ودع الخضر مونديال جنوب إفريقيا بعد مشوار أجمع فيه المحللون والخبراء أنه كان مشرفا، وعلى رغم مرارة الإقصاء المبكر من السباق إلا أنه لم يخلُ من المكاسب أيضا، وأولها إيمان كل الجزائريين أنهم باتوا يملكون منتخبا وطنيا محترما بعد هذه المشاركة المونديالية التي أزاحت الستار عن كثير من اللاعبين، الذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب.
لكن كل لاعبي الخضر في كفة والحارس الجديد وهاب رايس مبولحي في كفة أخرى، فقد سرق هذا الحارس القادم من المجهول الأضواء في جنوب إفريقيا بأدائه الرائع بعدما غامر المدرب رابح سعدان بإشراكه في مباراة إنجلترا القوية، ضمن مباريات الجولة الثانية بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحارس الأول شاوشي في مباراة سلوفينيا، الذي كلفه هدفا قاسيا تجرعت مرارته كل الجزائر.
في تلك المباراة فاجأ مبولحي الجميع بأدائه الباهر حينما أنقذ مرمى الخضر من محاولات الثلاثي الخطير جيرارد ولامبارد وروني، وقتها أيقن سعدان ومساعدوه أن مبولحي جدير بحراسة عرين الخضر أكثر من زميله شاوشي، وفي المباراة الثانية له أمام أمريكا أظهر مبولحي إمكانيات كبيرة، وكان باديا لدى الجميع أنه صاحب الفضل في حفظ ماء وجه المنتخب الجزائري من خسارة قاسية أمام منتخب أمريكا؛ حيث تصدى ببراعة لعدة محاولات خطيرة؛ منها تسديدة ديمبسي الصاروخية في الدقيقة 42، ورأسية التيدور في الدقيقة 67، ولم يفلح هجوم المنتخب الأمريكي في الوصول إلى شباك مبولحي طيلة الـ90 دقيقة في المباراة، وحتى الهدف القاتل الذي وقعه دونوفان في الوقت المحتسب بدلا من الضائع جاء بصعوبة كبيرة؛ حيث تصدى مبولحي للتسديدة الأولى ولم يكن ممكنا له وهو على الأرض أن يتصدى للثانية، مبولحي يتميز بقامته الطويلة (1.90 م)، وارتماءاته الجيدة على الكرة، وحسن التمركز في وسط المرمى، ويمتلك مهارات فردية تجعله يحسن إنقاذ مرماه مرات بيديه ومرات أخرى بقدميه.
بظهوره المشرف في مونديال جنوب إفريقيا لفت مبولحي -الذي يلعب في نادي سلافيا صوفيا البلغاري- انتباه الأندية الأوروبية، فهذا نادي نيوكاسل الإنجليزي يسعى إلى ضمه بعد أن عاينه مبعوث النادي عن قرب في جنوب إفريقيا، حسب ما أوردت صحيفة "ذي صن" الإنجليزية، التي قالت إن حارس منتخب الجزائر مبولحي قريب جدا من الانضمام إلى نيوكاسل بعد أن اقتنع به مبعوث النادي في جنوب إفريقيا، مضيفة أن مانشيستر يونايتد يسعى هو الآخر للظفر بخدمات الحارس"، كما ورد الخبر في عدة جرائد إنجليزية أخرى، وكان مبولحي قد أدى تجارب مع نادي مانشيستر يونايتد في إبريل/نيسان الفارط.
يذكر أن وهاب رايس مبولحي من مواليد 25 إبريل/نيسان 1986 في باريس بفرنسا، ومن أم جزائرية وأب سنغالي، تربى بعد انفصال أبويه مع أسرة أمه الجزائرية، وزار الجزائر عدة مرات فأخذ من وطن أمه كثيرا، بينما لم يعرف وطن والده السنغال، ويحمل جنسية مزدوجة فرنسية وجزائرية.
بدأ مبولحي مشواره في نادي راسينج باريس، قبل أن ينتقل إلى أولميبك مارسيليا؛ حيث تدرج معه في كل الفئات لينتقل بعدها للعب في اسكتلندا، ومنها إلى اليونان، ليرحل بعد ذلك إلى الدوري الياباني، وفي آخر المطاف استقر به الأمر في نادي سلافيا صوفيا البلغاري، وهو من أقوى أندية الدرجة الأولى البلغارية، ولعب مبولحي أيضا لمنتخب الشباب الفرنسي، وفي مايو/أيار 2010 تم استدعاؤه لتدعيم صفوف المنتخب الجزائري في المونديال الإفريقي قبل أن يصبح الحارس الأساسي.