نشأة المذهب
يعتبر البعض أن أول موقف يمثل التوجه السني هو اختيار أبو بكر في السقيفة خليفة للمسلمين، حيث أن يؤمن المسلمين السنة بأفضلية أبو بكر، والخلفاء الثلاثة بعده على الترتيب، فتكونت العقيدة السنية والتي تؤمن بالقرآن والسنة.[1] وهذا الطرح يؤيده السنة أنفسهم، في حين يرى الشيعة الإمامية أن اختيار أبو بكر في السقيفة كان مخالفا لتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي هي حسب رأيهم إمامة علي بن أبي طالب للمسلمين والأئمة من نسله بعده. ويمكن القول أن الطائفة السنية تمايزت كطائفة إسلامية مستقلة في خلافة علي بن أبي طالب عن الخوارج. وعن فرق التشيع بعد صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان، حيث تجنب أقطاب السنة الخوض في الخلاف بينهما، ومنهم ابن عمر وأنس بن مالك.[2]. ولكن لم يظهر الانفصال الواضح بين السنة و الشيعة بعد. بل كان هناك حركة انفصال تدريجية. وازدادت قوة هذه الحركة في زمن الدولة الأموية.[3] حيث نشط بعض من الصحابة أو الفقهاء مثل أبو هريرة وحسان بن ثابت وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وكذلك فقهاء المدينة، ورووا الأحاديث التي وصلت إلى مرحلة التدوين المتفرق؛ كما في صحيفة همام بن منبه تلميذ أبو هريرة، وما دونه عروة بن الزبير وأبان بن عثمان بن عفان وغيرهم وتبنى هذه الفكرة أئمة الفقه الأربعة لأهل السنة فيما بعد كما يتضح من نقولاتهم من فقهاء المدينة، حيث اعتمدوا على الكتاب والسنة بشكل أساسي.[بحاجة لمصدر] وكان معاوية قد قرب إليه أبو هريرة وحسان وغيرهم ممن يقف في صفه،[بحاجة لمصدر] وعمر بن عبد العزيز قد رعى فقهاء المدينة ذوي العقيدة السنية. وفي نهاية العصر الأموي و بداية العباسي ظهر الإمام أبو حنيفة و تتلمذ الإمام مالك على يد ربيعة بن فروخ وهو أحد فقهاء المدينة السبعة. وكان الشيخان البخاري ومسلم اللذان جمعا الحديث يحتجان بربيعة.[4] وغيرهم ممن جمعوا الحديث و تميزوا عن غيرهم ممن رفضوا الصحابة و خاضوا فيما وقع بينهم. و كان جمع الحديث في بداية الدولة العباسية الذين تميز في عهدهاالمدارس الأربعة التي أعتمدها العباسيون لا حقاً بشكل رسمي. بينما كانت الدعوة التي دعت بها عند خروجها على الأمويين لإمامة آل علي بن أبي طالب.[بحاجة لمصدر]بمعنى أن العباسيين سنة لأنهم أعتمدوا المدارس الأربعة للمذهب السني وشيعة لأنهم يدعون لآل البيت في نفس الوقت (حسب مفهوم عصرهم). بمعني ظهور التمايز الواضح و ليس التام بين المدارس السنية و بعض الفرق الشيعية في العصر العباسي.
المذاهب الفقهية السنية
تعود نشأة المذاهب الفقهية السنية إلى بداية الإسلام، وخاصة بعد وفاة النبي محمد ﷺ، حيث اجتهد صحابته وأتباعه والمسلمين عامة في تطبيق أقواله وأفعاله.
وإن من الأصول عند أهل السنة والجماعة استقاء العقيدة والعبادات والمعاملات من مصادر التشريع المتفق عليهان وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس. ولم يحصل الاختلاف بين الأئمة من السلف في أمور الاعتقاد وإنما كانت خلافاتهم في الأحكام التشريعية، إما لعدم توفر دليل صريح من الكتاب والسنة، أو لضعف حديث بحيث لا تقوم به حجة، أو غيره من الأسباب.
ومع انتشار الإسلام وتوسعه وتعرضه للكثير من القضايا الجديدة الدينية والتشريعية كانت هناك حاجة ملحة للخروج باجتهادات لهذه القضايا الفقهية المستجدة وتلبية حاجات الناس والإجابة عن تساؤلاتهم ومن هنا نشأت جماعة من المتفقهين (العلماء) في الدين تعلم الناس في كل إقليم شؤون دينهم ودنياهم.
إن التوسع الجغرافي للإسلام وتنوع البيئات التي انتشر بها، وأيضا قابلية الكثير من النصوص الشرعية الإسلامية للاجتهاد فيها حسب الظروف والحالات أديا إلى نشوء مدارس فقهية منتشرة في الأمصار الإسلامية، وأصبح لكل عالم فقيه أتباع يعملون على نشر فتاواه وحتى العمل ضمن القواعد التي يضعها لإصدار فتاوى جديدة.
ومن علماء الصحابة الذين انتشروا في الأمصار ونشروا علمهم: عبد الله بن مسعود، و عبد الله بن عباس، و عبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، وغيرهم، وجاء من بعدهم التابعون وتابعي التابعين، ومنهم : أبو حنيفة النعمان ، ومالك بن أنس ، والليث بن سعد ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم، لكن الذي اشتهر منهم الأئمة الأربعة لكثرة تلاميذهم الذين نشروا مذاهبهم وأقوالهم وحفظوا تراثهم المكتوب.
فكانت المذاهب الفقهية الأربعة التي انتشرت بشكل واسع عند اهل السنة وأصبحت رسمية في معظم كتبهم هي (حسب ظهورها):
المذهب الحنفي، نسبة إلى أبي حنيفة النعمان
المذهب المالكي، نسبة إلى مالك بن أنس
المذهب الشافعي، نسبة إلى الشافعي
المذهب الحنبلي، نسبة إلى أحمد بن حنبل
وهذه المذاهب ما هي إلا مدارس فقهية، اتفقت في الأصول، واختلفت في الفروع. ولا يوجد بينها اختلاف في العقيدة، كما أن هناك مذاهب فقهية أخرى غير هذه الأربع لكنها لم تنتشر ويحصل لها الاشتهار مثل هذه المذاهب الأربعة. ومنها على سبيل المثال: المذهب الظاهري ومذهب الأوزاعي ومذهب الليث بن سعد وغيرهم.
عقيدة أهل السنة والجماعة
]أصول الفقه
أصول الفقه لأهل السنة تقوم علي القرآن الكريم والسنة النبوية (حديث نبوي) والاجماع والقياس. السنة النبوية مجموعة في كتب السنة العشرة ومنها صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنن الأربعة كسنن أبي داود وسنن النسائي والمسانيد كمسند أحمد بن حنبل وغيرها كمصدر للاعتقاد والتشريع. لذلك فإن كل ما ورد في القرآن هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة محمد، وتختلف السلفية (وإن كان هؤلاء الأئمة أصحاب المذاهب هم من السلف) مع باقي أهل السنة هنا في الأخذ بالآحاد وإن كان الأشاعرة والماتريدية تأخذ بها في مسائل السمعيات أو إذا تضافرت الأدلة على صحتها
___________________________________
وسطية العقيدة السنية
يعتقد أهل السنة أن بعض الأفكار والعادات التي استحدثتها الطوائف الأخرى المنتسبة للإسلام هي بدع مخالفة اللقرآن والسنة. من أمثلتها الغلو في الأشخاص. وغلو الخوارج في تفسير آيات الوعيد حتى كفروا كل من يرتكب إثماً. كذلك رؤى القدرية والجهمية حول القدر تعد من البدع في نظر أهل السنة؛ فهذة البدع لم تكن في عهد الرسول أو السلف الصالح وينسبونها إلى تأثر المسلمين بثقافات البلاد التي يفتحوها.
ا