يغلق
+
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
أولاً : إذا كان اللون الأخضر كما قالوا يقتل الجراثيم ، فهل أهل الجنة بحاجة إلى ذلك ؟!
ثانيا : جاء في الحديث الحثّ على اللون الأبيض ، فقال عليه الصلاة والسلام : البسوا من ثيابكم البياض ، فإنها أطهر وأطيب ، وكفنوا فيها موتاكم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
ولذلك كُفِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض .
وقد لَبِس النبي صلى الله عليه وسلم الأسود والأبيض والأحمر غير الخالص ، ولبس الأخضر ، ولا طَلَب التشبه بذلك في أهل الجنة .
بل إنه عليه الصلاة والسلام يُكسى يوم القيامة حُلّة خضراء ، ومع ذلك لم يلبس الأخضر ، ولا جَعَله شِعارا له .
قال عليه الصلاة والسلام : يُبْعَث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تَلّ ، ويكسوني ربي تبارك وتعالى حُلة خَضراء ، ثم يوذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول ، فذاك المقام المحمود . رواه الإمام أحمد .
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
وع ذلك لم يجعله عليه الصلاة والسلام شِعارا له ، ولا علامة يتميَّز بها .
فلبس الأخضر بقصد التقرّب والتشبه بأهل الجنة من البدع المحدثة .
كما أن من لبس الأخضر وتميّز به صار لباسه لِباس شُهرَة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : مَن لبس ثَوب شُهرة ألبسه الله يوم القيامة ثَوب مَذَلّة . رواه الإمام أحمد وغيره .
وإذا كان يُقصد بتخصيص اللون الأخضر للقرآن ، ما يكون في غِلاف المصاحف ، فليس هذا بصحيح ؛ لأن المصاحف منها الأزرق والأحمر والأخضر ، وليس اختيار اللون بناء على نصّ ، ولا هو مَحَلّ اتِّفاق .
والله تعالى أعلم .