الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن ، وفي القول
والعمل .. وهو فعل الخيرات على أكمل وجه ، وابتغاء
مرضات الله.
والإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه ،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا
القتلَة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته ،
وليرح ذبيحته"
ومن أنواع الإحسان
الإحسان مع الله
وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة ،
وفي كل حال ، خاصة عند عبادته لله سبحانه ، فيستحضره
كأنه يراه وينظر إليه.
قال صلى الله عليه وسلم :
" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
الإحسان إلى الوالدين
وذلك ببرهما وطاعتهما ، والقيام بحقهما ، والإبتعاد عن الإساءة
إليهما ، قال تعالى :
(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ))
الإحسان إلى الأقارب
وذلك بالرحمة في معاملته لأقاربه ، وبخاصة إخوانه وأهل بيته
وأقارب والديه ، يزورهم ويصلهم ، ويحسن إليهم.
قال الله تعالى : (( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
" من سره أن يبسطَ له في رزقه ، وأن يُنسأ له أثره ، فليصل رحمه "
كما أن عليه أن يتصدق على ذوي رحمه ، فقد قال صلى الله عليه
وسلم : " الصدقة على المسكين صدقة ، وهي على ذي الرحم
ثنتان : صدقة ، وصلة "
الإحسان إلى الجار
وذلك بالإحسان إلى جيرانه ، وإكرامهم امتثالا لقول النبي
صلى الله عليه وسلم :
"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، وأن يقابل إساءة جاره
بالإحسان ، فقد جاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله عنه
فقال له : إن لي جارا يؤذيني ، ويشتمني ، ويَُضيق علي.
فقال له ابن مسعود : ( اذهب فإن هو عصى الله فيك ،
فأطع الله فيه )
الإحسان إلى الفقراء
وذلك بالإحسان إلى الفقراء ، والتصدق عليهم ، ولا يبخل
بماله عليهم ، و أن يُنزه إحسانه عن النفاق والمراءاة ،
كما يجب عليه ألا يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من
الضعفاء والفقراء ، ليكون عمله خالصا لوجه الله.
الإحسان إلى اليتامى والمساكين
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام ، وبشر من
يكرم اليتيم ، ويحسن إليه بالجنة ، فقال :
" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا "
وأشار بأصبعيه : السبابة ، والوسطى.
الإحسان إلى النفس
وذلك ببعدها عن الحرام ، فلا يفعل إلا ما يرضي الله ،
وهو بذلك يطهر نفسه ويزكيها ، ويريحها من الضلال والحيرة
في الدنيا ، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة ، قال تعالى :
((إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ))