أعظم إنجاز

هادي قصة من تأليفي .. :D .. فزت بيها قبل سنتين بجائزة الأمير مشعل بن محمد (أمير محافظة جدة) بالمركز الثالث على مستوى المحافظة :)



أترككم مع القصة .. ولا تنسوني من آرائكم لو سمحتوووو ..



كان يوما عاديا من أيام حياتي ، استيقظت فيه باكرا ؛ استعدادا للذهاب إلى المدرسة ، ولم أدرِ يومها أهمية ما قد يحدث ، فلقد أعددت عدتي للقاء هذا اليوم قرابة العشرة أعوام ، ولما جاء موعده، أحسست أنني فاقدة شيء ما .

ربما لم أستعد يومها للاختبار .

وربما كنت قد نسيت فرضا ما .

وربما أكون نسيت كتابا لمادة ما .

كلا! لم أنسَ شيئا ، إنما هو شعور آخر ، كأن هناك شيئا ما سيحدث ، ولكن ، ما هو ؟!

دخلت الخلاء وغسلت وجهي جيدا ، ثم ذهبت إلى الغرفة ، وارتديت ثيابي ، وسرحت شعري جيدا ؛ تحسبا لكوني نسيت مناسبة ما في المدرسة ذلك اليوم ، ووضعت اللازم من أدوات الزينة ، ثم كحلت عيني جيدا .

ولكن هذا الشعور لازال ملازما لي .

حاولت وبشتى الطرق والوسائل أن أتذكر ما نسيته ، ولكن دون جدوى . ثم استسلمت للأمر الذي قدره الله لي ، فقد عملت كل احتياطات (السلامة) .

ذهبت إلى غرفة النوم ، وأيقظت إخوتي : الساعة الخامسة الآن ، هيا قبل أن نتأخر عن الخروج للمدرسة ، فالمشوار طويل إلى المدرسة ، حيث أنه لابد لنا من توصيل أختي إلى مدرستها الثانوية ، ثم نوصل أخي إلى الروضة ، ثم نوصل أختي إلى مدرستها الابتدائية ، ثم نذهب أنا وأختي التي تصغرني بسنتين فقط إلى مدرستنا المتوسطة .

فكان المرور بكل تلك المدارس يستغرق حوالي الساعة ؛ حتى نصل نحن إلى المدرسة قبل أن يدق جرس الحصة الأولى .

استيقظ الجميع ما عدا أختي الكبرى ، بحكم كونها أول من يتم توصيلها إلى المدرسة ، فذهبت وأيقظت أمي حتى توقظها ، ومن ثم تتابعنا قبل الخروج من المنزل

أعددت بنفسي الإفطار يومها ، بالرغم من اعتيادي على استيقاظي بعد إعداد الإفطار من قبل الخادمة ، فأعددت غذاء متكاملا .

ولكن ذلك الشعور ظل يلازمني طوال فترة استعدادي للذهاب إلى المدرسة .

وضعت الإفطار على الأرض ، وناديت عليهم : هيا قبل أن يبرد الإفطار .

حضرت أمي إلى الغرفة ، فما لبثت أن أخبرتها بشعوري ، فردت عليّ قائلة :

عجبا ! أنسيتِ الموضوع ؟!

ثم أومأت برأسها قائلة : تذكريه بنفسك .

تركتني أمي ـ سامحها الله ـ في حيرتي ، وصلت القيام ، وأنا واقفة خلفها أنتظر أي شيء يخطر ببالي عن اليوم ، ولكن ، دون جدوى.

حضر الجميع الإفطار قائلين : غريب منك أن تقومي بإعداد الفطور بنفسك !

فلم أعرهم اهتماما ، بل كان شغلي الشغل هو : ما الذي نسيته ؟!

وما الحدث المهم الذي تعجبت مني أمي لنسيانه ؟!

ثم استسلمت مرة أخرى للقدر ، وتناولت وجبة الإفطار ، ثم فرشت أسناني ، وطوال ذلك الوقت ، والموضوع يغمز لي قريبا وبعيدا .

خرج الجميع من المنزل ـ على غير عادتهم ـ حوالي الساعة السادسة ، سلمت على أمي ، بينما هي تقول لي بلهجة ساخرة : ألم تتذكري الموضوع ؟! فأجبتها بلهجة يائسة : كلا ، مع الأسف .

انطلقنا من المنزل مبكرين ، ومررنا ـ كعادتنا ـ بجولتنا المدرسية على جميع مدارس إخوتي ، وطوال الطريق وأنا أفكر فيما قالته أمي ، متسائلة عن سبب كونه بلهجة السخرية !

وصلت إلى المدرسة ، ووقفت في الطابور الصباحي ، وأنا أظل أفكر فيما قد يكون الأمر عليه .

لربما ستقف المديرة الآن ، وتخبرنا بأمر كنت أعلمه ، ومن ثم نسيته ، ولكن ، لم ينوه أحد عن أي شيء .

تحدثت مع صديقاتي قليلا ريثما يأتي دورنا في الصعود ، ولكن أحدا لم يصدقني بشعوري .

صعدنا في الدرج إلى آخر طابق في المبنى المدرسي ، حيث الصف ، نعم ، هذا هو صفي .

وجدولنا كما هو معتاد يوم الاثنين :- الحصة الأولى : رياضيات ، الحصة الثانية والثالثة : قرآن ... وهكذا .

لحظة ! قرآن ! أنا لم أحفظ صفحة الحفظ اليومية ، سأقرأ قليلا ريثما تأتي معلمة الحصة الأولى ، فنحن لم نعتد أن نراها منذ بداية الدوام المدرسي .

انتهيت من حفظ الصفحة المراد حفظها ، وإذا بنا نكتشف أن معلمة الراضيات غائبة ! أتممت مراجعة الصفحة ، ثم تحدثت مع صديقاتي قليلا .

وفجأة ! دق جرس الحصة الثانية ، وحضرت معلمة القرآن الكريم ، فجعلت تنظر إلينا وعيناها مدمعتان ، فاستغربنا منها، وهي التي لم نرها حزينة أبدا .

رأيناها غاضبة ، رأيناها فرحة ، وربما كنت الوحيدة المستغربة من إدماع عينيها

انتظرنا قليلا حتى هدأت ، ثم بدأت بتسميع الصفحة التي أخذناها البارحة ، ولكنها لم تلتفت إلي لسبب ما ، لا أدري ما هو !

ثم تنبهت لأمر هام جدا ، نعم ، إنه الأمر الذي حاولت تذكره منذ وقت طويل

إنه ...

إنه ...

إنه يوم ختم القرآن الكريم ، نعم ، فالصفحة التي كنت أحفظها في الحصة الثانية هي آية الدَّين ذاتها .

الله ، الله ، إنه حقا لشعور رائع أن يختم الإنسان كتابا ، ظل يقرؤه حوالي العشرة أعوام ، فما بالك إذا كان هذا الكتاب هو القرآن الكريم ، كلام الله ، ومعجزة رسوله الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

لا أعلم ما كان عليه حقيقة شعوري حينها ، فقد تم اختياري ، دونا عن الكل ؛ لقراءة آخر آيتين من سورة (البقرة) ، لم أستوعب اسمي عندما نادت المعلمة باسمي ، قائلة لي :

ابتهال ، اقرئي آخر آيتين .

وقرأتها ، على أمل أن أستوعب ما أنا فيه الآن ، أو أن أستوعب شعوري حينها .

صدقًا ، أنا لم أستوعب شعوري حينها ، أو ـ إن صح التعبير ـ ل أعلم حقيقة شعوري حينها ، هل هو شعور بالفرح لإتمام حفظ هذا الكتاب العظيم ؟

أم هو شعور بالحزن لفقدان صديق عزيز ، أو الانشغال عنه ؟

أم هو شعور مختلط بالبكاء ، جامع للاثنين معا ؟

آااااااااااااااه ، آاااه ، كم أتمنى أن تعود تلك الأيام ، التي كنت لا أفارقه فيها لحظة واحدة ، بل كنت على اتصال دائم به ، وبما يخبرني به من قصص ، وأخبار عن الأزمنة التي سبقتني ، ممن لم أكن لأعلم عنهم شيئا لولاه .

قال تعالى : {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملّنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين }

وختاما ، أسأل الله العيّ العظيم أن يبلغني مراجعة القرآن الكريم ، ومن حفظه ، وأن يبلّغ المسلمين أجمعين حفظ القرآن الكريم ، والشعور بذات ما شعرت به حين قرأت كلمة (الكافرين) ، والتي هي آخر كلمة في سورة البقرة ـ كما يعلم الجميع ـ .

مشكووووووورة أختي جدا على مرووووورك الكريم .. صراحة كلك ذوووووق :)



يا ليتك كنتي من ضمن الحكام عشان تفوزيني على طوووووووول :P

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووورة اختي الغالية .. عساني لا انحرمت من طلتك البهية لي ..




لو ادري انكم حتفوزوني كده كان اخترتكم من زماااااااااااااااااااااان عشان تكونو الحكام :P

رفع