حبيبتي جفَّ موَّالي، وجفَّ فمي |
|
وأورقَ الجدبُ في كفّي وفي قلمي |
|
أُسائِلُ اللَّيلَ يا ليلايَ عن أَلَقي |
|
عن عزلتي.. وانطفاءاتي. وعن سأمي |
|
من أين أبدأُ؟ أحزاني معتَّقَةٌ |
|
بحرٌ من الحزن من رأسي إلى قدمي |
|
مسافرٌ فوقَ موج الحرف في ورقٍ |
|
أودعتُه فيضَ أحزاني وعطرَ دمي |
|
مسافرٌ لا زماني مدركٌ سفري |
|
ولا رفيقةُ دربي هزَّها نغمي |
|
أبكي دَمَاً إذ أرى «القعقاعَ» عائدةً |
|
فلولُه بين مأسورٍ ومنهزم |
|
خيولُه فوق خطِّ النار واجمةٌ |
|
تراقبُ المددَ الآتي من العدمِ |
|
تراقبُ العَرَبَ الأحرارَ في دمهم |
|
يغلي «المثنّى» ويغلي ألفُ «مُعتصِم» |
|
وما درتْ أنّ حبلَ الله منصرمٌ |
|
وأنها استسمنتْ للفتح ذا وَرَم |
|
أبكي دماً يا مدارَ الشعر حين أرى |
|
مهدَ البشارات ينبوعاً لكل ظمي |
|
قبائلٌ بشَرار الحقد مولعةٌ |
|
ناريّةُ الوجه من «صيدا» إلى «الهرم» |
|
حدودُها السودُ تفنى تحت ظلمتها |
|
أشعّةُ الحبّ والقربى وذي الرَّحِم |
|
أبكي دماً إذ أرى «القعقاعَ» في يدهِ |
|
قيدٌ يُساق به في «هيئة الأمم» |
|
بُنَيَّ وانتفضَ التاريخُ يصفعني |
|
فتهتُ بين الرجاء المرّ والندم |
|
قرأتُ في وجهه القمحيِّ ملحمةً |
|
من النَّكال، وبركاناً من الألم |
|
بالأمسِ كان يكيل الزهوَ مبتسماً |
|
واليومَ وجهٌ عبوس غيرُ مبتسم! |
|
بُنَيَّ هذي هي المأساة ماثلةٌ |
|
فانظرْ بربّكَ مَنْ خَصمي ومن حَكَمي؟ |
|
كانت سنابكُ خيلي في جماجمهم |
|
مغروسةً، وعلى أكتافهم عَلَمي |
|
فأصبحتْ قِبلتي الأولى منكّسةً |
|
لما تبعتُ إلى درب الردى قدمي |
|
ودّعتُه وأنا أبكي على زمنٍ |
|
الحقُّ فيه غدا ضرباً من التُّهَم |
|
أبكي وأعلم حجمي يا معذَّبتي |
|
فالهمُّ أكبرُ من حجمي ومن هِمَمي |
|
لكنني أحمل الأثقالَ محتسباً |
|
فالنومُ فوقَ الرزايا ليس من شِيَمي |