:: عالــــم الأحاســيـس ::
يحكى أنه حدثت جريمة بشعـة في عالم الأحاسيس .. كان بطلها ( اليأس ) وضحيتها ( الأمل ) .. فلقد أقدم اليأس بعد نزاعٍ شديد على قتل الأمل .. قتله بين رفاقه الذين لم يكن في قدرتهم القيام بشيءٍ يمنعه .. ( فالفرح ) سقط مغشيـًّا عليه من هول الموقف ولازال في حالة حرجة ..
أما ( الراحة ) فهي امرأة ضعيفة لاتستطيع مواجهة ذلك الرجل .. تراجعت إلى الوراء وعينيها معلقة على ذلك القتيل حتى سقطت وكُسرت قدماها ..
و( السعادة ) قد بلغت من الكبر عتيــّا .. فلاحول لها ولاقوة .. ذرفت الدموع على فراق الأمل .. فلقد كان شابــاًّ مطيعـًا .جميلاً ومحبوبـاً .. وهاهو يُقتل أمام ناظريها .. فلم تكفّ عن البكــاء حتى ابيضّت عيناها ..
سارع ( الخوف ) بإبلاغ الجهات الأمنية كي تلقي القبض على القاتل .. ولكن سرعان ماقام اليأس بتعبئة رأسه بتلك الرصاصات القاتلة .. فرحل مودّعاً زوجته التي تعاني آلام المخاض .. ولم ينتظر البشرى التي أقبل بها ( الهم ) مسرعاً : { أيها اليأس .. أبشر .. لقد رُزقت بمولود , ابنك ( الحزن ) في انتظارك .. استيقظ ..!!! }
ولكن هيهات .. هيهات , الموت كان أسرع منك أيها الهم ..
وتلك السعادة هناك تتخبط يمنة ويسرة .. تبحث عن ابنها الفرح .. وهاهي تجده بعد عناء .. تتلمّس جسده .. وتقبـّل كفّيــه .. وتصيح به بصوت متقطع : { انهــض يابني .. يافلذة كبدي .. هيا لبـِّي ندائي كعادتك .. فليس لي غيرك في هذه الدنيا . وهاأنا أفقد بصري .. انهض هيا ..!! }
فاقترب منها الجنون .. وأمسك بيدها .. : { هيا بنا ياعزيزتي .. أنا سأعتني بكِ }
والخوف يمنعها : { إياكِ أن تذهبي إياكِ } لكن دون جدوى استسلمت للجنون بعدما تيقنت من وفاة ابنها ..
رحل الأمل واليأس .. رحل الفرح ..
السعادة أصبحت ملــكاً للمجانين ..
والراحــة لازمت ذلك الكرسي المتحرك ..
والخوف - ذلك المسكين - اختار أن يعيش في الدنيــا وحيداً ..
ولم يبقَ إلا المولود الجديد ( الحزن ) فهو في كامل صحته وقوته ..
والعالم بأسره ملكاً له وتحت إمرته ..
انتهـــى ......
حقاُ لقد تغير العالم الأحاسيس حتى إنه لم يسلم من جرائم القتل
فمابالكم في عالم البشر؟
انواع القتل استخدمت
في الختام احب اقول إن الموضوع شبه منقول لأني ضايفة عليه بعض الأشياء