سلام عليكم ...
كيفكم ياأعضاء...انشأالله تمام
المهم: جبتلكم رواية من روايات الأحلام الشهيرة....
وهي أخر الغرباء..........أتمنى أن تعجبكم...
آخر الغرباء
كانت مارغ قادره على أن تحصل على من تريد من الرجال ، شكل بعضهم تحديا أكثر من غيره ، غير أنهم جميعا كانوا تحت متناول يدها ، المسألة فقط ، مسألة لعبة لها
وما أن يصبح الرجل تحت سيطرتها حتى يتلاشى الإعجاب .
ولكنها الآن شحذت أسلحتها من اجل هدف نبيل هو إنقاذ مستقبل صديقتها من براثن كورونواي .
كونت مارغ انطباعا بأنه متوحش مستبد لايتردد في استخدام قوته الجسدية ليحقق أهدافه
ولكن هل هذا النوع من الرجال منيعآ أمام إغوائها !
سارت مارغ في طريق محفوفة بالألغام نحو راعي البقر الغريب ، وفي ذهنها شعار قديم
"يطارد الرجل المرأة حتى تصطاده ..
فصول الروايــــــــــــــــــه
-1- نمر في المدينة
-2-في وجه الإعصار
-3-ذئب وحيد
-4-مخالب امرأة
-5-معركة تحت القمر
-6-نداء الطبيعة
-7-في قلب الخطر
-8-امرأة صعبة المنال
-9-الفراشات تهاجر بعيدآ
-1-
نمر في المدينة
خرجت مارغوت بريسكوت من باب الحمام وخصلات شعرها الذهبي تتساقط فوق كتفيها
-غلوريا؟
لامست ابتسامة خفيفة زاويتي شفتيها لدى رؤية رفيقتها في السكن....كانت غلوريا وارندر جالسة على في سرير منفرد ، تحدق إلى الفضاء حالمة ، أصبحت الفتاة الشقراء ماكرة ثم انتزعت منشفة عن رف الحمام ورمت بها رفيقتها مازحه.
وقفت مارغ وقفة تأهب في باب الحمام ويدها على خصرها النحيل وعيناها الزرقاوان تضحكان على وجه الفتاة الأخرى المذهول:
-غلوريا.........كان عليك إن تكوني مستعدة!ّ
تنهدت غلوريا:
-أيجب ذلك؟
ثم دفعت جسمها الصغير عن السرير وتوجهت نحو النافذة لتبعد الستائر في سبيل إلقاء نظرة على الخارج
أردفت :
-ليت ريف قادم الليلة.؟
هزت مارغ راسها وعادت لتقف إمام مرآة الحمام ومن هناك قالت:
-أتريدين إهمال محاضرة الأدب الانكليزي؟
-لا لا أريد.........ولكن .........
تسللت نغمة حماس إلى صوتها :
-لكنني لا انفك عن التفكير في إنني قد استيقظ لأجد كل ما جرى مجرد حلم ..
لم تبرح نظرة المزاح عيني مارغ التي كانت تستخدم في تلك اللحظة قلم الكحل البني لتحدد حاجبيها الخفيفي اللون بدقه
-غلوريا........انه أول طلب للزواج
شع بريق السعادة في عيني غلوريا :
-وسيكون الأخير !آه مارغ ...لقد طلب ريف يدي ! يريدني زوجه
التوى فم مارغ المكتنز بابتسامه:
-اعرف ياحبي .......سبق وأخبرتني بذلك
-أراني مضطرة لتكرار ذلك لأصدق فعلا انه طلبني للزواج .........أنا لست جميلة مثلك ، لم اصدق نفسي عندما طلب مني الخروج معه في المرة الأولى أو المرة الثانية والثالثة والرابعة ومع ذلك لم احلم قط ، بلى حلمت بهذا ولكنني لم اصدق انه جاد في علاقته بي..! لم يقل كلمة عما يشعر به حتى الليلة الاخيره
غمزتها مارغ:
-الم أخبرك انه سيطلب يدك..؟
رمت غلوريا المنشفة التي رمتها عليها مارغ ونظرة أسى تسلل إلى قسمات وجهها
-هل أصبت عندما أطلقت تلك الكذبة..؟لا ادري لأنني لا انوي ترك "مونتانا" من اجل وظيفة أو من اجل قضاء عطلة الصيف حتى ..........
ذكرتها مارغ وهي تنقل قلم الكحل إلى الحاجب الآخر :
-لكنه لا يعرف هذا......كما انك لم تخبريه بقبولك العمل خارج الولاية.......أليس كذلك..؟
-لا.....قلت له فقط إن رب عملك في كاليفورنيا وافق على أن نعمل في منتجعه هذا الصيف
-إذن لم تكن هذه كذبه..لقد راسلني فعلا عمي فيليب ليخبرني إن لديه عملا إذا أردنا ذلك ، وجل مافعلته هو ادعاؤك الغموض بالنسبة لقبول العرض أو رفضه..
هزت كتفيها ثم عادت تركز على صورتها في المرآة .........تنهدت غلوريا واستندت إلى إطار الباب:
-اعتقد هذا ..... لكن ،عندما تقعين في حب شخص ما تجدين إن من غير الصواب أن تقومي بمثل هذه الخدعة لفعل ما تريدين
مدت يدها إلى خصلة من شعرها البني الداكن وراحت تلفها حول إصبعها
قالت مارغ:
-ريف يحبك....كان سيطلب يدك في النهاية .......مافعلته أنت هو تقريب الوقت .......كنت تعلمين انك واقعة في غرامه ولم يكن إمامك إلا إيجاد طريقة ليعلن حبه
كانت الجملة الأولى........هي كل ما سمعته غلوريا:
-لا افهم ابدآ لماذا أحبني ريف كونورواي ........كان يجب أن يتزوج فتاة مثلك جميلة ذكيه ، لافتاة خجولة عادية المظهر مثلي
أمالت مارغ راسها جانبا فانسدل شعرها العسلي الأشقر الذهبي بحرية اكبر حول كتفيها .....كان شعرها الطويل مقصوصآ بطريقة فاخرة لتحقيق ذلك التصميم المدروس من الفوضى الذي لا تستطيع حمله إلا الجميلات
-قد تكونين غلوريا من الخارج فتاة عادية ولكنك من الداخل شخصية جميلة ورائعة ، اعتقد أن الأضداد تتجاذب دوما.......أرى إن لدى ريف غريزة قوية إلى الحماية ويبدو أن خجلك يحرك عنده هذه الغريزة......
كادت تقول أشياء كثيرة ولكنها احتفظت بما نوت قوله لنفسها .....فريف معجب أيضا بتفوقه من ناحية الذكاء على غلوريا فهو ليس ممن يحب أن يسيطر عليه احد ، وتعتقد مارغ أن المرأة التي سيتزوجها فراشة عث بنيه لا فراشة زهور جميله.
هو شاب طموح لا يعترض على أن تشاركه الأضواء زوجة جميلة لكن في قرارة نفسه يريد أن يجد زوجته جالسة بانتظاره في المنزل ، بعيدا عن المعجبين المستعدين لتسليتها في حال تأخره في العودة.
كانت ثقة غلوريا بنفسها هشة جدآ.....ولقد قالت مارغ الحقيقة عندما ذكرت أن غلوريا شخصية جميلة من الداخل ، ولا يمكنها ابدآ التسبب بإيلام صديقتها بان تشير إلى الأسباب القاسية التي جعلت ريف يريدها زوجة له .
عبست غلوريا وهي تشد خصلة الشعر وتلويها حول إصبعها:
-ليتك لا تتكلمين بهذه الطريقة مارغ
-لماذا..؟ أليس ما أقوله منطقيا وواقعيا..؟فالرجال أطفال طوال القامة ، نعم لكل منهم شخصيته الخاصه ، ولكنهم جميعا من الداخل أطفال صغار وما أن تفهم الأنثى هذا الواقع ، وتعاملهم على هذا الأساس حتى تكون الرابحة .....ليس عليك إلا إبداء التقدير لهم متى أجادوا عملا ما, والامتناع عن تدليلهم متى اخطئوا.
-ما أسهل ما عندك ، فليس هناك رجل لا ينجذب إلى سحرك وجمالك إن أردته.
تسلل حسد بسيط إلى صوتها وهي تتفرس في قسمات مارغ الفاتنة..،قسمات قد تتغير من الجاذبية الشديدة إلى البراءة المفرطة.
-هذا صحيح
توقفت فرشاة الرموش عن الحركة ، كان لون عينيها اللازوردي يزداد عمقا عندما نظرت بغرور إلى انعكاس صورة غلوريا في المرآة....
أردفت مستدركه..
-يبدو هذا غرورآ مني.........لم اعن ماقلته حقا!
-أنت لست مغرورة ابدآ بل واثقة بنفسك....لوكنت مثلك لقلت قولك...أنا مسرورة لأنك لا تنظرين إلى ريف
تركت غلوريا خصلة شعرها الدكناء ثم تلاشى صوتها وذلك أنها توجهت إلى غرفة النوم التي تتشاطرانها ،عادت مارغ اليآ لتضع المسكارا على أهدابها ، سألت:
-سترتدين ثيابك اليومية قبل الذهاب إلى المكتبة أليس كذلك..؟
هزت غلوريا كتفيها..:
-كنزة وجينز!ّ
أعادت مارغ إصبع المسكارا إلى مكانه ونظرت إلى صورتها في المرآة ، وكم أذهلتها الفتاة الرائعة الجمال التي كانت تحدق إليها ! انه الوجه ذاته الذي لطالما رأته ، لقد خلقت جميلة...ومنذ صغرها والصبيان يطوفون حولها
نعم صحيح ماقالته غلوريا فجمالها قادر على جذب كل من تريد من الرجال ومن لا تريد ...شكل بعضهم تحديا أكثر من غيره ، غير أنهم جميعا تحت متناول يدها ، المسألة فقط مسألة لعبة بالنسبة لها ، ترى نفسها أحيانا حرباء تغير لونها متى شاءت فهي قادره على أن تحول نفسها إلى أي شخصية قد يرغب بها الرجل الذي يعجبها:
ساحرة، رياضية، ضعيفة ، ذكية، ولم تكن لتشك في قدرتها على اخذ ريف من غلوريا إذا أرادت .......فبمقدورها أن تظهر نفسها بمظهر المرأة العاجزة الساذجة وهما صفتا غلوريا, مع أن جمالها قد يعيقها مع ريف ولكنها قادرة على تغيير هذا بأن تظهر له ميزات هذا الجمال بالنسبة لمستقبله العملي.....لكنها لن تفعل هذا ابدآ، فغلوريا صديقتها الحميمه وغلوريا تحب ريف.
هل نظرت مارغ قط إلى رجل بعيني غلوريا المذهولتين حبآ..؟ معها لم تدم غمامة القلوب الوردية إلى ابعد من الإعجاب الأولي الذي كان يجذبها إلى رجل محدد........وما أن يصبح في قبضة يدها وتحت سيطرتها حتى يتلاشى الإعجاب..
كان على المشجب وراء باب الحمام ، بلوزة بيضاء طويلة الأكمام ارتدتها مارغ ثم زررتها من الأسفل إلى الأعلى ، إن وصف الفراشة هو الأقرب إلى نفسها ....فراشة ذهبية تنتقل من زهرة إلى أخرى دون إن تحط طويلا في أي مكان .....فهل قدرها أن تكون دورة حياتها على هذا المنوال أم سيأتي يوما رجلا يقلم لها أجنحتها ..؟
هذه فكرة خيالية........فمنذ نعومة أظفارها وهي تعرف غريزيآ كيف تلتف حول الرجل......ولم يكن هناك من امتنع عن تنفيذ مطالبها وكانت ما إن تجعله يتراقص في خدمتها حتى تفتح جناحيها وتطير مبتعدة.
هزت كتفها لامبالية ، ثم دست بلوزتها تحت سروال ازرق قبل إن تباشر بتمشيط شعرها والخروج من الحمام إلى غرفة النوم
دست غلوريا سترة صفراء فوق كنزتها الرمادية القديمة :
-جاهزة..؟
مظهرها صبياني ينسجم مع تسريحة شعرها القصيرة ووجهها العادي، لكن المظهر لم يكن ينبئ عن شخصيتها الحقيقية
لاحظت مارغ كل هذا وهي ولكنها منذ زمن بعيد توقفت عن إقناع صديقتها بتغيير نمط ثيابها ، ولقد حققت بغيتها بدفع من تحب إلى طلب يدها للزواج وتعتقد مارغ إن هذا فرق كبير فعلا
-ومن يستطيع أن يكون جاهزآ للقيام ببحث فصلي..؟
أخرجت سترتها الجلدية من الخزانة الصغيرة المماثلة لخزانة غلوريا التي ضحكت وقالت:
-انظري إلى الأمر من هذه الوجهة البحث الفصلي يعني نهاية فصل جديد واقتراب العطلة الصيفية
حملت مارغ دفترها وحقيبتها، وتوجهت نحو الباب الذي فتحته لها صديقتها ، وقالت موافقة وابتسامة عريضة على شفتيها:
أنها فكرة تغبط النفس
ظهرت فتاة في أسفل الدرج، تقدمت منهما خطوتين ورفعت بصرها ثم وقفت أمام الفتاتين النازلتين على الدرج.
-ها أنت مارغ....كنت صاعدة لأناديك لك مكالمة هاتفيه أظنها من بيل شوغونسي
انتهى الإعلان بابتسامة تأمريه قبل أن تعود الفتاة أدراجها ......اخفت مارغ تكشيرة ، بيل شوغونسي شخصآ عرفته مؤخرآ وتحاول الخلاص منه .....ولكنه على مايبدو غير قادر على فهم التلميحات
نادت الفتاة المبتعدة:
-اخبريه إنني قادمة
تمتمت غلوريا
-يبدو مصرآّ!
-اعلم..! إنما يجب ألا يطول أمره
أشارت الفتاة إلى غرفة الهاتف الصغيرة فتوجهت إليها مارغ أما غلوريا فجلست على أريكة قريبه
قال بيل شوغونسي ردآ على تحية مارغ العاجلة:
--مرحبا مارغ........ماذا تفعلين؟
-أوه.......هذا أنت بيل كنت في طريقي إلى المكتبة أنا وغلوريا لإنهاء تسجيل بعض الملاحظات من اجل بحثي الفصلي لقد أخرت هذا حتى اللحظات الاخيره ! يجب أن أقدم البحث يوم الاثنين وها أنا لم أباشر به حتى الآن
-أوه....
ابلغ صمته وتردده مارغوت أن قولها افسد عليه مخططه لنهاية الأسبوع ، وتمتم مازحآ:
-يجعل العمل من مارغ فتاة مملة ، سنقيم حفلة راقصة يوم السبت..أتذكرين؟
-إن لم تقدم مارغ بحثها رسبت في الامتحان الفصلي..؟
كان عذرا مقبولا ولكن مارغ لن تبقى طوال العطلة الأسبوعية منكبه على البحث ولا تعتقد أن قضاء أمسية خارج المنزل قد تضرها ، ولكنها غير راغبة في الخروج برفقة بيل أضف إلى هذا أن غلوريا قد ذكرت لها أن ثلاثة :غلوريا وريف ومارغ قد يخرجون للعشاء احتفاء بالخطوبة.
كانت صديقتها حساسة بما يتعلق بعائلتها التي هي عبارة عن عمتها وزوجها اللذين ربياها بعد موت والديها .....لم تأت غلوريا على ذكر الأمر......ولكن مارغ تشعر بأن ماحدث لم يكن حدث سعيدآ
قال بيل مصرآ:
-لم قد تضرك أمسية واحدة..؟ هيا ياحلوتي سنمضي وقتا رائعآ...
صفق الباب الأمامي بشده فنظرت مارغ إلى مصدر الضجة ثم اعترضت على قول قاله بيل ولكنها في ذلك الوقت كانت تحدق بفضول إلى ذلك الغريب الذي صفق الباب بمثل هذه الطريقة الفظة.....
جالت نظرتها بمظهره، كان يرتدي سترة مزينة بجلد الغنم وجينز يحتضن خصره ووركيه وساقيه المديدتين وينتعل حذاء رعاة البقر المرتفع الساق، وهو متسخ وقديم لكثرة الاستخدام ، ولكن مع ذلك فيه ما يدل على انه ليس براعي بقر عادي.
كان بيل يقول شيئا مرة أخرى ، فأشاحت مارغ بصرها عن الغريب لتركز على ما يصدر عن الهاتف ولكن صوت الغريب اخترق زجاج غرفة الهاتف الصغيرة:
-قيل لي إنني استطيع أن أجد غلوريا وارندر هنا
كان كلامه موجهآ إلى سالي غولنغز الفتاة التي أعلمت مارغ بالمخابرة، عندئذ عادت عينا مارغ الزرقاوان بسرعة إلى الرجل ، تراقب سالي وهي تشير إلى غلوريا الجالسة على الأريكة......مارغ تعرف كل من تعرفت إليه غلوريا ولو لمدة قصيرة، وهذا الرجل غريب كليآ.
كانت خطوط وجهه القاسية هادئة أم خطواته الواسعة فذكرتها بنمر مأسور في قفص، هذا الرجل بدون شك ليس هادئآ كما توحي ملامح وجهه ..........فخط فمه مستقيم متجهم والطريقة التي ضاقت فيها نظراته على صديقتها أعطت مارغ انطباعا بأنه ينظر إلى فريسته.
لم تتظاهر حتى بأنها تهتم بالمتكلم على الهاتف ..........إذ كان سمعها منصبآ على ما يقوله الرجل لصديقتها، وقف كالطود الشامخ ثم تحدث بصوت خفيض ، حاد:
-غلوريا وارندر...؟
لم يكن هناك ما يدل على أن غلوريا تعرفه
أضاف "أنا شقيق ريف"
اتسعت عينا مارغ دهشة ، فالتشابه بين الأخوين لا يتعدى البشرة السمراء ، كانت تعرف أن لريف أخآ ، فقد ذكر هذا في يوم ما أو ربما ذكرته غلوريا.
تمتمت غلوريا بارتباك:
-كيف ...........كيف حالك؟
سرعان ما نهض جسمها الصغير عن الأريكة ووقفت أمامه ناسية أن في حضنها دفتر الملاحظات الذي وقع ارضآ حيث تناثرت الأوراق على البلاط.
صرت مارغوت على أسنانها وهي تراقب تورد وجنتي غلوريا ومحاولاتها اليائسة لجمع الأوراق المتناثرة ، لم يحاول الرجل مساعدتها ولم يصدر عنه أي كلمة دبلوماسيه ليخفف من ارتباك غلوريا، ولم يبتسم حتى لإزالة كل هذا الارتباك ، كان واقفا ببساطه نافذ الصبر حتى استعادت غلوريا الأوراق التي ضمتها إلى صدرها بطريقة دفاعيه.
-ريـ.........ريف كلمني عنك دائما
بدا أن غلوريا غير قادرة على مواجهة نظره الرجل، فأشاحت بصبرها بعجز أما هو فكان يقف ناظرآ إلى قدها الصغير بتحقير......
تجاهل الرجل التعليق الودي المقصود وقال بفظاظة:
-اتصل بي ريف هذا الصباح ، وقال انه طلبك للزواج
اهو عدم تصديق ........لا......لقد عرفت مارغ إن ما في صوته أكثر من عدم تصديق ....انه الازدراء القاطع
ابتلعت غلوريا ريقها بصعوبة .."اجل"
جاء اعترافها بصوت هامس وكأنه اعتذار ذليل....وكان تذللها ذاك ما زاده تجهمآ وقسوة ، سألها متحديآ ببرود:
-متى تتخرجين انسه وارندر..؟
-أمامي.......عام آخر
لان صوته ، وانخفض عندما قال :
-أمام ريف ثلاث أو أربع سنوات لينال درجة الحقوق الأخيرة ، فهل أعيلك وأعيل أخي مدة أربع أعوام؟
انتفضت غلوريا وتقوقعت على نفسها بشكل ظاهر ! ياللمستأسد المتسلط! انه ليس بمتسلط فحسب بل هو مستبد أيضا
إن هذا الرجل قادر على استخدام قوته الجسدية لتحقيق مأربه تجاه شخص آخر إذا لزم الأمر ، النساء هن اضعف جسما وأسهل هدفآ لذا ليس لغلوريا الخجولة ، المخلوعة الفؤاد فرصة في مواجهة سخريته اللاذعة.
انصرفت مارغ إلى الهاتف غاضبه ،قاطعت بيل بقولها :
-بيل علي الذهاب الآن، اتصل بي غدآ
وعندما وضعت السماعة، كان فكرها مشغولا بما قد تفعله لإنقاذ فضلى صديقاتها ، إن تولت عنها الجدال باء الجدال بالفشل ، إن هذا الرجل لن يصغي إلى منطق امرأة ، مهما كانت محقه .....وما من شك انه يرى إن للمرأه مكانين فقط في الحياة :المطبخ وغرفة النوم
ضاقت عيناها للحظه ، وعلت ثغرها ابتسامة رضى.....حسنا.... انه يؤمن بأن النساء مخلوقات سخيفة لا تتغير.
دفعت باب غرفة الهاتف ، وخرجت وهي تضم دفترها إلى صدرها ....توقفت ، ثم تبنت نظرة الشقراء البلهاء وتقدمت لمواجهة خصمها
قالت بحبور لشريكة سكنها :
-هاي غلوريا ........أنا جاهزة الآن!
تعامت عن الصدمه البادية على وجه غلوريا وتعمدت أن تكون نظرتها بريئة.
مع أنها كانت مستعدة لنظرته الكريهة، إلا إنها ذعرت ما إن رأت عينيه الشرستين ، وأحست وكأنما شرارات فضيه تشع من عينيه إلى وجهها قبل إن يرتد طرفه عنها غاضآ نظره وكأنها شخص عديم القيمة......رفرفت مارغ عينيها لحظه لتسترد رباطة جأشها .......فلم تتوقع من شخص شعره اسود إن تكون عينيه رماديتين كالمعدن.
انتاب غلوريا ارتباك وخوف ، ارتدت عيناها المتوسلتان إلى وجه مارغ التي حاولت بعث الطمانينه إليها عبر ابتسامتها التي كانت تحثها بلطف على تقديمهما واستغرقت غلوريا بعض الوقت لتفهم حيرتها.
-أنا.....أود أن تلتقي شريكتي في السكن .....صد...صديقتي .....مارغ بريسكوت ....مارغ....هذا......هذا شقيق ريف.
ارتعش صوتها ، واجتاحت وجهها موجة احمرار:
--أنا.....آسفة جدآ. لكنني لا اعرف اسمك الأول ....سيد كونورواي
-كونورواي يكفي
رفع سيكاره بين شفتيه وارتفعت يده السمراء تشعل طرفها
-تشرفت بمعرفتك سيد كونورواي
لن تمد يدها للتحية لأنها متأكده لأنه سيتجاهلها وهذه اهانة لن تسمح بها.
-وأرجوك ، نادني مارغ..........أصدقائي ينادونني هكذا
مرت نظرته الزئبقية على وجهها مجددآ بنفاذ صبر وكانت تعابير وجهه توحي بأنه يتمنى لو تذهب في حال سبيلها ، ولكن هذا مازادها تصميما على البقاء ، اتسعت ابتسامتها ونظرت إلى غلوريا التي عاد إلى وجهها بعض اللون ، نظرة دافئة:
اعرف لماذا أنت هنا سيد كونورواي .....لاريب في انك سمعت بخبر غلوريا وريف.........أليس هذا أمرا رائعا؟
في نظرته كلمات تقول أن تخرس وتغرب عن وجهه ، إذن لم يفهم البلاهة الطبيعية التي تبنتها.؟فسارعت تضيف بانفعال زائف..:
-يحسد الجميع غلوريا ، فعندما تراهما معا يعتمر نفسك الدفء ، إنهما متحابان حبآ يشع كالذهب الخالص...وريف يحسن رعايتها فما من احد يجرؤ على قول كلمة ضدها أمامه.......ستكون فعلا فخور به خاصة عندما ترى الطريقة التي يدافع فيها عنها.
ربما يريد فسخ الخطوبة ، ولكنها واثقة أن ريف لن يخضع للتهويل بسهولة كغلوريا
ضاقت عينا أخيه لتعابير وجه مارغ الساذج المخادع
رمى بنزق الكلمات ودخان سيكارته يلتف حول وجهه:
-آنسه بريسكوت!
دعت مارغ إلى الله أن يعي جمالها الأشقر ، لكنه بدا غير مهتم بجمالها وجاذبيتها ، قاطعته بسرعة قبل أن يضيف الكلمات التي أراد بها صرفها عنه.
-مارغ.......اعتقد انك قطعت كل هذه المسافة لتقابل خطيبة أخيك و ياله من أمر رائع ! أراك وأخيك مقربين جدآ .....حتام أنت باق هنا؟
سحب نفسا عميقا من سيكارته ليكبح جام غضبه ..وأجاب بكلمات ذات معنى وهو ينظر عبر سحابة الدخان إلى غلوريا:
-حتى انهي ماجئت من اجله..!
أي حتى ينهي الأمور بين غلوريا وريف..؟
يتبع:
أنتظر ردودكم...........