هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلدخول

 

 قصة شروق الحق ..

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ساسوكي أوتشيها
محقق لامع
محقق لامع
ساسوكي أوتشيها


المساهمات : 681
الجنس : انثى
القسم المفضل : قسم المتحري كونآن ♥
الهواية : قصة شروق الحق .. Readin10

قصة شروق الحق .. Empty
مُساهمةموضوع: قصة شروق الحق ..   قصة شروق الحق .. I_icon_minitime2011-07-03, 10:38 pm

قصة بعنوان :
شروق الحق..


تأليف العضوة : Matsoda
في إحدى المدن العربية العريقة وتدعى هذه المدينة بغداد. كان يحكم هذه المدينة والي عادل يقال له (الوالي محمود) وكان رجلا حكيمًا , راجح العقل ذا هيبة ووقار يتمتع بالرصانة والرزانة , وله عزيمة وإرادة صلبة كالحديد إذا عزم على أمر لا ينقضي يومه إلا وقد قام بما عزم عليه, وكل من يراه يهابه ومن يخالطه يشعر بمدى طيبته وعدله وكان أهل ولايته يحبونه ويقدرونه وبفضل حكمته وعدله فقد عاشوا في سكون وهدوء بعيداً عن كل النزاعات والخلافات التي من الممكن أن تحتل حياة الناس , وكان أفضل ما اتصف به أنه كان يختار البطانة الصالحة من وزراء وقضاة وغيرهم وكان من بين قضاته (القاضي عز الدين) , الذي اتصف برجاحة عقله العقل وتأنيه في إصدار أحكامه ، يقف مع الحق دائماً ويكره الظلم ويحاربه أينما كان . وذات مرة خرج القاضي عز الدين من قصره برفقة غلامه ليشتري حاجات أهله من أسواق بغداد التي تضج بالحركة كخلية نحل ، وكان من عادته أن يتخفى في ثياب رجل تاجر عادي لا أن يظهر بشخصيته الحقيقية كقاضي ، لأنه يعلم أنه إذا ظهر بمظهر القاضي فسوف يظهر من الناس نوع من التملق والرياء والمدح والثناء ، ولكن القاضي عز الدين لم يكن يحب هذه الصفات بل يحب أن يرى الناس على طبيعتهم وفطرتهم كيف يتعاملون , ويرى أحوال المدينة وأحوال الأسواق والمكاييل والموازين في أثناء غياب المراقبين الذين عينهم الوالي على الأسواق لمراقبة المكاييل والموازين ، وعندما كان القاضي عز الدين في طريقه إلى السوق وكان المراقبون غير موجودين ، اتجه أولاً إلى حانوت صديقه (علاء الدين) وسلم عليه وسأله عن حاله كالعادة ، وعندما أراد عز الدين أن يغادر أحس بحركة غريبة في الحانوت المجاور لحانوت صديقه وسمع أحد الباعة يقول لصاحبه "هذه هي فرصتنا , الفرصة الذهبية..! " فرد عليه صاحبه:"نعم والله لقد صدقت، يجب أن نسير وفق الخطة لننجح في مهمتنا...". فقال له صديقه :"نعم .. كن حذرا..ً" . لم يفهم القاضي عز الدين معنى تلك
الكلمات ولم يفهم مغزى الحوار لأنه لم ينتبه للحوار من البداية ولم يعر الأمر أي انتباه بل غادر حانوت صديقه ومضى لحاجته، وذهب إلى حانوت آخر ليشتري منه فسمع في الحانوت المجاور ما سمعه أول مرة
" هذه هي فرصتنا , الفرصة الذهبية.. ، نعم والله لقد صدقت يجب أن نسير وفق الخطة لننجح في مهمتنا... ، نعم كن حذرا..ً" فارتعد القاضي وانتفض انتفاضاً , وتسارعت أنفاسه وازداد خفقان قلبه وأحس أن هناك من يحاول إخافته بل أحس أن أمراً ما سيحدث ولكنه قال في نفسه ليهدئها " إنه مجرد توهم ... ولن يحدث شيء. " وعاد إلى قصره محاولاً نسيان ما سمع ولكنه لم يستطع وظل يفكر فيما سمعه في السوق، ورأت زوجته على وجهه علامات الاستغراب والتفكير فسألته عما يجول في خاطره وما يشغل تفكيره فأخبرها بما حدث في السوق ، فدهشت زوجته ولكنها قالت:" ربما اكتشف أحد أصدقائك أنك تخرج متخفياً إلى أسواق بغداد فأراد أن يمازحك , لا أكثر " فرد عليها بصوت مضطرب :" أتمنى أن يكون ظنك في محله يا عزيزتي " . وبعد يوم مليء بالتعب والمشقة عاد القاضي عز الدين إلى فراشه فقد كان الوالي محمود قد كلفه بمهام كثيرة في ذلك اليوم، وعندما استسلم للنوم رأى حلماً غريباً فقد رأى رجلاً في زي تاجر ثري يستنجد ويصرخ قائلاً :" سيسرقونني على حين غفلة مني، أرجوك يا عز الدين ساعدني.." فسأله القاضي مندهشًا:" ومن تكون أيها الرجل؟ لكن الرجل كان قد اختفى ، ولم يستطع القاضي أن يتبين ملامح وجهه فقد كان ملثماً، وعندما استيقظ أحس بأن ما رآه في منامه له صلة وعلاقة بالذي سمعه في السوق ولكن مهامه وأموره الكثيرة أنسته ما حدث . وفي الليلة التالية رأى نفس الحلم فاستيقظ من نومه مذعوراً وقال:
" والله ليحدثن أمراً خطيراً في بغداد أو في أسواقها ، أرجو من الله أن يحفظنا ويحفظ المسلمين " ولم يستطع أن يخفي الأمر أكثر من ذلك بل أخبر زوجته بما رأى في منامه فبدأ الخوف يسري في نفس زوجة القاضي وأحس القاضي بالذنب لأنه هو الذي جعل زوجته تكون على هذه الحالة فطمأن زوجته قائلاً:" إنسي الأمر يا عزيزتي فالقدر يسبق دائماً"فقد قال تعالى
" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " وفي اليوم نفسه وصل الخبر إلى بغداد أن شاهبندر تجار الشرق قادم للتجارة في بغداد فبدأ تجار بغداد يستعدون لذلك فهي بالنسبة لهم مناسبة سارة فهم يعلمون جيداً أن شاهبندر تجار الشرق لا يهمه الثمن بل يهمه أن يحصل على كل ما هو ثمين ونادر ، فهذا هو موسم ربحهم وسعادتهم
وبينما كان القاضي عز الدين في مجلس الوالي سمع بالخبر وهو خبر قدوم ذلك التاجر المعروف , فراوده بأن يحدث ما رآه في منامه فظهر الفزع على وجهه , وبدأ الدم يغلي في عروقه من الخوف , ولاحظ الوالي محمود ذلك فسأله:" ما الأمر..؟ لم كل هذا الفزع يا عز الدين ؟" فخشي القاضي عز الدين أن يقص ما رآه فيتحقق ويقع، لذلك قال بحكمة :"لا شيء يا سيدي الوالي ،كل ما أريده منك أن ترسل بعض حرسك وجندك ليقوموا بحراسة شاهبندر التجار , فكما تعلم أن تاجر معروف , وليس مستغرباً أن يكون هناك من يعاديه " . لم يفهم الوالي قصد قاضيه ولكنه نفذ طلبه لما يعلم عنه من رجاحة العقل والرأي الصائب وبعد النظر . وعندما وصل شاهبندر تجار الشرق ذهب إلى مجلس الوالي ليسلم عليه ويخبره بأخباره ويقص عليه عجائب أسفاره وما يجده من أشياء غريبة عندما يتجول بين الأسواق والبلدان , وأخبار الأناس الذين يقابلهم من مختلف الأجناس والأنساب والألوان , وبعد ذلك أرسل الوالي محمود من يقوم بحراسة ذلك التاجر ومرافقته في أسواق بغداد وفقاً لرغبة القاضي عز الدين ، وعندما شارف شاهبندر تجار الشرق على طريق أسواق بغداد وفي هذه الأثناء قام ثلاثة من البائعين بإغلاق حوانيتهم وخرجوا من السوق مسرعين وذهبوا إلى طريق شاهبندر التجار والشرر يتطاير من أعينهم كتطاير الشظايا من خشب تلتهمه النيران, لما عزموا عليه , وترصدوا له فهم يعلمون جيداً أنه لا يحب الاختلاط بحاشيته ويحب أن يتجول في الأسواق بمفرده وبصحبة غلامه الذي يساعده فقط ، ولكن لسوء حظهم فقد كان بصحبته هذه المرة حرس الوالي وجنوده ، لقد عارض شاهبندر تجار الشرق أن يصطحبهم معه في البداية ولكن مع إصرار الوالي وقاضيه عز الدين انصاع لأمرهما ولبى رغبتهما . وفعلاً مر شاهبندر التجار من الطريق الذي يترصدونه فيه , وكان البائعون الثلاثة على شجرة ضخمة على الطريق ولكنهم فجأة سمعوا أصواتاً كثيرة فقال بعضهم لبعض :" لعل هذه قافلة عابرة أما ذلك المغرور فسيمر الآن " ، وعندما مر التاجر والجنود من أمامهم لم ينتبهوا بل ظنوها مجرد قافلة عابرة ولكن أحدهم رأى شاهبندر تجار الشرق في الوسط فأصابته صدمة حادة وهو يرى الهدف يبتعد عنه لم يصدق عينيه وهو يرى , تلك الورقة الجافة تبتعد عن ناظريه , فصاح في رفيقيه :" إنه هو... إنه هو". فلم يفهما قصده ولكن سرعان ما تداركا الأمر وقالا :" من تقصد؟؟ ، هل تقصد شاهبندر التجار ؟؟" ولكنه لم يجب عليهما ولم ينفذ الخطة المتفق عليها فأخذ سهمه وقوسه وأراد أن يرمي وهو يقول في نفسه :"سيضيع مني الهدف إن لم أفعل , وستتبخر معه كل أحلامي في الانتقام " . فصاح فيه رفيقيه :" انتظر.. انتظر لا تفعل.. ولكنه كان قد رمى سهمه و لحسن الحظ فقد أخطأ ولم يصب التاجر بأذى ، حين إذ اشتعل الجنود من الغضب وصاحوا:" من يجرؤ على فعل هذا ونحن هنا ؟؟ من فعل ذلك ؟؟" . أراد البائعون الثلاثة أن يهربوا ويولوا الأدبار ولكن إلى أين ؟ يد العدالة تطاردهم , فقد حاصرهم الجنود والتفوا حولهم كالتفاف سور على المعصم و أوثقوهم ، وراح البائعان يلومان صاحبهما الذي رمى السهم وتسرع بسبب خيبة الأمل التي أصابته فكأنه رمى تلك الرمية كمحاولة يائسة , فأخذا يمطرانه بوابل من الكلمات القاسية , الجارحة والمؤنبة , وندموا أشد الندم على تفكيرهم العدواني بأن يسلبوا حياة شخص ما بانتقام , هم يدركون نهايته , ولكن الندم لن يجدي نفعاً الآن . وصل الخبر إلى الوالي محمود والقاضي عز الدين بأن شاهبندر تجار الشرق قد تعرض للهجوم من قبل ثلاثة من البائعين ، فأمر الوالي بإحضارهم إليه ، فلما جاء الثلاثة ، أحس القاضي أن حلمه
كان سيتحقق ويقع لولا طلبه بحراسة التاجر.
جاء البائعون الثلاثة وكانوا إخوة والخوف والهلع يسيطر على قلوبهم ويكد يفيض من عيونهم , ولما بدأوا بالكلام ، صاح القاضي عز الدين دون
إدراك :" إنه نفس الصوت .. بل إنه الصوت بذاته". تعجب الوالي وقال: " بماذا تهذي يا عز الدين ماذا تقصد بـ "نفس الصوت" . عاد إلى القاضي وعيه وإدراكه فقال:" يا سيدي الوالي ،، بما أن تاجر الشرق الآن بخير فسأخبرك ببداية ما حدث وهم سيخبرونك بالباقي , عندما كنت بأسواق بغداد قبل يومين حدث أن.........................." وأخبره بما حدث في السوق، وأنه سمع الصوت ذاته ولكنه لم ير أصحاب الصوت لتجاهله الأمر، وأخبره أنه اهتم بالأمر لاحقاً بسبب رؤيا رآها في منامه وطلب بذلك حراسة شاهبندر التجار خشية أن يحدث له مكروه , ثم قال القاضي " ثم لم أخبرك بذلك يا سيدي , خشية أن يقع الحلم ويتحقق " , ازداد عجب الوالي , وازدادت حيرته بما سمع , وأمر الرجال الثلاثة بإكمال القصة فأنكروا ولكن القاضي عز الدين قال بنبرة يعلوها الغضب والانفعال:" ويحكم , ماذا تعنون بإنكاركم هذا , هل تنوون فعل شيء آخر ؟ ثم إنني لست صغيراً لا أدرك ما حولي.. بل أنا عاقل والحمد لله فهيا اعترفوا بمؤامراتكم ضد هذا الرجل , فلا فائدة من الإنكار بوجود أدلة تدين فعلكم الشنيع" وأشار إلى شاهبندر التجار الذي كان جالساً يسمع بدهشة مشوبة بشيء من الغضب والخوف , والذي لم ينبس ببنت شفه , فقد كان في قرارة نفسه يعلم من هم هؤلاء الثلاثة , ولماذا حاولوا قتله ؟ . فما استطاعوا أن يواصلوا الإنكار أمام أدلة القاضي وبراهينه القاطعة على أنهم مجرمين حاولوا قتل شاهبندر التجار برميه بالسهام . فاعترفوا بكل مؤامراتهم ضد هذا التاجر , وأخبر أحد هؤلاء الثلاثة القاضي عز الدين قائلاً :" إننا كنا نعلم أن شاهبندر التجار سيأتي إلى هنا قبل أن يصل الخبر إلى بغداد ، وكنا نعلم أنه سيمر من هذا الطريق كعادته فترصدنا له، لا لنقتله بل لنخيفه فقط ، فقد كانت خطتنا أن نقوم بإلقاء صخرة عظيمة قريبة منه عند مروره لنخيفه, وقررنا أن نرميه بالسهام ولكن نتعمد أن نخطئ إصابته . وكان الدافع هو ".. فصاح أخوه : " نعم إنه الانتقام , أردنا أن يرد إلينا حقوقنا " . فسأل القاضي مندهشا :" الانتقام ...تنتقمون من شاهبندر تجار الشرق ما القصة ؟ما الذي حدث ؟؟ وأي حقوق هذه التي تتحدثون عنها ؟ " فقال آخر :" نعم هذا صحيح ، نحن إخوة ثلاثة ونحن في الواقع أبناء علي السياف الدمشقي " فصاح القاضي مندهشاً :" ماذا ، أنتم أبناء شاهبندر التجار القديم ( الدمشقي ) الذي مات منذ زمن ، لقد سمعنا ووصل الخبر إلى الوالي أنه مات بسبب حمى شديدة أصابته وأنه ترك ثلاثة أبناء صغار وراءه ، أيعقل أنكم ... ؟ " وقاطعه الأخ الأكبر قائلاً: " نعم نحن أبناؤه , ولكن ما سمعتموه عن موته وأنه كان بسبب الحمى الشديدة كما تقول .... وكما يقول كل الناس ويظنون , وكما هو الخبر شائع .." ثم نظر إلى الأرض بعين دامعة ووجه غطته سحابة الحزن والأسى وأكمل : " كل هذا كذب ، كذب , وسأخبرك بالحقيقة التي لا يعلمها من الأحياء أحد سوانا ، كان والدنا هو شاهبندر تجار الشرق كما تعلم ، كان تاجراً شريفاً , أميناً لا يقبل الغش أبداً ولا يرضى أن يدخل المال الحرام بيته ، وكان هذا المحتال صديق والدنا رحمه الله ولكنه خدع والدنا بكلامه . قال القاضي :" ما قلته بشأن صفات والدك صحيح تماماً فقد كان من أعز أصدقائي وأعرفه جيداً ولكن لم أفهم ما قصدته بقولك أن والدك قد خدع من قبل هذا الرجل " .. فرد عليه :" أنا سأقول لك ، لقد خدع والدنا وأراد له الموت بأي طريقة غير آبه بأسرته التي كانت مازالت في بداية عهدها والتي كانت تعيش في هدوء وسكينة لقد فعل كل شيء يستطيع ثعلب ماكر مثله فعله , ليستولي فقط على ثروات والدنا بعد موته , لم يفكر في أنه سيسلب حياة شخص , بل إنه لم يفكر أن بتصرفه المتهور والأناني سيسلب حياة أسرة بكاملها , ما هي الأسرة إذا زال ركنها وتحطم أساسها , كيف لأطفال لم يفتحوا عيونهم على الحياة بعد أن يعيشوا بدون أب ؟ كيف للسفينة أن تسير بدون ربان ؟ كيف للأزهار اليانعة أن تعيش بلا ماء ؟ كيف للأرض الجافة أن ترتوي بلا مطر ؟ كيف ؟ كيف ؟ وكان له ذلك ، فقد استولى هذا الرجل المحتال على ثروة والدنا بعد أن قتله شر قتلة بدس السم له في طعامه , لقد غدر بصديقه الذي أخلص له وساعده ومد له يد العون في كل محنة واجهته أو مصيبة حلت عليه وكارثة نزلي به , ولكنه قابل الإحسان بالإساءة وإنكار الجميل, ولم يعرف معنى الوفاء للصديق ".. ثم انهمرت عيناه بالدموع , وببكائه أبكى كل من حوله , الوالي والقضاة وحراس القصر حتى شاهبندر التجار ذا القلب المتحجر الذي لا يلين بكى ندماً على فقدان صديق لم يجد مثله لا قبل موته ولا بعد موته, ولبرهة غطى الصمت المكان , وقطع هذا الصمت كلام الأخ الأكبر : " لقد نسي هذا المحتال بل تناسى كل جميل قدمه له والدنا فكان يظهر الخير لأبينا عكس ما يخفي من شر وحقد وحنق وحسد , لقد غدر به وأعلن للناس موته والسبب كما ادعى هو الحمى الشديدة التي لم تمهله أياماً ، وصدق الناس كلامه باعتباره كما يظنون أنه صديق والدنا , لقد ظلم هذا الرجل كل شيء حتى الحمى قد ظلمها واتهمها بأنها السبب في موت والدنا رحمه الله , ولكننا في ذلك الوقت كنا صغاراً لا ندرك الأحداث , ولا نميز بين العدو والصديق, فجاء هذا المحتال بمربية وأمرها بتربيتنا وأعطاها المال حتى يمنعها من أن تخبر أحداً بحقيقة الأمر الذي عرفته واكتشفته بنفسها بأنه قاتل شاهبندر التجار الدمشقي , أمرها بالاعتناء بنا دون أن تخبرنا عن حقيقتنا وعن أصلنا وعندما كبرنا أحسسنا أن في الأمر سراً وألححنا عليها إلى أن
أخبرتنا بالحقيقة , وهي امرأة مسنة ماتت بعد أن أخبرتنا بشهر واحد تقريباً ومن
ذلك الوقت بدأ الدافع بالانتقام ينمو مع الزمن في قلوبنا , والتفكير فيه يأخذ حيزاً كبيراً من عقولنا , واستطعنا أن نعمل في التجارة بفضل الله ثم تلك المربية التي ساعدتنا بمالها وانتقلنا من البصرة وجئنا إلى هنا وأقمنا ببغداد وعزمنا على هذا الأمر " . فرد أخوه بحدة : " نعم عزمنا على الانتقام لوالدنا واسترداد حقنا وثروة والدنا " . فقال القاضي في هدوء بعد أن فهم ما حدث : " إنها أسوأ مأساة مرت علي في حياتي , راح ضحيتها خمسة أشخاص , واحد فقد حياته , وأربعة سينزل بهم العقاب لا محالة ليكونوا عبرة لغيرهم , لماذا حكمتم عليه أنتم بالموت ؟ لماذا لم تجعلوا القانون يأخذ مجراه والعدالة تمشي في طريقها ؟ أما كان من الأفضل أن تبلغوا شرطة البصرة أو شرطة بغداد لتتولى هي هذا الأمر وتعيد إليكم حقكم وثروة والدكم الراحل ؟لا يمكنكم أن تسوغوا الجريمة التي كنتم بصدد ارتكابها ، الحق يجب أن يشرق دائماً، والعدالة يجب أن تنتصر, لذا يجب أن تأخذوا عقابكم وتدفعوا الثمن لمحاولتكم فعل أمر حرمه الله تعالى وهو قتل النفس " ، ثم التفت القاضي عز الدين إلى شاهبندر تجار الشرق وقال له:" أنت أيضاً معي بالكلام ,و يجب أن تنال عقابك جزاء احتيالك وأخذك لحقهم وحرمانهم وهم أطفال من أبيهم بقتلك له , وتحطيمك لأسرتهم . كيف أصبح قلبك بهذه الصلابة تؤذي من أحسن إليك .. والله إن الحجر لا يقارن بقسوة قلبك , كيف سمح لك قلبك بأن تدس السم في طعام من أطعمك من طعامه وساعدك في لحظات حياتك الحرجة, بكى شاهبندر التجار ندماً على ما فعل وفي الوقت ذاته تأثراً بحال أبناء صديقه واعترف بأنه قتل والدهم وقال : " لقد أعماني المال والطمع عن الإخلاص لصديقي وأنا نادم يا حضرة القاضي ، صدقني , يمكنك أن تفعل بي ما تشاء" وتنازل الرجل المحتال عن أمواله وأعاد كل ما أخذه من صديقه احتيالاً إلى أبنائه , وعادت المياه إلى مجاريها وأصبح من هذه اللحظة الابن الأكبر هو شاهبندر تجار الشرق . قال الوالي محمود في سرور وقد أعجب بقاضيه عز الدين:" لولاك يا عز الدين لقتلت الآن نفس ولم يكن الحق ليعود إلى أصحابه ولكن الحقيقة يجب أن تنتصر دائماً وتظهر مهما طال إخفاؤها" . فقال القاضي عز الدين:" شكراً لك يا سيدي الوالي ، لقد أخجلت تواضعي ... ثم قال في نفسه:
" لقد كنت أعيش لحظات مظلمة مرعبة بعد ذلك الحادث في السوق وبعد ذلك الحلم , لقد كان الخوف من وقوع شيء خطير يطاردني من ساعة لأخر كمطاردة الحيوانات لفرائسها , أما الآن فقد أشرق الحق وزهق الباطل وارتاحت نفسي " . ثم استأذن الوالي في أن يذهب إلى قصره فقد أراد في قرارة نفسه أن يخبر زوجته بالقصة كاملة فهي أيضاً كانت تشعر بالخوف وتترقب الأحداث..
ولكن صدق الله حين قال :" وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً "

( أتمنى أن تنال قصتي إعجاب الأعضاء وإعجاب كل من قرأها ) . .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيبارا 33
محقق مشارك
محقق مشارك
هيبارا 33


المساهمات : 192
الجنس : انثى
الدولة : الكويت
الهواية : قصة شروق الحق .. Riding10

قصة شروق الحق .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة شروق الحق ..   قصة شروق الحق .. I_icon_minitime2011-07-11, 3:50 am

طويله مررررره
لكن مع ذلك اشكرك
والله يوفقك في دنياك واخرتك
وربي لا يحرمنا من مجهودتك ومواضيعيك
تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هاتوري هيجي الأسمر
محقق مميز
محقق مميز
هاتوري هيجي الأسمر


المساهمات : 3041
الجنس : ذكر
القسم المفضل : قسم المتحري كونآن ♥
الدولة : الكويت
الهواية : قصة شروق الحق .. Swimmi10

قصة شروق الحق .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة شروق الحق ..   قصة شروق الحق .. I_icon_minitime2011-07-11, 2:27 pm



يعطييك العاافية
ينقل للقسم المناسب..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ساسوكي أوتشيها
محقق لامع
محقق لامع
ساسوكي أوتشيها


المساهمات : 681
الجنس : انثى
القسم المفضل : قسم المتحري كونآن ♥
الهواية : قصة شروق الحق .. Readin10

قصة شروق الحق .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة شروق الحق ..   قصة شروق الحق .. I_icon_minitime2011-07-18, 8:04 pm

:lol: شكراً لمرورك العطر هيبارا 33
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ساسوكي أوتشيها
محقق لامع
محقق لامع
ساسوكي أوتشيها


المساهمات : 681
الجنس : انثى
القسم المفضل : قسم المتحري كونآن ♥
الهواية : قصة شروق الحق .. Readin10

قصة شروق الحق .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة شروق الحق ..   قصة شروق الحق .. I_icon_minitime2011-07-18, 8:36 pm

آسفة أيها المشرف هيجي , لم أنتبه حقاً
أكرر اعتذاري , وشكراً لتنبيهك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة شروق الحق ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شروق الشمس , اسم كافيٍ لموضوعِ قصيصتي .
» شروق الشمس على كوكب المريخ سبحآن الله
» الصديق الحق...قصة مؤثرة
» الحق الحق الحق
» الحق حالك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ◣◢ الأرشيف ◣◢ :: # الأرشــــــــــــــيف #-
انتقل الى: