منحها كل ما تريد من أموال , بالاستعانة
بعصابتها الصغيرة , المكونة من ثلاثة رجال , قضو حياتهم كلها يطيعونها طاعة عمياء ,
ويخلصون لها أشد الإخلاص , احتراماً
لذكائها , واعجاباً بشخصيتها الفذه الفريدة..
وعلى الرغم من عشرات الجرائم التى ارتكبتها (كلارا)
فى هدوء وجرأة ,لم تتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليها مرة
واحدة بسبب ذكاء أسلوبها وبراعة محيميها الشاب (ماريو)
,الذى أنقذها من السجن ست مرات , خلال الفتره التى عرفها
فيها , من عام 1901م وحتى عام 1923م عندما بلغت (كلارا)
الأربعين من عمرها وصارت أكثر قتنة وجملاً..
ففى ذلك العام , وبعد أن يأس (ماريو)من موافقة (كلارا) على الزواج منه ,
ارتبط بابنة تاجر أثاث إيطالى , تزوجها , فانقطعت
علاقته بــ(كلارا),
التى قضت بعدها عامين بلا عمل او زواج , ثم غادرت (ايطاليا)
كلها , وسافرت إلى الولايات المتحدة
الأمريكية , حاملة ثورة ضخمة, جعلتها تحيا حياة اصحاب الملايين , فى قلب (نيويورك)..
وفى عام 1928م ,
عادت (كلارا)فجأه الى عالم النصب ..
ربما لأن اموالها تناقصت بسرعة ,بسبب حياة الرفاهية الشدية البذخ
, التى عاشتها فى (اميركا),
فنسجت شباكها حلو ملياردير امريكى , سقط فى هوى الفاتنة , التى بلغت الخماسة
والاربعين من عمرها ,وعرض عليها الزواج ,
ولكنها رفضت واقنعته بادخول معها فى مشروع ضخم , واستولت منه على
عشرة ملايين دولار, ثم سافرت فى اليوم التالى إلى (باريس)..
وعلى الرخم من ضخامة المبلغ ,
فقد أنفقتة (كلارا) عن اخره فى عشر سنوات فحسب
,وبدأت تبحث عن خطةنصب جديدة
, وبعد أن صارت امرأة فقيرة , فى الخامسة والخمسين من عمرها ..
وبسبب مظهرها الأستقراطى , نجحت (كلارا)
فى عمليه نصب جديدة , حصلت منها على مليونى فرنك فرنسى وحاولت
الفرار إلى (ألمانيا)
ولكن اشتعال الحرب العالمية الثانية منعها من هذا , ففرت إلى الريف الفرنسى ,
وظلت تراوغ الشرطة
لقترة طويلة , حتى أفلست مرة اخرى , وفقدت جمالها الساحر ,
فعملت كخادمة فى منزل ثرى فرنسى , اشتهر بتعاونه مع
قوات الاحتلال النازى , مما تسبب فى محاكمته ,
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية , والحكم بإعدامه..
وفقدت(كلارا),
مورد رزقها مرة ثانية , فانزوت فى ملجأ للعجزة , وراحت تروى للنزيلات قصتها , ومغامرتها السابقة , حتى
قضت نحبها على فراشها فى هدوء ودون أن تدخل السجن مرة واحدة ,
ودن أن يٌغلق ملفها وسط الملفات..
ملفات القضاء..
>يرجى عدم الرد<
|