هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلدخول

 

 رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
avatar



رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-03, 10:03 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


انت لي





للكاتبه :منى مرشوود



 



مخلوقة إقتحمت حياتي !






توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها ... لتعيش يتيمة مدى الحياة . 



في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها 

من الآن فصاعدا . 




أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى 

( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا . 




كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضوا جديدا سينضم إليهما و يشاركهما اللعب ! 




أما والدتي فكانت متوترة و قلقة 




أنا لم يعن ِ لي الأمر الكثير 




أو هكذا كنت أظن ! 






وصل أبي أخيرا .. 




قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد ! 




سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين 






" بابا بابا ... أخيرا ! " 






قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد ! 






تنهدت و قلت في نفسي : 






" أوه ! ها قد بدأنا ! " 






أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت ! 




في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم . 










" أين ستنام الطفلة ؟ " 






سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم . 






" مع سامر و دانه في غرفتهما ! " 






دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، إلا أن أبي قال : 






" لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! " 






و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت : 






" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا " 






ثم التفتت إلي : 






" وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا " 






اعترض والدي : 




" سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! " 






قالت أمي : 




" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! " 






(( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا ! 






أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع ! 




قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي . 




عندما عدتُ إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدتُ الصغيرة نائمة بسلام ! 




لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم ! 




أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا . 




~~~~~~~~~







نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته ! 




إنها رغد المزعجة 




خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه 






" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أن أنام ! " 






تأوهت أمي و قالت بضيق : 




" أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة ٌصعبة ٌ جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! " 






كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف . 




حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها : 




" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ " 






لم تجب ! 




حاولت أن أحملها و أهزها ... فهاجمتني بأظافرها الحادة ! 




و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها ! 




إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت ! 






في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها . 




" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ " 




" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا " 




قاطعتهما قائلا : 




" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! " 




أزعجت جملتي هذه والدي فقال : 




" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا " 






و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي ... 




مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح نوعا ما 




كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم ! 




مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد ( الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين ! 




بعد أن نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ ساعة أو يزيد . 




أودعت الطفلة سريرها بهدوء . 




تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ 




قلت : 




" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! " 




ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت : 




" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير " 




كم أحب سماع المدح الجميل من أمي ! 




إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع ... رائع جدا ! 




و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال . 




الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا 




إنه بكاء رغد ! 




حاولت تجاهله لكن دون جدوى ! 




يا لهذه الـ رغد ... ! متى تسكتيها يا أمي ! 




طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى والدتي ، إلا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ 

نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك ! 




ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما ! 




لم تكن والدتي موجودة معها . 




اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها . 




و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل 




لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت ! 




يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف ... 




كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن ... 




توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي ... و دخلت غرفتي و أغلقت الباب . 




والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا . 




و والدي لا ينام كفايته بسببها . 




لن أفسد عليهما النوم هذه المرة ! 




جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل ! 




أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت ُ بعدها ! 




هذه المرة استيقظت على صوت أمي ! 




" وليد ! ما الذي حدث ؟ " 




" آه أمي ! " 




ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادىء ! 




" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! " 




ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت : 




" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! " 




و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل . 




" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها " 




ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي ! 




يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن! 




بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول : 




" أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! " 




أصبح سريري الخاص حضانة أطفال ! 




فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد ! 




ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثل رغد ) ... 




ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) . 




أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) ! 




يا لهؤلاء الأطفال ! 




كم هي عقولهم صغيرة و تافهة ! 











~~~~~~
هالروايه احبهاا كثير مع انو تستهويني البوليسي اكثر




اذا عجبتكم رح انزل الباقي او ممكن تحملووها من النت بس تراهاا طويله وترددت بلاول اني انشر الموضوع 




وسلامتكم  160 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
كاتسومي
محقق جديد
محقق جديد
كاتسومي


المساهمات : 72
الجنس : انثى
القسم المفضل : قسم الأعضآء ♥
الدولة : الكويت
الهواية : رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Writin10

رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-11, 11:02 pm

مررررة جمييلة أنا صرت أقراها محملة ومرررة أعجبتني الصراحة اتمنى تنزلينها بسرعة علشان يقراها الأعضاء الباقين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-11, 11:50 pm

تسلمي والله هذا من ذوقك 

كنت خاابفه ماتعجب حد بس الحمدلله

هيا اول تاقريهاا تشوقي للباقي 

انا ماعندي مانع اكملهاا..

شكرا لمرورك ^^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
"怪盗キッド"
محقق جديد
محقق جديد
رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 29292-0


المساهمات : 14
الجنس : انثى
العمر : 24
القسم المفضل : قسم المتحري كونآن ♥
الدولة : الكويت
الهواية : رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Writin10

رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-12, 12:09 am

كونيتشوآ ..
رواية حقاً جميلة ومشوقة مؤخراً قرأتها من المصدر الاساسي لها ولقد وصلت للآجزاء الاخيره ولكن قد انقطعت عنها لفتره وسأكملها قريباً .

آريقاتو قوزايماس على النقل وأرجو ان لاتنقطعي عنهاا لأنني اريد ان اكمل قرائتي لها من هنا (= .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-12, 2:45 pm

العفو حبيبتي 

ان شالله اكملهاا من عيوني

اشكرك  160 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-12, 3:43 pm

الفصل الثاني



*********

في كل ليلة أقرأ قصة قصيرة لصغيرتي رغد قبل النوم . و هذه هي آخر ليلة تباتها رغد في غرفتي بعد ثلاث سنوات من قدومها للمنزل . 
ثلاث سنوات من الرعاية و الدلال و المحبة أوليتها جميعا لصغيرتي ، كأي أم أو أب !

إنها الآن في السادسة و قد ألحقناها بالمدرسة هذا العام و كانت في غاية السعادة !

في كل يوم عندما تعود تخبرني بعشرات الأشياء التي شاهدتها أو تعلمتها في المدرسة . و في كل يوم بعد تناولها الغذاء أتولى أنا تعليمها دروسها البسيطة 
و قد كانت تلميذة نجيبة !

بعد الانتهاء من الدروس تأخذ صغيرتي دفتر التلوين الخاص بها و علبة الألوان ، و تجلس على سريرها و تبدأ بالتلوين بهدوء 

تقريبا بهدوء !

" وليد لوّن معي ! "

لقد كنت شارذا و أنا أتأملها و أتخيل أنني و منذ الغد لن أجد سريرها في تلك الزاوية و أستمع إلى ( هذيانها ) و تحدثها إلى نفسها قبل النوم !

" و ليــــــــــــــــد لوّن معي ! "

هذه المرة انتبهت إلى صوتها الحاد ، نظرت إليها و ابتسمت ! لقد كنت ُ كثيرا ما ألوّن معها في هذا الدفتر أو غيره ! و هي تحلق سعادة حينما تراقبني و أنا ألون !

أطفال ... فقط أطفال !

" حسنا "

قلت ذلك و هممت بالنهوض من على سريري و التوجه إليها ، و لكنها و بسرعة قفزت هي و دفترها و علبة ألوانها و هبطت فوق سريري في ثانيتين !

بدأت كالعادة تختار لي الصفحة التي تريد مني تلوينها و قد كانت رسمة لفتاة صغيرة تحمل حقيبة المدرسة !

" صغيرتي ... لم لا تلونين هذه ؟ فهي تشبهك ! "

قلت لها ذلك ، فابتسمت و أخذت تقلب دفترها بحثا عن شيء ما ، ثم قالت :

" لا يوجد ولد يشبهك ! سأرسمك ! "

و أمسكت بالقلم و أخذت ( ترسمني ) في إحدى الصفحات ... و كم كانت الرسمة مضحكة ، و لاحظت أنها رسمت خطا طويلا أسفل الأنف !

" ما هذا ؟؟ "

" شارب ! "

" ماذا !؟ و لكن أنا لا شارب لدي ! "

" عندما تكبر مثل أبي سيكون لديك شارب طويل هكذا لأنك طويل ! "

ضحكت ُ كثيرا كما ضحكت هي الأخرى ! 

إن طولي قد أزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، و يبدو أنني سأصبح أطول من والدي !

قمنا بعد ذلك بتلوين الصورتين ( رغد الصغيرة ، و وليد ذي الشارب الطويل ) !

من كان منا يتوقع ... أن هاتين الصورتين ستعيشان معنا ... كل ذلك العمر ...؟؟؟

عندما حل الظلام ، قمت بنقل سرير رغد و أشيائها الأخرى إلى غرفتها الجديدة . و كانت صغيرة و مجاورة لغرفتي .

الصغيرة كانت مسرورة للغاية ، فقد أصبح لها غرفتها الخاصة مثل دانة و لم يعد بمقدور دانة أن ( تعيّرها ) كما كانت تفعل دائما .

العلاقة بين هاتين الفتاتين كانت سيئة !

بالنسبة لي ، كنت ُ حزينا بهذا الحدث ... فأنا أرغب في أن تبقى الصغيرة معي و تحت رعايتي أكثر من ذلك ... إنها تعني لي الكثير ...

انتهينا أنا و أمي من ترتيب الأشياء في الغرفة ، و رغد تساعدنا . قالت أمي بعد ذلك :

" و الآن يا رغد ... هاقد أصبح لديك غرفة خاصة ! اعتني بها جيدا ! "

" حسنا ماما "

و جاء صوت دانة من مكان ما قائلة :

" لكن غرفتي هي الأجمل . هذه صغيرة و وحيدة مثلك "

جميعنا استدرنا نحو دانة ، و بعين الغضب . فهي لا تترك فرصة لمضايقة رغد إلا و استغلتها . 

" لكنني لست ُ وحيدة ، و لن أشعر بالخوف لأن وليد قريب مني "

" لكن وليد ليس أمك و لا أباك و لا أخاك ! إذن أنت وحيدة "

هذه المرة والدتي زجرت دانة بعنف و أمرتها بالانصراف . لقد كانت لدي رغبة في صفع هذه الفتاة الخبيثة لكنني لم أشأ أن أزيد الأمر تعقيدا . 
إنني أدرك أن الأمور تزداد سوءا بين دانة و رغد ، و لا أدري إن كان الوضع سيتغير حالما تكبران ...

اعتقدت أن الأمر قد انتهى في وقته ، إلا أنه لم ينته ...

بينما كنت غاطا في نومي ، سمعت صوتا أيقظني من النوم بفزع ...

عندما فتحت عيني رأيت خيال شخص ما يقف إلى جانبي ... كان الظلام شديدا و كنت ُ بين النوم و الصحوة ... استيقظت فجأة و استطاعت طبلة أذني التقاط الصوت و تمييزه ...

كانت رغد !

نهضت ، و أنرت ُ المصباح المجاور ، و من خلال إنارته الخفيفة لمحت ُ ومض دموع تسيل على خد الصغيرة ...

مددت ُ يدي و تحسست وجهها الصغير فبللتني الدموع ...

" رغد ! ما بك عزيزتي ؟ "

قفزت رغد إلى حضني و أطلقت صرخات بكاء قوية و حزينة ... إنني لم أر َ دموع غاليتي هذه منذ أمد بعيد ... فكيف لي برؤيتها بهذه الحال ؟؟

" رغد ... أخبريني ماذا حدث ؟ هل رأيت حلما مزعجا ؟؟ "

اندفعت و هي تقول كلماتها هذه بشكل مبعثر و مضطرب ... و بمرارة و حزن عميقين :

" لماذا ليس لدي أم ؟
لماذا مات أبي ؟
هل الله لا يحبني لذلك لم يعطني أما و لا أبا ؟
هل صحيح أن هذا ليس بيتي ؟
أين بيتي إذن فأنا أريد أن يصبح لدي غرفة كبيرة و جميلة مثل غرفة دانة "

طوقت الصغيرة بذراعي و جعلت أمسح رأسها و دموعها و أهدئ من حالتها 

لم أكن أتخيل أن مثل هذه التساؤلات تدور في رأس طفلة صغيرة في السادسة من العمر ...
بل إنها لم تذكر لي شيئا كهذا من قبل رغم ثرثرتها التي لا تكاد تنتهي حين تبدأ ...

" صغيرتي رغد ! ما هذا الكلام ! من قال لك ذلك ؟ "

" دانة دائما تقول هذا ... هي لا تحبني ... لا أحد يحبني "

شعرت بالغيظ من أختي الشقية ، في الغد سوف أوبخها بعنف . قلت محاولا تهدئة الصغيرة المهمومة :

" رغد يا حلوتي ... دعك ِ من دانة فهي لا تعرف ما تقول ، سوف أوقفها عند حدها . أبي و أمي هما أبوك و أمك "

قاطعتني :

" غير صحيح ! لا أم و لا أب لدي و لا أحد يحبني "

" ماذا عني أنا وليد ؟ ألا أحبك ؟ اعتبريني أمك و أباك و كل شيء "

توقفت رغد عن البكاء و نظرت إلي قليلا ثم قالت :

" و لكن ليس لديك شارب ! "

ضحكت ! فأفكار هذه الصغيرة غاية في البساطة و العفوية ! أما هي فقد ابتسمت و مسحت دموعها ...

قلت :

" حين أكبر قليلا بعد فسيصبح لدي شاربان طويلان كما رسمت ِ ! أ نسيت !؟ " 

ابتسمت أكثر و قالت :

" و هل ستشتري لي بيتا كبيرا فيه غرفة كبيرة و جميلة تخصني ؟ "

ضحكت مجددا ... و قلت :

" نعم بالتأكيد ! و تصبحين أنت سيدة المنزل ! "

الصغيرة ابتسمت برضا و عانقتني بسرور :

" أنا أحبك كثيرا يا وليد ! و حين أكبر سآخذك معي إلى بيتي الجديد ! "


~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~



اللعب هو هواية الأطفال المفضلة على الإطلاق ، و لأنني ( وليد الكبير ) و لأن دانة هي ( الطرف المعادي ) فإن رغد لم تجد من تلعب معه في بيتنا هذا غير سامر !

كثيرا ما كانا يقضيان الساعات الطوال باللهو معا ، ربما كان هذا متنفسا جيدا للصغيرة .

عندما كانت رغد تسكن غرفتي ، كانت كلما بقيت ُ في الغرفة لسبب أو لآخر،أتت هي الأخرى و عكفت على دفتر تلوينها بسكون ...

كنت ُ أستذكر دروسي و ألقي عليها نظرة من حين لآخر ... و كان ذلك يسعدني ...

بعد أن استقلت في غرفتها ، لم أعد أراها معي ... 

كانت كثيرا ما تقضي الوقت الآن مع سامر في اللعب !

في أحد الأيام ، عدت ُ من المدرسة ، و حين دخلت ُ البيت وجدت ُ الصغيرة تشاهد التلفاز ...

" رغد ! لقد عدت ! "

و فتحت ذراعي ، فهي معتادة أن تأتي لحضني كلما عدت من المدرسة ، كأنها تعبر عن شوقها و افتقادها لي ...

ابتسمت الصغيرة ثم قفزت قاصدة الحضور إلي ، و في نفس اللحظة دخل شقيقي سامر إلى نفس الغرفة و هو يقول : 

" أصلحته يا رغد ! هيا بنا "

و بشكل فاجأني و لم أتوقعه ، استدارت ْ إلى سامر و ركضت نحوه ، و غادرا الغرفة سويا ...

ذراعاي كانتا لا تزالان معلقتين في الهواء ... بانتظار الصغيرة ...

نظرت من حولي أتأكد من أن أحدا لم ير َ هذا ... قد يكون موقفا عاديا لكنني شعرت ُ بغيط و خيبة لحظتها ... ما الذي يشغل رغد عني ؟؟

لحقت بالاثنين ، فرأيتهما يركبان دراجة سامر التي يبدو أن خللا كان قد أصابها مؤخرا و أصلحه سامر قبل قليل ...

كانت رغد في غاية السرور و هي تجلس على مقعد خلفي ، و سامر ينطلق بدراجته الهوائية مسرعا ...

ذهبت إلى غرفتي و استلقيت على سريري و أخذت أفكر ...

مؤخرا ، ظهرت أمور ٌ عدة تشغل الصغيرة ... كالمدرسة و الواجبات المدرسية و صديقاتها الجدد ... و دفاتر تلوينها الكثيرة ... و اللعب مع سامر !

طردت الأفكار التي استتفهتها فورا من رأسي و انصرفت إلى أمور أخرى ...

إنها السنة الأخيرة لي في المدرسة الإعدادية و والدتي تعمدت إبعاد رغد عني قدر الإمكان لأتفرغ لدراستي .

رغد ... رغد ... رغد !

لماذا لا أستطيع طردها الآن من رأسي ؟؟ إنها طفلة مزعجة لا تحب غير اللعب و العناية بها كانت مسؤولة كبيرة و مضجرة ألقيت على عاتقي و ها أنا حر أخيرا !

في الواقع ، ظل التفكير بهذه الصغيرة يشغلني طوال ذلك اليوم ... لم أستطع التركيز في الدراسة ، و قبيل غروب الشمس قررت القيام بجولة في الشارع على الأقدام ، علني أطرد رغد من دماغي ...

الجو كان لطيفا و نسماته عليلة و قد استمتعت بنزهتي الصغيرة ...

التقيت في طريقي بشخص أبغضه كثيرا ! إنه عمّار ...

عمار هذا هو الابن الوحيد لأحد الأثرياء ، و هو زميلي في المدرسة ، ولد بغيض مستهتر سيئ الخلق ، معروف و مشهور بين الجميع بانحرافه و فساده ... و كان آخر شيء أتمنى أن ألتقي به و أنا في مزاجي العكر هذا اليوم !

" وليد ؟ تتسكع في الشوارع عوضا عن الدراسة !؟ لسوف أفضحك غدا في المدرسة "

قال لي هذا و أطلق ضحكة قوية و بغيضة ، أوليته ظهري و ابتعدت متجاهلا إياه

قال :

" انتظر ! لم لا تأت ِ معي نلهو قليلا ؟ و أعدك بأن تنجح رغم أنف الجميع ! مثلي "

استدرت إلى عمّار و قلت بغضب :

" حلّ عني أيها البغيض ! لا يشرفني التحدث إلى شخص مثلك ! أيها المنحرف الفاسد "

لا أدري ما الذي دفعني لقول ذلك ، فأنا لم أعتد توجيه مثل هذا الكلام لأي كان ...

و لكني كنت مستاءا ...

عمار شعر بغيظ ، و سدد نحوي لكمة قوية موجعة و تعاركنا !

منذ ذلك اليوم ، و أنا و هو في خصام مستمر ، هو لا يفتأ يستفزني كلما وجد الفرصة السانحة لذلك ، و أنا أتجاهله حينا و أتعارك معه حينا آخر ...
و الأمر بيننا انتهى أسوا نهاية ... كما سترون ...

في طريق عودتي للبيت ، مررت بإحدى المكتبات ، و وجدت نفسي أدخلها و أفتش بين دفاتر تلوين الأطفال ، و أشتري مجموعة جديدة ... من أجل رغد 

إنني سأعترف ، بأنني فشلت في إزاحتها بعيدا عن تفكيري ذلك اليوم ... لقد كانت المرة الأولى التي تترك فيها ذراعي ّ معلقين في الهواء ... و تذهب بعيدا 

حين وصلت إلى البيت ، كانت رغد في حديقة المنزل ، مع سامر و دانة ، كانوا يراقبون العصفورين الحبيسين في القفص ، و اللذين أحضرهما والدي قبل أيام ...

كانت ضحكاتها تملأ الأجواء ...

كم هي رائعة هذه الطفلة حين تضحك !

و كم هي مزعجة حين تبكي !

اعتقدت أنني لن أثير انتباهها فيما هي سعيدة مع شقيقي ّ و العصفورين ... هممت بالدخول إلى داخل المنزل و سرت نحو الباب ... و أنا ممسك بالكيس الصغير الذي يحوي دفاتر التلوين ...


" وليــــــــــــــد " !


وصلني صوتها الحاد فاستدرت للخلف ، فإذا بها قادمة تركض نحوي فاتحة ذراعيها و مطلقة ضحكة كبيرة ...

فتحت ذراعي و استقبلتها في حضني و حملتها بفرح و درت بها حول نفسي بضع دورات ...

" صغيرتي ... جلبت ُ لك ِ شيئا تحبينه ! "


نظرت إلى الكيس ثم انتزعته من يدي ، و تفقدت ما بداخله 

أطلقت هتاف الفرح و طوّقت عنقي بقوة كادت تخنقني !

بعدها قالت :


" لوّن معي ! "


ابتسمت ُ برضا بل بسعادة و قلت :


" أمرك سيدتي ! "


اعتقد ... بل أنا موقن جدا ... بأنني أصبحت مهووسا بهذه الطفلة بشكل لم أكن لأتصوره أو أعمل له حسابا ...

و سأجن ... بالتأكيد ... فيما لو حدث لها مكروه ٌ ... لا قدّر الله ....






يتبع   51 




 160  160 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ὼiɲtҽr ƒloώęr♫
محقق لامع
محقق لامع
ὼiɲtҽr ƒloώęr♫


المساهمات : 598
الجنس : انثى
العمر : 25
القسم المفضل : قسم المتحري كونآن ♥
الدولة : الكويت
الهواية : رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Writin10

رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-14, 5:22 pm

السلام عليكم و رحمة الله

عدت اخيرا فمرحبا بي  4 

خلصتها خلاص  18 

مررررررة جميلة و النهاية رووعة  310 

لكن مدري ليش انكسر خاطري على سامر حتى في النهاية  7 

يلا مو مشكلة  5 

مشكورة اختي على الرواية  30 
استمري و لا تحرمينا جديدك  30 

أخيرا ..
تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )   رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي ) - صفحة 2 I_icon_minitime2014-02-14, 6:38 pm

عليكم اسلام ورحمة الله وبركاته

اهلين وسهلين ومرحبتين

مبرووك عليكي ^^ 

اي يكسر الخاطر بس وش نسوووي 

العفو حبيبتي هذا من ذوقك الحلوو 30 

تسلميلي ع مرورك الجميل نورتي  322 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية اتمنا تنال اعجابكم (انت لي )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» قصه تأ ليفي ارجو ان تنال اعجابكم
» اول تصاميم خلفيات لي ..... ارجو ان تنال اعجابكم
» قصة قصيرة هادفة..............أرجو أن تنال اعجابكم
» هذه رسمتي مع تصميمي ~~~ اتمنى ان تنال اعجابكم
» صور المحقق توجو موري ^_^ اتمنى تنال اعجابكم^_^

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ● المنـزل الـعـام ● :: ♣ » قسم الموآضيع العآمة « ♣-
انتقل الى: