[color:bcec=darkblue]من الحاوية إلى الأمل
شاب نشأ يتيم الأب من أسرة ميسورة الحال كان في مراحل تنشئته الاجتماعية ابنا مدللا أو كما يعرف في مصطلح علم الاجتماع (التدليل المفرط أو الزائد) أفرطت والدته في تلبية جميع مطالبه حتى تعود على طلب كل ما تشتهيه نفسه فأصبح لا يستطيع كبح جماح شهواته حتى اتجه نحو المحرمات فلم يعد باستطاعته مقاومة الشهوات فأدمن على الأفلام الإباحية وممارسات العلاقات الجنسية المحرمة مع الجنسين وكان يطلب أيضا من والدته أن تغير سياراته الجديدة بمعدل سيارتين كل عام ويسافر وقتما يشاء إلى بعض الدول الأجنبية لارتكاب الفواحش، يحب استطلاع وتجريب كل شيء حتى جاء اليوم الموعود في إحدى سفراته وهو في موطن الرذيلة عرضت عليه امرأة باغية معاقرة الخمور والمخدرات فلم يتردد لحظة واحدة لأنه لم يعتد ولم ينشأ على رفض شيء منذ صغره ضعفت شخصيته وانقاد وراءها، فما استطاع أن يقول (لا للمخدرات) فكما أدمن سابقا على توفير كل شيء يشتهيه أدمن كذلك على المخدرات بجميع أشكالها، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كان يتعاطى فيه مع رفقاء السوء في منزل أحدهم حتى حقن جرعة زائدة لم يتحملها فخر ساقطا وسط رفاقه، فلم يحرك فيهم هذا الموقف ساكنا سوى أنهم استمروا في حقن نفس المخدر وبنفس أداة الحقن الوحيدة التي قتلت رفيقهم وأردته جثة هامدة بجوارهم فلما أفاقوا من سكرتهم وقرروا الخلاص من الجثة وإلقاءها في حاوية القمامة، ولكن المفاجأة أنه لم يمت ولما أفاق وجد نفسه وسط القاذورات والروائح الكريهة فنهض وخرج من هذا المكان المنتن، فترجل حتى وصل مستشفى الأمل وطلب الدخول للعلاج وسار مع قوافل التائبين.
عبدالرحمن حسن جان ـ مدير الخدمة الاجتماعية في مستشفى الأمل سابقا