قال الله تعالى :- (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) .. سورة البقرة :83
الكلمات الطيبة الموجهه للآخرين لها أثرها بنفوسهم وبقلوبهم البشريّة اللينه ..
كلمات قليلة قد يكون له آثراً محمودا جباراً يصعد بهم إلى الأعلى .. وقد يغير مجرى حياتهم ويقلبها رأسا على عقب للأفضل..
حتى للأطفال آثرها الذي لا ينسى كالنقش على جبينهم يبقى للأبد..
على سبيل المثال فنحن مازالت عقولنا تحتفظ باصوات الآخرين وتشجيعهم لنا فهي تعززنا وتحفزنا لعمل الأفضل..
فهي لها أثرها الخاص جداً .. وكُل إنسان مهما كان ..غنياً أو فقيراً, قاسياً أو ليناً ,ذكراً أو أنثى ..يحتاج لكلمات طيبة و تشجيع يدفعه لعمل أفضل مابوسعه..
فالتشجيع قد نستخرج منهم شيئا دفيناً قيماً كإستخراج اللؤلؤ من المحار ..وحتى الكلمات القاسيه تأثيرها في النفس عكس ذلك تماماً ..
فمهما كان الإنسان قويا ومهما بلغت قوته . يتأثر بالمحطيات الخارجيه ومنها كلمات وعبارات ونقد وأراء الآخرين عنه..
قد يكون شخصا مبدعا.. ويفقد الثقة بنفسه لأنه لم ينل تقديراً وتلقى إستهزاءً ..
لكن مع ذلك على الإنسان أن يبذل أقصى مايستطيع حتى يصل إلى مداه الذي يسعى إليه وتحقيق الحلم الذي يصبوا اليه ..
ويثبت للآخرين أنه إنسان قادر على تحقيق شيئا مميز ..ومع ذلك ليس على الشخص أن يفعل ويحقق مايرضي الناس !..
عليه ان يفعل مايرضي ربه أولاً ونفسه ثانياً ويشبع ذاته في تحقيق اهدافه ورغباته
وكذلك من الأفضل الإستفاده من نقد الآخرين وتوجيهاتهم وتحويلها إلى نقد مرشد والاستفاده ايضا منها..
وجعل من المحاولات والفشل وخبرات الآخرين استفادات لاعقبات !
للأسف بعض الأشخاص يكون التحطيم حولهم مستمراً حتى يفقد الإنسان الثقة في نفسه تماماً..ويموت إصراره ويكون عاجزاً..
فيصبح كجسد بلا روح.. بلا طموح .. بلا هدف .. الكبار هم أكثر تقبلاً للنقد من الملائكة الصغار الذين في أولى خطواتهم..
فستبني تلك العبارات الغليظة عقبات وعدم ثقه بالنفس وضياع وصراع داخلي مع الذات ..
وستكون ثقيله كأكوام ثلجيه بارده وقارصه على اجسادهم الطاهره الصغيره التي لم تعرف حقيقة الدنيا بعد وستجمدّهم بدلاً من أن تمجدّهم !
فكم طفلاً تجمدت اصابعه الخمسه ولم يعد يرسم بيتاً وكم طفل تحشرج صوته و تجمدت احباله الصوتيه لم يعد يُرتّل القرآن وينشد ..
والكثير والكثير وكله بسبب السخريه منهم !وتسميتهم بأسماء يكرهونها وتكبر معهم! فتجمدوا حتى إشعار آخر !
فقد قال الله تعالى (وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) سورة الحجرات:11..
كذلك أمرنا الاسلام بالرفق مع الحيوان ..وأن نكون متعاطفين معهم .. فما بالكم بالإنسان ؟!
فالله رب العالمين أمر نبيه موسى عليه السلام أن يقول قولاً لينا للطاغي فرعون
فقال الله تعالى: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) سورة طه :44..
فكيف هي أحوالنا مع من هم من أمتنا المحمديه ؟
وأيضا قال الله تعالى (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) سورة آل عمرن:159 ..
فالكلمة الطيبة مثل الثمرة وعكسها كالحجر .. فرفقاً ..