قصة مدمن وأسرته في مستشفى الأمل بجدة

مدمن وأسرته في مستشفى الأمل بجدة
25-12-2007 09:54 PM

ليس المقصود من العنوان السابق أن أسرة المدمن سواءً كان والداه أو زوجته وأبنائه أو حتى أخوته أنهم مدمنين ويقيمون معه في أحد الأجنحة التنويمية بالمستشفى ويتلقون منظومة العلاج المقدمة بها ( العلاج الكيمائي الدوائي ، العلاج النفسي ، العلاج الاجتماعي ، العلاج الروحي ، العلاج الترويحي والمهني ) وغيرها من الخدمات العلاجية الأخرى . ولكن المقصود منه أن تلك الخدمات لا تقتصر فقط على المدمن فحسب بل قد تطال بعض أو جميع أفراد أسرته ، وقد استوحيت فكرة هذه المقالة من خلال تجربة وممارسة مع الحالات التي نتعامل معها في المستشفى ولعلي في السطور القادمة أستعرض حالة مدمن تمت مساعدته وأفراد أسرته .

عاش المدمن في أسرة مفككة حيث انفصل والداه في مرحلة طفولته فتزوج الأب ومن ذلك اليوم لم يسأل عن أبنائه من طليقته ولم يراهم البتة ، وعاش الأبناء مع والدتهم التي لا تعمل دون عائل يعولهم بعد الله سبحانه وتعالى سوى الصدقات والزكوات القليلة المقدمة من المحسنين جزاهم الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم يلقونه ، فعانت هذه الأم المكلومة الأمرين فقصر ذات اليد ورعاية وتربية أبنائها أثقل عليها الحمل فاضطرت إلى الخروج للعمل فعملت خادمة تقوم بتنظيف دورات المياه في أحدى المدارس ، ومما زاد همها وقصم ظهرها عند علمها بدخول أحد فلذات كبدها في نفق المخدرات المظلم والذي أصبح وأمسى يتجرع مرارته جميع أفراد الأسرة بل والجيران والحي ، فكان ضحية التفكك الأسري والطلاق وإهمال الأب الظالم الذي ضيع من يعول فبلا شك فهو راع ومسئول عن رعيته مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه ! وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) صحيح أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما .

فلولا انحراف هذا الابن وتعاطيه للمخدرات والمسكرات والمؤثرات العقلية لكان عوناً لأمه حيث أن سلوكه لهذا الطريق ترتب عليه فصله من المدرسة والبطالة فهذه هي العواقب المؤكدة التي تلحق بكل مدمن ، ولكن لم يقف الأمر عند هذا الحد بل ضياع باقي الأبناء فاضطرت الابنة الكبرى أن تقوم بدور والدتها في المنزل وبالطبع لم تستطع التوفيق بين تعليمها وبين رعاية إخوتها والأعباء المنزلية فتركت التعليم للتفرغ لما هو أهم ، ولكنها لم تستطع بسبب صغر سنها الذي لم يتجاوز السادسة عشر عاماً أن تمارس دور الوالدين فقد حاولت مشكورة الاضطلاع بهذه المسئولية العظيمة التي لا يقدر القيام بأعبائها كثيراً من الأباء والأمهات فنتج عن ذلك ضياع الإخوة الصغار من التعليم فتكالبت المشكلات على الأم المسكينة و! أحاطت بها من جميع الجهات فقد فصل جميع أبنائها من مدارسهم ، بالإضافة إلى ابنها المدمن ، وأبناء أخرين معرضين للانحراف واللحاق به مما اضطرها إلى ترك العمل والبقاء بجانبهم فأصبحت تتكفف المحسنين أعطوها أم لم يعطوها .

هذه قصة مؤلمة فضلت أن أتحفظ ببعض الأحداث العظيمة خشية أن يفتضح سر الأسرة وقد تعرف حينما تعرض التفاصيل .

فتقدمت الأم به للعلاج وعلمنا نحن كفريق علاجي بالمستشفى بعد الجلوس معه في جلسات فردية محاطة بسياج قوي من السرية أنه يعاني من مشكلات أسرية تكمن في التفكك الأسري الذي كان أحد الأسباب الرئيسة في انحرافه ودخوله عالم المخدرات والإدمان فأتفق على استضافة والدته في المستشفى في جلسة أسرية علاجية الهدف منها الوقوف على المشكلة ومحاولة تقديم المساعدة بالطبع للمدمن أولاً حتى يقلع عن التعاطي في محيط بيئة آمنة ويعود لممارسة حياته الطبيعية ، ولكن في ضل وجود العديد من العقبات التي تواجهه بعد عودته إلى أسرته تلك المشكلات التي اجتاحت جميع أفراد الأسرة كما ذكر في استعراض القصة سابقاً فقد تكون هذه من أقوى الدوافع والأسباب المؤدية للانتكاسة فكان رأى الفريق العلاجي أن يشمل العلاج جميع أعضاء الأسرة لأن ذلك سيصب في علاج المدمن أولاً وأخراً وسيساعده في الاستمرارية على التعافي ، فتم تسديد الديون المتراكمة والخاصة بإيجا! رات المنزل ، وصرف مساعدات مالية شهرية لهم من الصندوق الخيري بالمستشفى ، وبعد ذلك تم تحويلهم إلى الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وهنا أجدها فرصة لدعوة الميسورين من أهل الخير لدعم هذا الصندوق بما تجود به أنفسهم فالأسر المحتاجة - ويعلم الله بما نقول ونعمل – في أمس الحاجة لهذا الدعم المأجور ، وحتى نستطيع خدمة أكبر عدد من المدمنين وأسرهم، وأيضاً من خلال الواقع العملي الذي نستنتج منه وجود بعض العراقيل أثناء مخاطبتنا لبعض الجهات الحكومية والخيرية والأهلية فيما يخص تعثر معاملات مرضى الإدمان وأسرهم في الحصول على الخدمات أو إنهاء الإجراءات الرسمية فإننا نرى أننا بحاجة إلى المزيد من التنسيق والتعاون بفعالية أكثر بين هيئات المجتمع المختلفة لتخطي كل ما يقابلهم من العقبات الإدارية والفنية والمالية كما نأمل إدراج المرضى والمتعافين من الإدمان ضمن الفئات المستفيدة وذلك بأيسر الطرق .

ومن خلال المتابعة المستمرة لهذه الحالة تم بفضل الله التخفيف من وطأة المشكلة بعلاج السبب الرئيسي وهو العوز والفقر الذي تسبب في تفاقم المشكلة فأصبح وضع الأسرة مستقراً ولله الحمد والمنة ، وبالتالي تفرغت الأم لمتابعة البيت ولم تعد تحمل مشقة توفير لقمة العيش ، كما استطاع الأبناء الرجوع إلى مدارسهم والاستمرار في جو مفعم بالأمان فرجع لكل عضو في الأسرة دوره الطبيعي والأهم من ذلك كله هو عودة المدمن معافى إلى أسرته لينعم بجو أسري خالي من المشكلات والتي إن لم تزول قد تساهم بشكل كبير في الانتكاسة والعودة للإدمان ، لذلك احتضنت مستشفى الأمل بجدة المدمن وأسرته . والله من وراء القصد .

رئيس قسم الخدمة الاجتماعية
بمستشفى الأمل بجدة
أخصائي أول خدمة اجتماعية
عبدالرحمن حسن جان

الله يعين كل يلي يمرو

بزي ذي الحـآلة ..

والله يهدي شبـآب الأمه ..

كل الشكٌر لك ..

مع التحية ||~

يعطيكم الف عافية على الرد واتشرف يااختي بانك اول من رد لموضوعي

السلام عليكم

حالة والله !! اللهم عافنا ..

شكرا لك تسلمين ع القصة الرائعة ^_^

بارك الله فيك وجزاك كل خير =)

+

تم حذف الردود السطحية وتنقل الى قسم القصص

والسلام مسك الختام

العفوووووو ياقمر

الله يوفق العاملين في مستشفى الأمل
وشكرا على القصة

اميييييييييييييييييييييييييييييييييييييين ياااارب