الأولمبياد الدولي للرياضيات
International Mathematical Olympiad يعرف دولياً بالرمز
(IMO)،
وهو مسابقة دولية تقام سنوياً في دول مرشحة لذلك مسبقاً،
وتتضمن المسابقة إجراء اختبار ذو مستوى عالٍ من الصعوبة يتكون من ستة أسئلة موزعة على يومين
خصص لها
( 42 درجة ) تعطى في كل يوم ثلاث مسائل فقط على مدى أربع ساعات ونصف،
ويشارك فيها طلاب ما قبل المرحلة الجامعية
(أي دون سن العشرين عاماً)،
وتشارك كل دولة بفريق مكون من
6 طلاب كحد أعلى، مع وجود رئيسٍ للفريق، ومساعدٍ له، ومراقبيْن،
واللغات الرسمية المعتمدة في هذا الأولمبياد هي اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والأسبانية، والروسية.
وقد أقيم أول أولمبياد
في عام 1959م في رومانيا بمشاركة
7 دول فقط،
حيث بادر أحد الأساتذة الرومانيين
(Tiberin roman) بتنظيم مسابقة في الرياضيات لطلبة السنة النهائية من التعليم الثانوي،
شارك فيها سبع دول من المعسكر الاشتراكي وهي: تشكوسلوفكيا، وألمانيا الشرقية، والاتحاد السوفيتي، والمجر، وبلغاريا، وبولندا،
وفي عام 1961م انضمت إليها يوغسلافيا
ليصبح عددها ثمان دول استمرت في المشاركة السنوية في هذا الأولمبياد واحتضانة بالتناوب حتى عام
1963م.
وفي عام 1964م انضمت إليها منغوليا، وحذت حذوها فيتنام عام
1974م،
ثم تركيا وهكذا استمرت الدول في المشاركة تباعاً
إلى أن وصل عدد الدول المشاركة إلى قرابة
104 دولة حتى عام
2009م شارك منها
101دولة في أولمبياد هولندا عام
2011م.
وتعد مشاركة الجزائر
أول مشاركة عربية عام 1977م، تلتها تونس عام
1981م، ثم الكويت
1982م، والمغرب
1983م، والبحرين
1990م،
وكانت أولى مشاركات المملكة العربية السعودية
في أولمبياد اليابان عام
2003م بمراقبين علميين إثنين
(Scientific observer) دون مشاركة الطلاب كما تنص على ذلك لائحة الأولمبياد،
وفي أولمبياد اليونان عام
2004م شاركت بأربعة طلاب،
وشاركت الإمارات لأول مرة في أولمبياد فيتنام عام
2007م كمراقب،
وفي أولمبياد أسبانيا عام
2008م بالطلاب
وتختلف التصفيات لهذا الأولمبياد من بلد إلى آخر،
حيث تجرى مجموعة من الاختبارات تكون متدرجة الصعوبة من مرحلة إلى أخرى
إلى أن يتم اختيار أفضل الطلاب لتمثيل الفريق الذي يمثل ذلك البلد في المسابقة.
في هذه الفقرة لن أذكر المواضيع فحسب ,
إنما سأذكر معها كيفية اختيار الاسئلة ومدى صعوبة المسائل
:: يتناول الأولمبياد أربعة مواضيع ::
• نظرية الأعداد Number theory
• الهندسة Geometry
• الجبر Algebra
• نظرية التركيبات أو التوافيقية Combinatoric
تعتمد مسائل الأولمبياد على مفاهيم رياضية أولية فلا تتطلب معلومات معقدة للحل أو موضوعات متقدمة في التفاضل والتكامل،
بل مكونات التمارين بسيطة وأسئلتها واضحة الفهم، ولكنها نماذج غير تقليدية أصيلة، ليست من النماذج المعروفة،
وهي ذات أفكار جديدة، ولا تظهر حلولها بسهولة، بل تحتاج إلى نوع من التفكير الرياضي، والاستدلالات المنطقية،
تدعو إلى سلامة التحليل وحسن انتقاء الخواص المؤدية إلى الحل الصحيح، ويكتشف الطلاب جمال الحل بعد التوصل إليه.
:: كيفية اختيار الأسئلة ::
ترسل الدول المشاركة 6 أسئلة قبل المسابقة بأربعة أشهر للدولة المستضيفة ,
وتكون هذه الأسئلة سرية حتى من قبل الدولة المرسلة ويشترط عدم عرضها على طلابها المشاركين،
وتقوم لجنة المسابقة في الدولة المستضيفة باختيار 30 سؤالاً تقريباً،
ويجتمع رؤساء الفرق المشاركة قبل موعد المسابقة بثلاثة أيام لاختيار ستة أسئلة عن طريق التصويت.
بناءً على استمارة تقدم لكل رئيس من قبل اللجنة المنظمة
يحدد بها المستوى الذي يراه لكل سؤال من هذه الأسئلة، بشأن الصعوبة والجمالية،
كما يتم التصويت على توزيع الأسئلة بحسب صعوبتها على يومي الاختبار،
ثم يترجم كل رئيس الأسئلة إلى لغته بحسب الرموز والمفاهيم التي تدرس في بلده،
وتسلم نسخه الأسئلة إلى اللجنة المنظمة لتصويرها ومن ثم إيصالها إلى الطلاب المشاركين،
مع ملاحظة عدم وجود اتصال خلال فترة الإعداد والاختبار بين الطلاب ورئيس الفريق، أو الملاحظين والطلاب والمرافق لهم منعاً لتسرب الأسئلة،
ويتم الاتفاق على توزيع الدرجات في كل سؤال وتحدد الدرجة أو النقاط لكل خطوة في الحل،
مع العلم أنه تكون عادة النقاط لأفكار السؤال بعيداً عن التفكير بطول الخطوات، ويخصص لكل سؤال سبع درجات.
:: مدى صعوبة الأسئلة ::
الجدير بالملاحظة أن المستوى العلمي لأسئلة الأولمبياد الدولي قد ارتفع بشكل مطرد عبر السنيين، وهو في ارتفاع كذلك
فالمسائل التي طرحت خلال دورات ما بعد الألفية الثانية أعلى من مستوى التسعينات والثمانينات
والتي هي أعلى مستوى من تلك التي طرحت في الستينات والسبعينات،
ولقد أصبح واضعو مسائل الأولمبياد يعانون بجدية من البحث عن مسائل أصيلة،
وتدل الصعوبة المطردة التي تميز مسائل الأولمبياد على التطور في مستوى المتسابقين
وبالتالي ارتفاع مستوى الرياضيات في الدول المشاركة عبر السنيين مما ينعكس إيجاباً على المستوى المعرفي العام،
كما تساهم في رفع كفاءة الأساتذة والمدربين لا سيما في ابتكار مسائل جديدة.