هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلدخول

 

 لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم

اذهب الى الأسفل 
+5
محبة سينشى
Shehu Miyano
سارا عادل
ريم سامي
sato
9 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
sato
محقق محترف
محقق محترف
sato


المساهمات : 7116
الجنس : انثى
العمر : 32
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Writin10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-25, 10:24 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

:kjk:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه نبذة مختصرة عن سيرة بعض الصحابة رضى الله عنهم

اولا:اسامة بن زيد(رضى الله عنه)

الصحابي أسامة بن زيد بن حارثة يكنى أبا محمد ويقال أبو زيد وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال بن سعد ولد أسامة في الإسلام ومات النبي صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة وقال بن أبي خيثمة ثماني عشرة .وكان قد سكن المزه من عمل دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح بن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين. وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس أسامة بن زيد بن حارثة
ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة


هو أبو زيد أو أبو محمد أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي .
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحبّه وابن حبّه ، ولم يعرف غير الإسلام ، لأنه ولد بعد البعثة ، وعاش في كنف النبي عليه الصلاة والسلام .
قال أسامة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن بن علي على فخذه اليسرى ، ثم يضمنا ، ثم يقول : ( اللهم إنّي ارحمهما فارحمهما ) وفي رواية : ( اللهم أنّي أحبهما فأحبهما ) .
حمله أبوه زيد إلى المدينة مع أمه أم أيمن بعد الهجرة النبوية إليها ، إذ بعثه الرسول مع مولاه أبي رافع لإحضار من خلف في مكة من أهله ، ورده الرسول في غزوة أحد لصغر سنه
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز يعطيه سلاحه ، أو يعطي سلاحه عليا رضي الله عنهما .
لمّا استشاره النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك ، أثنى على أم المؤمنين عائشة خيرا ، وقال : يا رسول الله أهلك ، وما نعلم منهم إلاّ خيرا ، وهذا الكذب والباطل .
أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم حلته التي كانت من قبل لذي يزن ، اشتراها من السوق حكيم بن حزام ولم يكن قد أسلم بعد ، فقدمهاهدية إلى الرسول فأبى الرسول صلى الله عليه وسلم الاّ بالثمن .
كان يردفه الرسول صلى الله عليه وسلم على دابته .
خرج مع سرية بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حيّ من جهينة يقال له : ( الحرقة ) وكان ممن ثبت مع الرسول في حنين .
كان كثير البر بأمه ، ما تطلب منه شيئا يستطيعه إلاّأحضره لها .
قال أسامة : لمّا قتل أبي ( أي زيد ) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني دمعت عيناه ، فلما كان من الغد أتيته قال : ( ألاقي منك اليوم مثل ما لاقيت منك امس ) .
استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش فيه أبو بكر و عمر بن الخطاب فلم ينفذ حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعثه أبوبكر إلى حيث بعثه الرسول ، إلى الشام وكان رأى الصحابة عدم بعثه لمواجهة مشكلة الارتداد التي حصلت في العرب بعد وفاة الرسول ، لكن أبا بكر أصر على تسيير جيش عقد الرسول لوائه قبل موته ، مهما كانت النتائج ، وكان في ذلك الخير العظيم ،ومشى أبوبكر في وداعه ، وأسامة راكب ، فقال : يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن ، فقال : والله لا تنزل ووالله لا أركب ، وكان عمر أسامة يومئذ ( 18) سنة ، و قيل : ( 20) سنة
أخرج ابن سعد عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخّر الإفاضة من عرفة ، من أجل أسامة بن زيد ينتظره ، فجاء غلام أفطس أسود ( هو أسامة) فقال أهل اليمن : إنما حبسنا من أجل هذا ؟!
جعل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في النزع الأخير يضع يديه عليه ويرفعهما . قال أسامة : فعرفت أنه يدعو لي .
سكن مدة في قرية من قرى دمشق اسمها ( المزّة ) ثم انتقل إلى المدينة ، فمات بها سنة (54) و قيل سنة ( 58) أو ( 59) و قد بلغ عمره نيفا وستين سنة .
[تحرير] موقف أسامة بن زيد من الفتنة الكبرى
إنه عندما أرسل مولاه حرملة إلى علي بن أبي طالب زمن الفتنة ، قال لمولاه عن علي ، إنه يسألك عن تخلفي عنه ، فقل له يقول لك : (( لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ، لكن هذا الأمر لم أره )) رواية أخرى عن معمر بن راشد عن الشهاب الزهري ، أن عليا لقي أسامة –رضي الله عنهما – فقال له : ما كنا نعدك إلا من أنفسنا يا أسامة ، فلم لا تدخل معنا –أي في القتال- فقال له : يا أبا حسن ، إنك و الله لو أخذت بمشفر –أي الشفة- الأسد لأخذت بمشفره الآخر معك حتى نهلك جميعا ، أو نحيا جميعا ، و أما هذا الأمر الذي أنت فيه ، فو الله لا أدخل فيه ))

:bvb:


عدل سابقا من قبل sato في 2010-09-21, 11:01 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
Shehu Miyano
محقق مميز
محقق مميز
Shehu Miyano


المساهمات : 5138
الجنس : انثى
العمر : 30
الدولة : الكويت
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Unknow11

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-30, 1:38 am

موضوع قمة في الروعة يعطيك الف الف عافية


على الموضوع الرائع يا قمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sato
محقق محترف
محقق محترف
sato


المساهمات : 7116
الجنس : انثى
العمر : 32
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Writin10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-30, 2:19 am

شيهو ميانو كتب:
موضوع قمة في الروعة يعطيك الف الف عافية


على الموضوع الرائع يا قمر


شكرا شوشو على ردك الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محبة سينشى
محقق ذهبي
محقق ذهبي
محبة سينشى


المساهمات : 2052
الجنس : انثى
العمر : 28
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Painti10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-30, 2:25 am

موضوع فى قمة الروعة
بالتوفيق وجعلة الله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sato
محقق محترف
محقق محترف
sato


المساهمات : 7116
الجنس : انثى
العمر : 32
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Writin10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-31, 12:03 am

محبة سينشى كتب:
موضوع فى قمة الروعة
بالتوفيق وجعلة الله فى ميزان حسناتك

اللهم امين
شكرا على مرورك
انتى الاجمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kΘυÐọ ĹỎvÈŖ
عضوة شرف مميزة VIP
عضوة شرف مميزة VIP
kΘυÐọ ĹỎvÈŖ


المساهمات : 2140
الجنس : انثى
العمر : 26
القسم المفضل : قسم الترفيه والتسلية ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Travel10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-31, 12:06 am

موضوع راااااااااااائع ...

مشكورة يا حبيبتى ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sato
محقق محترف
محقق محترف
sato


المساهمات : 7116
الجنس : انثى
العمر : 32
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Writin10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-31, 2:00 am

عاشقة سينشى كتب:
موضوع راااااااااااائع ...

مشكورة يا حبيبتى ...

عفوا
وشكرا لمرورك الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sato
محقق محترف
محقق محترف
sato


المساهمات : 7116
الجنس : انثى
العمر : 32
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Writin10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-08-31, 10:37 am

:kjk:
سادسا:على بن ابى طالب(رضى الله عنه وارضاه)

هو ابـن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-000 ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة000 الرسول يضمه إليه كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه يا عباس ، إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من عياله ، آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه )000فقال العباس ( نعم )000 فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له ( إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه )000فقال لهما أبو طالب ( إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما )000فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي -رضي الله عنه- وآمن به وصدقه ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج علي معه مستخفياً من أبيه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا رجعا000 منزلته من الرسول لمّا آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه قال لعلي ( أنت أخي )000 وكان يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أهله وقال له ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )000 وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ( من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله )000 دعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم بكساء وقال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً )000وذلك عندما نزلت الآية الكريمة000 قال تعالى :( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )000 كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )000 ليلة الهجرة في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فراشه ، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )000فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي ( نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )000 ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول -صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم000وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء000 أبو تراب دخل ‏علي ‏‏على ‏فاطمة -رضي الله عنهما-‏ ‏، ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏( ‏أين ابن عمك )000قالت ( في المسجد )000فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول :( اجلس يا ‏‏أبا تراب )000‏مرتين000 يوم خيبر في غزوة خيبـر قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، أو على يديه )000فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه000 ‏ خلافته لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى 000 ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم 000 معركة الجمل خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0 مواجهة معاوية قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا 000 فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري ) 000 وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر 000 وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية 0 الخوارج أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب 000 وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية 000 استشهاده لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة ، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة ، وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به ، اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران000 وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا ( ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين )000وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم ( لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر )000 واختلف في مكان قبره000وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين000

:bvb:


عدل سابقا من قبل sato في 2010-09-14, 4:01 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sato
محقق محترف
محقق محترف
sato


المساهمات : 7116
الجنس : انثى
العمر : 32
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Writin10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-09-11, 6:09 pm

سابعا:عبد الرحمن بن عوف (رضى الله عنه)

الثري العفيف
عبد الرحمن بن عوف
إنه الصحابي الكريم عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، ولد قبل عام الفيل بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل الرسول ( دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين اختارهم عمر ليخلفوه في إمارة المؤمنين، وكان أغنى أغنياء الصحابة.
أغمي عليه ذات يوم ثم أفاق، فقال لمن حوله: أَغُشي عليَّ؟ قالوا: نعم، قال: فإنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة وغلظة، فانطلقا بي، ثم أتاني رجلان أو ملكان هما أرق منهما، وأرحم فقالا: أين تريدان به؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين. فقال: خليا عنه، فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن أمه.
[الحاكم].
هاجر إلى الحبشة مرتين، وآخى رسول الله ( بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له سعد: أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر (نصف) مالي فخذه، ولي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب إليك حتى أطلقها لك، فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق. فدلوه على السوق، فاشترى، وباع، فربح كثيرًا.
وكان -رضي الله عنه- فارسًا شجاعًا، ومجاهدًا قويًّا، شهد بدرًا وأحدًا والغزوات كلها مع رسول الله (، وقاتل يوم أحد حتى جرح واحدًا وعشرين جرحا، وأصيبت رجله فكان يعرج عليها.
بعثه رسول الله ( إلى دومة الجندل، وعممه بيده الشريفة وسدلها بين كتفيه، وقال له: "إذا فتح الله عليك فتزوج ابنة شريفهم". فقدم عبد الرحمن دومة الجندل فدعاهم إلى الإسلام فرفضوا ثلاثًا، ثم أسلم الأصبع بن ثعلبة الكلبي، وكان شريفهم فتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بنت الأصبع، فولدت له أبا سلمة ابن عبد الرحمن. [ابن هشام]
وكان رسول الله ( يدعو له، ويقول: "اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة" [أحمد].
وكان -رضي الله عنه- تاجرًا ناجحًا، كثير المال، وكان عامة ماله من التجارة، وعرف بكثرة الإنفاق في سبيل الله، أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا، وتصدق بنصف ماله على عهد الرسول (.
وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى لمن بقي من أهل بدر لكل رجل أربعمائة دينار، وكانوا مائة فأخذوها، وأوصى بألف فرس في سبيل الله.
وكان ( يخاف على عبد الرحمن بن عوف من كثرة ماله، وكان يقول له:
"يا بن عوف، إنك من الأغنياء، ولن تدخل الجنة إلا زحفًا، فأقرض الله يطلق لك قدميك"، فقال عبد الرحمن: فما أقرض يا رسول الله؟ فأرسل إليه رسول الله ( فقال: "أتاني جبريل، فقال لي: مره فليضف الضيف، وليعط في النائبة والمصيبة، وليطعم المسكين" [الحاكم]، فكان عبد الرحمن يفعل ذلك.
وبرغم ما كان فيه ابن عوف -رضي الله عنه- من الثراء والنعم، فقد كان شديد الإيمان، محبا للخير، غير مقبل على الدنيا.
وذات يوم أتى بطعام ليفطر، وكان صائمًا فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، فكفن في بردته، إن غطى رأسه بدت (ظهرت) رجلاه، وإن غطى رجلاه بدا رأسه، ثم قال: وقتل حمزة، وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، وأعطينا منها ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.
وذات يوم، أحضر عبد الرحمن لبعض إخوانه طعامًا من خبز ولحم، ولما وضعت القصعة بكى عبد الرحمن، فقالوا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ فقال: مات رسول الله ( ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا لما هو خير لنا.
ولما تولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافة سنة (13 هـ)، بعث عبد الرحمن بن عوف على الحج، فحج بالناس، ولما طعن عمر -رضي الله عنه-، اختار ستة من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة، وكان عبد الرحمن بن عوف أحد هؤلاء الستة وكان ذا رأي صائب، ومشورة عاقلة راشدة، فلما اجتمع الستة قال لهم: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر فتنازل كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص فبقي أمر الخلافة بين عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب فقال عبد الرحمن: أيكم يتبرأ من الأمر ويجعل الأمر إلي، ولكن الله على أن لا آلو (أقصر) عن أفضلكم وأخيركم للمسلمين.
فقالوا: نعم. ثم اختار عبد الرحمن عثمان بن عفان للخلافة وبايعه فبايعه علي وسائر المسلمين.
وتوفي عبد الرحمن -رضي الله عنه- سنة (31هـ)، وقيل (32هـ) في خلافة عثمان بن عفان، ودفن بالبقيع.

تحياتى لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sato
محقق محترف
محقق محترف
sato


المساهمات : 7116
الجنس : انثى
العمر : 32
القسم المفضل : القسم الاسلآمي ♥
الدولة : البحرين
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Writin10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-09-14, 4:22 pm

ثامنا:سعد بن ابى وقاص (رضى الله عنه وارضاه)

أول الرماة في سبيل الله
سعد بن أبي وقاص
إنه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
وكان سعد قد رأى وهو ابن سبع عشرة سنة في منامه أنه يغرق في بحر الظلمات، وبينما هو يتخبط فيها، إذ رأى قمرًا، فاتبعه، وقد سبقه إلى هذا القمر ثلاثة، هم: زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، ولما طلع الصباح سمع أن رسول الله ( يدعو إلى دين جديد؛ فعلم أن هذا هو القمر الذي رآه؛ فذهب على الفور؛ ليلحق بركب الساقين إلى الإسلام.
وتظهر روعة ذلك البطل عندما حاولت أمه مرارًا أن ترده عن طريق الإيمان عبثًا، فباءت محاولاتها بالفشل أمام القلب العامر بالإيمان، فامتنعت عن الطعام والشراب، ورفضت أن تتناول شيئًا منه، حتى يرجع ولدها سعد عن دينه، ولكنه قال لها: أماه إنني أحبك، ولكن حبي لله ولرسوله أكبر من أي حب آخر.
وأوشكت أمه على الهلاك، وأخذ الناس سعدًا ليراها عسى أن يرق قلبه، فيرجع عما في رأسه، فيقول لها سعد: يا أمه، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني فإن شئت كلي، وإن شئت لا تأكلي، وعندها أدركت الأم أن ابنها لن يرده عن دينه شيء؛ فرجعت عن عزمها، وأكلت، وشربت لينزل وحي الله -عز وجل- يبارك ما فعل سعد، قال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) [لقمان: 15].
ولازم سعد -رضي الله عنه- رسول الله ( بمكة حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجر مع المسلمين ليكون بجوار رسول الله ( في محاربة المشركين، ولينال شرف الجهاد في سبيل الله، وحسبه أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله وأول من أراق دماء الكافرين، فقد بعث رسول الله ( سرية فيها
سعد بن أبي وقاص إلى مكان في أرض الحجاز اسمه سابغ، وهو من جانب الجحفة، فانكفأ المشركون على المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، فكان أول قتال في الإسلام.
ويوم أحد، وقف سعد يدافع عن رسول الله (، ويحارب المشركين، ويرميهم حتى نالته دعوة الرسول (، حين رآه فسر منه وقال: "يا سعد، ارم فداك أبي وأمي" [متفق عليه]، فكان سعد يقول: ما جمع رسول الله ( أبويه لأحد قبلي، وكانت ابنته عائشة بنت سعد تباهي بذلك وتفخر، وتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله ( يوم أحد بالأبوين.
وذات يوم، مرض سعد، فأتاه رسول الله ( ليزوره، ويطمئن عليه؛ فتساءل سعد قائلاً: إن قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ فقال له النبي (: لا، فقال سعد: بالشطر (نصفه)، قال النبي ( لا. ثم قال (: "الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيّ (فم) امرأتك" [متفق عليه]، وقد رزق الله سعدًا الأبناء، فكان له إبراهيم، وعامر، وعمر، ومحمد، وعائشة.
وقد كان رسول الله ( يحب سعدًا، فعن جابر قال: كنا مع رسول الله (، إذ أقبل سعد، فقال (: "هذا خالي، فليرني امرؤ خاله" [الترمذي والطبراني وابن سعد].
وكان سعد مستجاب الدعوة أيضًا، فقد دعا له النبي ( قائلا: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" [الترمذي].
وعين سعد أميرًا على الكوفة، أثناء خلافة الفاروق عمر -رضي الله عنه- الذي كان يتابع ولاته ويتقصى أحوال رعيته، وفي يوم من الأيام اتجه عمر -رضي الله عنه- إلى الكوفة ليحقق في شكوى أهلها أن سعدًا يطيل الصلاة، فما مر عمر بمسجد إلا وأحسنوا فيه القول، إلا رجلا واحدًا قال غير ذلك، فكان مما افتراه على سعد: أنه لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية -يخرج بالجيش- فدعا سعد عليه قائلاً: اللهم إن كان كاذبًا، فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن، فكان ذلك الرجل يمشي في الطريق، ويغمز الجواري، وقد سقط حاجباه من عينيه لما سئل عن ذلك قال: شيخ مفتون، أصابته دعوة سعد.
وذات يوم سمع سعد رجلاً يسب عليّا وطلحة والزبير، فنهاه فلم ينته، فقال سعد للرجل: إذن أدعو عليك؛ فقال الرجل: أراك تتهددني كأنك نبي؛ فانصرف سعد، وتوضأ، وصلى ركعتين، رفع يديه، وقال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقوامًا سبقت لهم منك الحسنى؛ وأنه قد أسخطك سبه إياهم؛ فاجعله آية وعبرة؛ فلم يمر غير وقت قصير حتى خرجت ناقة هوجاء من أحد البيوت، وهجمت على الرجل الذي سب الصحابة؛ فأخذته بين قوائمها، وما زالت تتخبط حتى مات.
وحينما اشتد خطر الفرس على حدود الدولة الإسلامية أرسل إليهم الخليفة
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا بقيادة سعد بن أبي وقاص، ليقابلهم سعد في معركة القادسية، واشتد حصار المسلمين على الفرس وأعوانهم، حتى قتل الكثير منهم، وعلى رأسهم القائد رستم، ودب الرعب في باقي جنود الفرس، فكان النصر العظيم للمسلمين يوم القادسية، ولم يكن لسعد هذا اليوم فقط في قتال الفرس، بل كان هناك يوم مجيد آخر للمسلمين تحت قيادته، في موقعة المدائن؛ حيث تجمع الفرس في محاولة أخيرة للتصدي لزحف المسلمين، وأدرك سعد أن الوقت في صالح الفرس، فقرر أن يهاجمهم فجأة، وكان نهر دجلة قد امتلأ عن آخره، في وقت الفيضان، فسبحت خيول المسلمين في النهر وعبرته إلى الضفة الأخرى لتقع المواجهة، ويحقق المسلمون نصرًا كبيرًا.
وعندما طعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، اختار عمر ستة من المسلمين ليتم اختيار خليفة منهم، وأخبر عمر أن الرسول ( مات وهو عنهم راض، وكان من هؤلاء الستة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، حتى قال عمر: لو كنت مختارًا للخلافة واحدًا، لاخترت سعدًا، وقال لمن حوله: إن وليها سعد فذاك، وإن وليها غيره فليستعن بسعد، فكان عثمان بن عفان يستعين به في كل أموره.
وحدثت الفتنة آخر أيام الإمام علي -رضي الله عنه- فكان سعد بعيدًا عنهم؛ واعتزلها، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا إليه شيئًا من أخبارها.
وعندما جاءه ابنه عامر يطلب منه أن يقاتل المتحاربين ويطلب الخلافة لنفسه، قال سعد في شفافية المسلم الصادق: أي بني، أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا؟ لا والله حتى أعطي سيفًا، إن ضربت به مسلمًا نبا عنه (أي لم يصبه بأذى)، وإن ضربت به كافرًا قتله، ولقد سمعت رسول الله ( يقول: "إن الله يحب الغني الخفي التقي" [أحمد ومسلم].
وفي سنة (55هـ) أوصى سعد أهله أن يكفوه في ثوب قديم، كان عنده، وياله من ثوب يشرف به أعظم أهل الأرض، قال لهم: لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم.
وتوفي رحمة الله عليه بالعقيق، فحمل على الأعناق إلى المدينة، ودفن بها ليكون آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة وآخر من مات من المهاجرين -رضي الله عنهم-.

مع التحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jini ryedon
محقق لامع
محقق لامع
jini ryedon


المساهمات : 691
الجنس : ذكر
الدولة : قطر
الهواية : لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Chess10

لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم   لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم - صفحة 2 I_icon_minitime2010-09-14, 10:50 pm

موضوع ممتاز جدا انت مبدعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمحات من حياة بعض الصحابة رضى الله عنهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» قصص الصحابة رضي الله عنهم
» القاب الصحابة رضي الله عنهم
» الصحابة _رضي الله عنهم-
» القاب الصجابة رضي الله عنهم
» سلسلة الصحابة 1(عمر بن الخطاب)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ◣◢ الأرشيف ◣◢ :: # الأرشــــــــــــــيف #-
انتقل الى: