ملاحظه: الأذكار منقوله من كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد للإمام ابن القيم الجوزي
وها انا أنقل لكم بعض الأذكار المأثوره عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل
كان يقول في الركوع(اللهم أغفر لي اللهم اغفر لي اللهم أغفر لي اللهم لك ركعت وبك ءامنت ولك أسلمت وخشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي)
في السجود (اللهم أجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وبصري نورا وعن شمالي نورا وعن يميني نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واحعل لي نورا)
(اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )
وكان يقول بين السجدتين (اللهم أغفرلي وأرحمني وأهدني وأجبرني وأرزقني)
من أشرف الاوقات وأفضلها كيف ولا وفيه تتنزل الرحمات ويقترب الرحمن الرحيم العظيم من خلقه يناديهم داعيا إياهم إلى التعرض لرحمته ومغفرته ورضوانه يفتح باب
التوبه للتائب وباب الإجابه للداعي وباب المغفره للمذنب وباب الجود والعطاء للسائل
تأمل هذا الحديث الجليل عن أبي هريره رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ينزل ربنا كل ليله إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟))
فهل بعد هذا الفضل فضل وهل بعد هذا العطاء عطاء دعوة تستجاب وذنب يغفر ومسالة تقضى وزيادة في الإيمان والتلذذ بالخشوع للرحمن وتحصيل للسكينه ونيل الطمانينه
واكتساب الحسنات ورفعة الدرجات والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابه وطرد الأدواء من الجسد.
فمن منا مستغن عن مغفرة الله وفضله؟ ومن منا لاتضطره الحاجه؟ومن منا يزهد في تلك الثمرات والفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليل لله؟
فيا ذا الحاجة وياذات الحاجة هاهو الله جل وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كل ليله يقترب منا ويعرض علينا رحمته واستجابته وعطفه ومودته وينادينا نداء حنونا مشفقا: هل
من يدعوني فااستجب له فأين نحن من هذا العرض السخي!
قم أيها المكروب وقومي ايتها المكروبه في الثلث الليل الاخير وقل لبيك وسعديك انا يامولاي المكروب وفرجك دوائي وأنا المهموم وكشفك سنائي وأنا الفقير وعطاؤك غنائي
وأنا أحسن الوضوء ثم أقم ركعات خاشعه أظهر فيها لله ذلك واستكانتك له وأطلعه على نية الخير والرجاء في قلبك فلا تدع في سويدائه شوب إصرار ولا تبيت فيه سوء نيه
ثم تضرع وابتهل إلى ربك شاكيا إليه كربك راجيا منه الفرح وتيقن أنك موعود بالاستجابه فلا تعجل ولاتدع الإنابة فإن الله قد وعدك إن دعوته أجابك فقال سبحانه وتعالى : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ثم وعدك أنه أقرب إليك في الثلث الأخر من الليل والله جل وعلا لايخلف المبعاد:
اتهزأ بالدعاء وتزدريه ولاتدري ماصنع الدعاء
سهام اليل لاتخطىء ولكن لها أمد وللأمد إنقضاء
قوم ياذا الحاجه ولاتستكبر عن السؤال فقد دعاك مولاك إلى التعبد له بالدعاء فقال سبحانه (وسئلو الله من فضله)
قوم ولاتيأس مهما أشتد اضطرارك فربك قدير لا يعجزه شيء وإنما أمره إذا قضى شيئا أن يقول كن فيكون وتذكر أن الله سبحانه من جميل رحمته قد نهاك عن سوء الظن به
كما نهاك عن اليأس من رحمته فقال سبحانه وتعالى( إنه لايايئس من روح الله إلا القوم الكفرون)
قوم وأحسن الظن بربك وتحنن إليه بجميل أوصافه وسعة رحمته وجميل عفوة وعظيم عطفه ورافته فحاجتك ستقضى وكربك سيزول وليلك سيفجر فلا تياس وأطلب في محاريب
القيام الفرج
وياصاحب الذنب قد جائتك فرصة الغفران تعرض كل ليله بل هي أمامك كل حين ولكنها في الثلث الأخر أقرب إلى الظفر والنيل
فيا من أسرف على نفسه الذنوب حتى ضاقت بها نفسه من عظيم العيوب وكبائر السيئات قم لربك في ركعتين خاشعتين فقد عرض عليك بهما الغفران فقال لك : ( من يستغفرني فأغفر له)
قم واهمس في سجودك بخضوع وخشوع قل (استغفرك اللهم واتوب إليك رب اغفر لي وارحمني وانت خير الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللهم أني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولايغفر الذنوب إلا أنت فااغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
وياصاحب النعمة أقبل على ربك وأد حق الشكر له فإن قيام الليل أنسب أوقات الشكر وهل الشكر إلا حفظ النعمه وزيادتها ؟!تأمل في رسول الله صلى الله عليه وسلم لمل قام حتى تفطرت قدماه فقيل له: يارسول الله اما غفر الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدا شكورا)
ففي هذا الحديث دلالة قوية على قيام الليل من أعظم وسائل الشكر على النعم ومن منا لم ينعم الله عليه؟! فنعمه سبحانه تلوح في الأفاق وتظهر علينا في كل صغيرة وكبيرة في رزقنا وعافيتنا وأولادنا وحياتنا بكل مفرداتها وماخفي علينا كان أكثر وأكثر ولذلك فإن حق شكرها واجب علينا لزما في كل وقت وحين وأحق الناس بالزيادة في النعمة هم أهل الشكر وأنسب أوقات الشكر حينما يقترب المنعم وينزل إلى السماء الدنيا ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلل قيامه ويقول: (أفلا أكون عبدا شكورا)
فقم اخي- أختي ليلك بنية ذكر الله ونية الشكر تبسط لك النعم ويبارك لك في مالك وعافيتك وأهلك وولدك وبيتك وشأنك كله .
استحلفكم بالله يامن لك القدرة على الدعاء فى هذا الوقت ان تدعو لاخى بالشفاء العاجل