هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلدخول

 

 الحفيظ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ندى
محقق محترف
محقق محترف
ندى


المساهمات : 16253
الجنس : انثى
العمر : 17
القسم المفضل : قسم تعليم اللغآت ♥
الدولة : اليمن
الهواية : الحفيظ  Unknow11

الحفيظ  Empty
مُساهمةموضوع: الحفيظ    الحفيظ  I_icon_minitime2017-03-05, 9:38 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحفيظ

نتذكر فائدة مانع الانزلاق ..
وفائدة كابح السرعة ..
وفائدة البالون الواقي ..
وننسى الله !


إذا شعرت أن حياتك في خطر ,أو أن المرض يهدد صحتك , أو كان ابنك بعيداً عنك وقد خشيت عليه من الضياع أو رفقاْ السوْ,أو أن مالك الذي جمعته قد بات قاب قوسين
أو أدنى من التبدد والتلف فاعلم أنك بحاجة إلى أن تعلم أن من أسسماء ربك سبحانه ((الحفيظ )) وأنه ينبغي عليك أن تجدد إيمانك بهذا الاسم العظيم , وأنه قد جاء الوقت المناسب لتتفكر فيه وتتأمل ..
فهو وحده من يحفظ حياتك ,ويحفظ صحتك ,ويحفظ أبناءك ,  ويحفظ مالك , ويحفظ كل شيء في هذه الحياة !

أيها القلب اطمئن ..

يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى :((الحفيظ الذي حفظ ما خلقه , وأحاط علمه بما أوجده , وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات ,ولطف بهم في الحركات والسكنات )). منتهى الحفظ عنده , وغاية الرعاية لديه , وأقصى الطمأنينة ستكون
وأنت بمعيته .
يحفظ عبده , لذلك نقول دائماً : اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعضمتك أن أغتال من تحتي .

إنك تستحفظ الله جهاتك الست ,إنك تطلب منه هالة حفظ تحوطك من جميع الجهات ,ولا يقدر على ذلك إلا هو !

يحفظ سمعك وبصرك ,لذلك ندعوه في الصباح والمساء أن :اللهم عافني في سمعي ,اللهم عافني في بصري ..
ستفقد الجهاز الذي تستطيع فيه فهم اهذا لعالم إن فقدك سمعك وبصرك ,ستعيش في عزلة سوداء ,ستخنقك الدنيا بصمتها !

" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ "
الحفيظ هو من يحفظ سمعك, الذي تسمع به الحرام ,ولو شاء لأذهبه في لحظة .
ويحفظ بصرك الذي تنظر به للحرام ,ولو شاء لأذهبه في لحظة .
ياحفظ دينك ,لذلك تناجيه في السجود أن : يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك .

طرقات الزيغ !


لو لم يثبت قلبك على دينه لتناوشتك الشبهات, وتخطفتك الأهواء !

علماء أفنوا أعمارهم بين الكتب والمحابر لم يرد الله أن يحفظ عقائدهم:فكفروا به سبحانه ,وبعضهم صار مبتدعًا في الدين , وأنت بعلمك القليل ما زلت تسجد له ؟لقد حفظ الحفيظ دينك!

عالم اسمه ((عبد الله القصيمي )) يؤلف كتابًا يدافع فيه عن دين الله اسمه ((الصراع بين الإسلام والوثنية )) قيل عنه -مبالغة-إنه دفع به مهر الجنة ! وأثني عليه من منبر الحرم ,ثم بعد ذلك بسنوات
تطرق أصابع الزيغ قلبه -والعياذ بالله -وتبدأ الشبهات تنسج حول أفكاره بيوت الشك !ثم تغدوالمسلمات ممكنات , والحقائق آراء , وتحت تلك الشبهات ومن بين أكوام الضلال يمسك قلمه و يؤلف كتابًا يهاجم فيه الإسلام اسمه :((هذي هي الأغلال )) ,يقول :إن دين الله آصار وأغلال وقيود !نعوذ بالله من الخذلان !
إن الحفيظ هوو من يحفظ دينك , لا مجموعة المعلومات التي في رأسك ! لا تغتر بعلمك , ولا بحفظك لكتاب الله , ولا باستظهارك لشيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم , والله ستزيغ إن لم يحفظ الله دينك !!

هذا ((بلعام بن عوراء )) يؤتيه الله اسمه الأعظم ,ليدعوه في أي وقت فيستجيب له , فلا يحول هذا الاسم العظيم بينه وبين الزيغ فيهلك في الهالكين .

وننسى الله !

يحفظ حياتك , لذلك نستودعه سبحانه أحبتنا عندما نفارقهم ونقول : أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه !يستحيل أن تضيع الودائع التي أسبغ عليها الله حفظه وأحاطها برعايته .
كل حادث ينجو منه صاحبه وراءه حفيظ أنجاه منه ,نتذكر فائدة مانع الانزلاق , وفائدة كابح السرعة , وفائدة البالون الواقي , وفائدة حزام الأمان , وننسى الله !

إذا صفعت الأمواج بعتوها السفينة , وبلغت القلوب الحناجر , من الذي يحفظ السفينة من أن يبتلعها المحيط ؟
رأيت تسجيلاً لسفينة تلعب بها الأمواج , كان منظر من في السفينة وهم يندفعون بعنف من أقصاها إلى أقصاها مؤثرا , لا يملكون شيئاً , حتى التفكير لا يتسطيعونه , الشيء الوحيد الممكن بالنسبة لهم هو محاولة التشبث بأي شيء.. ثم لما اتقلت الكاميرات للخارج .. رأيت السفينة قشة صغيرة في وسط الأمواج العاتية !
يعلن قائد الطائرة عن وجود عطل في الطائرة فيتحول أولئك الذين كان كل واحد منهم في فلك يسبح إلى مخبتين ,الكل يلتجئ إلى الله ويعلن توبته , نسوا آمالهم وأحلامهم وهمومهم وغمومهم وصار الموت هو كل ما يمكن لعقولهم أن تتصوره !!
من هو الذي أصلح العطل بقدرته كي تنزل الطائرة بسلام ويخرج منها أولئك الذين حولهم الخوف إلى أشباح ؟
تعرضت طائرة كنت أحد ركابها إلى مطبات هوائية شديدة , لحظتها فقط استشعرت وبدقة كبر جرم الطائرة, وكيف أنها الآن في الجو تسبح فوق صحراء ممتدة , شعرت بشيء فوق الخوف , كيف كنت غافلاً طوال الرحلات التي ركبت فيها الطائرة عن هذه الصورة المفزعة لهذا الجرم الذي يتحرك في الجو
بقدرة الله !
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن وصلنا إلى الشاطي عصيناهُ
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فا سقطنا لأن الحافظ الله


المعقبات


" لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ "

لأجلك أنت يأمر الحفيظ سبحانه أربعة ملائكة أن يحيطوا بك حتى يحفظوك بأمره من كل ما لم يقدره عليك .

كيف لا يكون حفيظاً وقد أوكل بك كل هذا العدد من ملائكته الكرام حتى يصدوا عنك أي طلقة لم يشأ سبحانه أن تخترق جسدك , وأي صخرة لم يرد سبحانه أن تنهي حياتك, بل وأي بعوضة لم يشأ سبحانه أن تؤذي بشرتك !

شاهدت وبذهول المقطع الذي تظهر فيه حادثة محاولة اغتيال الشيخ عائض القرني في الفلبين , وكيف أن المجرم وجه إلى صدر الشيخ عائض ست رصاصات من مسافة متر تقريباً , ولا حائل بين الطلقات والشيخ , والقاتل يبدو أنه محترف , ولا توجد مقاومة من الشيخ أو من مرافقيه .. ثم يخرج الشيخ من تلك المحاولة الآثمة سليماً معافى !!
وأتذكر كيف أن طلقة واحدة ومن مسافة بعيدة , أودت بحياة الرئيس الأمريكي جون كندي مع أن سيارته كانت تتحرك , وحوله الحرس والجنود !
ثم يعلن الشيخ أنه كان قد ذكر الله , وحصن نفسه بالأدعية ! هذه الحادثة درس متكامل بل كتاب من عدة أجزاء في معنى اسم (( الحفيظ )) !! .ـ

ما بين القوسن ..

أتعلم أنه يحفظك في كل لحظة  ؟
بل في كل لحظة يحفظك مئات المرات !!
كيف ؟
في هذه اللحظة التي تقرأ فيها( ما بين القوسين)حفظ قلبك من التوقف , وشرايينك من الانسداد , وعقلك من الجنون , وكليتك من الفشل , وأعصابك من التلف , ورأسك من الصداع , ومعدتك من القرحة, وأمعاءك من التهاب القولون , وأعضاءك من الشلل , وعينيك من العمى , وسمعك من الصمم , ولسانك من الخرس , كل هذا وأكثر
حفظه في هذه اللحظة , ثم يستمر هذا الحفظ في اللحظة التي تليها , وهكذا ..

فكم الحمد لله ينبغي أن نقولها في اللحظة الواحدة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
محقق محترف
محقق محترف
ندى


المساهمات : 16253
الجنس : انثى
العمر : 17
القسم المفضل : قسم تعليم اللغآت ♥
الدولة : اليمن
الهواية : الحفيظ  Unknow11

الحفيظ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحفيظ    الحفيظ  I_icon_minitime2017-03-05, 9:40 pm

يتبع ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
محقق محترف
محقق محترف
ندى


المساهمات : 16253
الجنس : انثى
العمر : 17
القسم المفضل : قسم تعليم اللغآت ♥
الدولة : اليمن
الهواية : الحفيظ  Unknow11

الحفيظ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحفيظ    الحفيظ  I_icon_minitime2017-03-06, 8:38 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 32


قارورة ..

إذا أوقفت سيارتك في مكان مظلم وخشيت عليها أيدي السُراق فاستحفظها  الحفيظ ,فلن يضيع سبحانه ما استحفظته عليه .

إذا خرجت من بيتك وخشيت على أطفالك فقل :أستودعتكم الله الذي لا تضيع و دائعه, ستعود-بإذن الله -وهم في أحسن حال , لأنه الحفيظ !

إذا ألجأتك الظروف أن تترك شيئاً ثمينًا في مكان عام أو مكان غير آمن فانزح بقلبك إليه وقل : اللهم احفظه , وثق أن عين الله ستكلؤه إلى أن تعود .

أربعة من الأصدقاء ذهبوا إلى مكان يبعد عن تبوك ستين كيلًا اسمه ((نعمة ريط)) ثم هبطوا الساعة التاسعة صباحًا سائرين على أقدامهم إلى مكان يسمى الشق ! والشق هذا شرخ عظيم في قشرة الأرض
, الهبوط إليه مغامرة ,بل مجازفة بالحياة !

حبهم للمغامرة جعلهم ينزلون ,وصلوا إلى القاع في نصف ساعة تقريبًا ,ثم مكثوا إلى قريب من المغرب في محاولة الصعود إلى السطح !

تعلقوا بالصخور ,تزحلقت بهم الانحناءات الملساء ,تهشمت الطبقات الصخرية تحت أقدامهم , عبروا من أماكن ضيقة لاتتسع إلا لأصابع الأقدام !!
تعبوا , تشققت أرجلهم , أُنهكوا تمامًا , بلغ بهم العطش مبلغا عظمًا , باختصار : رأوا الموت !!
كانت قلوبهم معلقة بالله , كانوا متيقنين أن لا حافظ إلا الله , يقول أحدهن يكون قد وطئته قدم إنسان في القريب على الأقل يرى قارورة ماء صحة !نظيفة , فلم يفرح بالماء الذي تقاسمه مع رفاقه . بل فرح باللله الذي كان معه في تلك اللحظة , علم أن الله الذي أوجد تلك القارورة في تلك اللحظة سينقذهم من تلك الرحلة المميتة.
لم تعد القارورة في ذهنه ترمز للنجاة من الموت ,بل ترمز لحفظ الحفيظ سبحانه ..

وقبيل المغرب وصلوا للسطح وأوجههم سوداء , وثيابهم مشققة , والدماء تثعب من أرجلهم , وإيمانهم بالله بحجم تلك الجبال التي أحاطت بهم !

سهرت أعين ونامت عيونُ
في شؤون تكون أو لا تكونُ
إن ربا كفاك ما كان بالأمس
سيكفيك في غد ما يكونُ


أعظم وأكثر وأكبر

ولاسم الحفيظ مع كل مخلوق قصة , فهو لا يخلق خلقه ثم يتركهم , بل يمدهم بالسلاح الذي يواجهون به مفاجآت الحياة , يعطي كل مخلوق سيفه الخاص ليخوض حرب الحياة :
فهو يحفظ بعض الحيوانات بقدرتها على الجري السريع كالغزال و الأرنب ..
ويحفظ بعضها بقرون تبقر بها بطن من يقترب منها بسوء مثل وحيد القرن والجاموس ..
ويحفظ بعضها بضخامة الجثة ,فتدكدك أعداءها بثقلها مثل الفيل والدب ..
وبعضها يجعل سلاحها الذي يحفظها به صعقة كهربائية تصيب من يلمسها مثل فانوس البحر !
وبعض الكائنات حفظها بسموم تكمن في أجسادها كالثعابين والعقارب !
ويحفظ الحرباء بأن جعلها تستطيع أن تغير لونها عند الحاجة !
ويحفظ بعضها بالطيران , وبعضها بالقدرة على المراوغة , والبعض بالتسلق ..
هذا شيء من حفظه , وما لا تعلمه البشرية من حفظه سبحانه أعظم و أكثر وأكبر !

يدافع عنك ..

ومن صور حفظ الله أنه سبحانه يدافع عن المؤمنين :


"إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا"

تأمل : إنه لا يدفع عنهم الشر , بل يدافعه عنهم ! وفي هذه إلماحه إلى ضراوة ما سيلاقونه وتعدد أشكاله وتنوع صوره , ولكن الله أعلم بما يوعي أعداؤه , فيدافعهم ويصدهم عن أحبابه .
وفي الحديث القدسي : ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )! تخيل : حربًا بين عدو للدعوة وللحق وللدين , وبين الله !

من المنتصر ؟ من المهزوم ؟ بل من المخذول ؟
إنه لععباده المؤمنين حفيظ , يحفظهم حفظًا خاصًا , معه الحب ,والرعاية والرحمة .
يتجمع مشركو قريش حول غار فيه رجلان : محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه , والإغراءات المالية تدفعهم لقتلهما , معها الأحقاد الدفينة , والرغبة في حوزة وسام الظفر بأهم شخصية في تلك المدة ..
فيتسلل الخوف إلى فؤاد أبي بكر ,فينظر إلى صاحبه العظيم ويقول : ما ظنك باثنين , الله ثالثهما ؟
يا أبا بكر , هل تعتقد أننا اثنان ؟ كلا , بل نحن ثلاثة !!
هنا تتشتت المخوف , تزول الرعدة , يذوب التوجس :


وإذا العناية لا حظتك عيونها
نم فالمخاوف كلهمن أمان 


ها هم فتية الكهف يلتجئون إليه ويسألونه الهداية فيلجئهم إلى كهف بلا باب , كهف مفتوح للبشر والهوام والسباع , ولكنه يريد حفظهم فيلقي عليهم أحد جنوده , إنه جندي الرعب !!
فلا يقترب من الكهفأحد إلا وانتزع الرعب رغبته في التقدم فتراه خائفا :

"لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا"

ظانا وأنت إذا أردنا أن نلقي شيئاً ألقيناه قلماً , أو كتاباً , أو صخرة , أما الله فيلقي فيما يلقي أشياء أهم  وأغرب وأكبر ..
يقول سبحانه :


"سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ"

لأجل عباده وأوليائه يلقي بالرعب في قلوب الذين كفروا فتنتفض أطرافهم فرقا من أولياء الله !


وديان السباع

ويحفظك سبحانه بالملائكة , فمن قرأ آية الكرسي قبل أن ينام أوكل الله به ملكا يقوم على رأسه يحفظه مما لم يقدره الله عليه .
تخشى من ماذا إذا كان الله معك ؟
يجعلك هذا الاسم ترغب في أن ترفع صدرك إلى الأعلى ثقة بالحي الذي لا يموت , تمشي في الظلام , تجوز وديان السباع , تخوضمستنقعات التماسيح , فالحفيظ يحيطك بهالة حفظ تجعل كل هذه الأشياء لعب أطفال تافهة .

نعم هذا لا يناقض أن تعمل بالأسباب , فقد أُمرنا بذلك , وعمل بها قدوتنا عليه الصلاة والسلام في هجرته ومغازيه وأيامه كلها , ولكن يبقى السبب سببًا له قدره من الأهمية ,ويبقى الله في قلبك هو العليم , القدير , الحفيظ ..
من يقرأ قصة الشيخ عبد الرحمن السميط رحمه الله في سفره إلى أفريقيا للدعوة ونشر الدين وكيف أنه خاض المستنقعات والوديان الموحشة في مجاهل القارة السوداء , وجاع وعطش ومرض , ومع ذلك لم يمسسه سوء , بل ظل خمسًا وعشرين سنة في طريقه اللاحب الذي اختاره لنفسه , ثم مات في الكويت على السرير !
من يقرأ قصة السميط يعرف معنى الحفيظ ..

ذكر البعض مما يستأنس به في هذا السياق مما لا نتحقق دقته ولكنه ليس غريبا على عباد الله الصالحين :أن سعيد بن جبير أمسك به جنديان من جند الحجاج , وبينما هم في الطريق إذ نزلت الأمطار وألجاتهم إلى صومعة راهب , فرفض سعيد أن يدخلها رفضا قاطعا تنزها أن يلج مكانًا يعبد فيه الله على ضلالة ,
فتركاه في الأسفل وصعدا ,فإذا بأسد يقترب من سعيد فيصرخون به من الأعلى أن اهرب , فلا يحرك ساكنًا بل يظل في عالم من الذكر دافئ , فيقترب الأسد أكثر , ثم يصل إلى سعيد وكأنه يهمس له همسا ثم ينصرف , والجنديان ينظران بخوف والراهب ينظر بعين أخرى ويقول : هذا ولي من أولياء الله !
خذوا كل دنياكم واتركوا
فؤادي حرا طليقا غريبا
فإني أعظمكم ثروة
وإن خلتموني وحيدا سليبا
من الذي جعل الأسد يتوقف في اللحظة الأخيرة , إنه الحفيظ !


أنا الفقير

شاهدت في مقطع مروع عبر اليوتيوب أحدهم يمر من على سكة الحديد مشياً , والمشكلة أن القطار كان بكل قوته قادما , ولكن الرجل قدر أنه سيكون في الجهة الأخرى في الوقت المناسب , هذا هو تقديره ..

فجأة تعلق رجله بين حديد السكة , يحاول أن ينزعها فلا يستطيع والقطار مقبل بسرعة جبارة , وصوته يملأ ذلك المكان برعب الموت , والرجل يحاول بهلع , يكاد أن يموت قبل أن يصله الموت !ولما تكون المسافة بينه وبين القطار أمتارا يأذن الله لحديد السكة أن يفسح لرجله المجال فتخرج وينتقل إلى الجهة الأخرى
في ومضة كان جزء منها سينهي حياته نهاية مأساوية !
ثق بضعفك , ثق بهزال رأيك , ثق بفقرك , ثم اجعل قلبك معلقاً بالله , وردد :
أنا الفقير إلى رب البريات
أنا المسًيكين في مجموع حالاتي

نبي الله لوط عليه السلام يهجم قومه على بيته يريدون أن يخلعوا باب البيت وأن يظفروا بضيوفه , وهم ملائكة , ياله من عار أبدي  أن يظفر فسقة قومك بضيوفك , فقال بكل ضعف : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ"

قال نبينا عليه الصلاة والسلام : ((يرحم الله لوطا , لقد كان يأوي إلى ركن شديد ))
الزم يديك بحبل الله معتصمًا
فإنه الركن إن خانتك أركان !


يا غلام..

وقد يحفظك الله أيضا بأعدائك ! كيف يكون ذلك ؟

يقال إن لصاً دخل إلى بيت , وأراد أن يسرق مالاً في إحدى الغرف وقد كان فيها طفل وأبواه , فتسلل اللص إلى الغرفة وحمل الطفل ونقله إلى غرفة أخرى فصرخ الطفل فاستيقظ والوالدان مبهوتين ,وتساءلا ما الذي أخرج طفلهما فخرجا يبحثان عنه في المنزل , استغل اللص تلك اللحظة ودخل غرفة الأبوين
لسرقتها , فجأة انهار سقف الغرفة ودفن اللص!

مالذي جاء باللص لينقذ تلك الأسرة من الموت تحت الأنقاض بحيلة كانت عليه لا له ! إنه الحفيظ الذي يحفظ عباده , يحفظهم حتى بأعدائهم !
ومن أعظم الأسباب التي تستجلب بها حفظ الحفيظ سبحانه أن تحفظه !

أعد وتأمل قراءة حديث :((يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )).
احفظ الله ,يحفظك اللهه ..
احفظه في أوامره فقم بها كما أمرك
واحفظه في نواهيه فانته عنها كما نهاك


اختناق

هذا كل ما في الباب , وبعد ذلك اشمخ على مخاوفك وأحزانك , سينجيك الله منها كما أنجى ذا النون بن متى .
لا هم ولا غم ولا كرب يقارب هم وغم وكرب ذي النون يونس عليه السلام , في ظلمات ثلاث : ظلمة البحر , وظلمة الليل , وظلمة بطن الحوت , يالها  من حياة بئيسة تلك التي ستقضيها إلى أبد الآبدين في بطن
الحوت على تلك الهيئة الكئيبة ..
ظلام , ضيق , اختناق ..

 

ثم يواجه ذلك السيل من الكروب بكلمة واحدة : ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )).

فتصعد تلك الأحرف الضعيفة , تخترق ظلمة الحوت , وظلمة البحر , وظلمة الليل ,تصعد إلى السماء , يروى أن الملائكة سمعتها فقالت : يا رب , صوت معروف من مكان غير معروف !

فيجيء الفرج , ويجيء الحفظ , ويجيء العفو , فيلقيه الحوت بالساحل , وينبت عليه الحفيظ شجرة من يقطين .
كلنا في هذه الحياة ذو النون , والحياة   قد التأمت علينا بكروبها , ولن ينجينا منها إلا
:((لا إله إلا أنت سبحانك , إني كنت من الظالمين ))..

اللهم احفظنا بحفظك , واكلأنا برعايتك , واجعل من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا حفظا ً منك تنجينا به مما نخشى ونحاذر ..


مقتبس من كتاب :


لأنك الله
[size=16]رحلة إلى السماء السابعة 31 [/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحفيظ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: •◣ المنـزل الإســـلامـــي ◢• :: ♣ القســم الإســلآمي العــــــآم ♣-
انتقل الى: