الاستواء على العرش
استواء الرحمن على العرش
----------------------------
العرش أعظم المخلوقات كلها ، وقد نص الله في سبعة مواضع من كتابه على استوائه على العرش ، قال تعالى :
" الرحمنُ على العرشِ استوى " طه/5
المراد بالعرش : والدليل على أنّ العرش مخلقو من مخلوقات الله قوله تعالى : [ ويحملُ عرشَ ربّكَ فوقَهم يومئذٍ ثمانية ] الحاقة/17 أي في يوم القيامة . وقوله تعالى [ الذينَ يحملونَ العرشَ ومن حولهُ يُسبّحونَ بحمدِ ربِّهم ويؤمنون بهِ ويستغفرون للذين آمنوا....] غافر/7 فقد أخبر أن للعرش حملة وأنهم يستغفرون للمؤمنين ، وهذا ينفي قول من يقول أن العرش هو الملك . وفي الحديث الذي يرويه البخاري ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألتمُ الله عزّ وجلّ فاسألوه الفردوس ، فإنه في وسطِ الجنة وأعلى الجنة ، وفوقُهُ عرشُ الرحمنِ ، ومِنه تُفَجَّرُ أنهارُ الجنة ) . وفي صحيح البخاري أيضاً: أنّ الناس يُصعقون يوم القيامة فيكون الرسول صلى الله عليه وسلم أول من يفيق فيجد موسى آخذاً بقائمة من قوائم العرش .
عِظَـــــم العرش :
----------------
وصَفَ الله العرش بأنه عظيم [ ربُّ العرِش العظيم ] المؤمنون/86 . وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم عظمة العرش بوجهين من البيان : الأول : بإخباره عن عظم الملائكة الذين يحملون العرش ، ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أُذِنَ لي أن أُحَدّث عن أحدِ حَمَلةِ العرش ما بين شحمة أُذنه وعاتِقِهِ مسيرةُ سبعمائة عام تَخفِقُ الطّير ) أي يحتاج الطائر المسرع إلى سبعمائة عام كي يقطع هذه المسافة . والوجه الثاني : بيّن الرسول عِظَمِه بأن صوّر عظم العرش بالنسبة للسماوات والأرض وصغرهما بالنسبة إليه . قال صلى الله عليه وسلم : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض ، وفضلُ العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) السلسلة الصحيحة 1/151 .
تمجيد الله نفسه باستوائه على العرش وأنه ربّ العرش :
------------------------------------------------------
وقد امتدح الربّ نفسه بأنه مستو على عرشه ، كقوله تعالى [ طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى . الرحمن على العرش استوى ] طه 1/5 . وقال تعالى [ ذو العرش المجيد . فعّال لما يريد ] البروج 15/16 وقال تعالى [ عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم ] . ومن شعر عبد الله بن رواحة يمجد ربّه سبحانه وتعالى :
شهدت بأن وعد الله حــــــــق .......... وأن النــار مثوى الكافرينا
وأنّ العرش فوق الماء طاف ......... وفوق العــرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة كــــــــــــرام .......... ملائكــــــــة الإلــه مسوّمينا
معنى استوائه على العرش :
---------------------------
نحن نجهل كيفية استوائه سبحانه ، لأننا نجهل كيفية ذاته ، ولكننا نعرف معنى استوى في لغة العرب ، فالعرب يقصدون بهذه الكلمة معاني أربعة : استقر ، وعلا وارتفع ، وصعد ، كما حقق ذلك ابن القيم ( راجع شرح الواسطية للهراس ص 80 ) .
وهذا النهج وهو معرفة معنى الاستواء وجهل الكيفية والنهي عن البحث فيها هو منهج السلف الصالح ، فعندما سئل الإمام مالك عن كيفية الاستواء ؟ قال : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ) . فمعلوم أي : في لغة العرب ، والسؤال عنه : أي عن الكيفية .