قصة الأسد
تشبث أسامة البالغ من العمر 6 سنين بيد والده ، وهو يخطو معه بداخل حديقة الحيوان لأول مرة ..
اليوم سيرى الأسد .. ذلك الحيوان الضخم الهائل والمرعب ، الذى طالما حكى له والده عنه ،
وعن شجاعته وجسارته وزئيره المرعب ، بعضلاته المفتوله ونظراته الجبارة الشرسة المتكبرة..!!
اليوم .. سيرى الأسد الذى قال له أبوه أن اسمه "أسامة" من أسماء الأسد
وذلك تيمناً بالشجاعة والجرأة والقوة والجبروت الطاغى وقوته البادية فى جلساته كملك متوج بين الحيوانات .
قطع سيل أفكاره المتدفقة جذبة أبيه ليصبحا أمام قفص ، ومن ثم حمل أبيه له وإشارته بيده للحيوان بداخل القفص ..
نظر أسامة فوجد كائن هزيل .. منهك العضلات . على رقبته بقايا شعيرات منتوفة .. وبوجهه جروح !! ،
رأى الذباب يتطاير حوله فلا يكلف نفسه برفع ذيله ليطرد الذباب ... نظر إلى عينيه فوجد نظرة إنكسار وضعف !!
جذب ذراع والده فى ملل ورتابة وهو يقول :
- بابا .. ياللا .. مش عايز أشوف الكلب دة .. أنا عايز أشوف الأسد !!
نظر والده فى دهشة وهو يقول :
- ... ولكن .. هذا ..
قاطعه أسامة :
- ياللا يابابا .. أنا عايز الأسد .. اللى أنا هاطلع زيه ،
قوى وعنيد فى الجرأة ومنتصر وفى عينيه عزة أجدادى العرب
... زى ماأخبرتنى !
نقل والده بصره بين أسامة وبين القفص ..
وقال حائراً :
- حاضر ولكن ربما فى يوم آخر ..
سمعتهم يقولون أن الأسد نام اليوم ...
تعال سأريك اليوم .. القرد .. فهو حيوان مسل وظريف !
وهما يبتعدان .. حانت منه إلتفاته إلى القفص
فخُيِل إليه .. أن الأسد إنحدرت من عينه دمعه ..
مع طأطأة رأسه.
مع تحياتي