السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انا اليوم حبيت ان انزل حادثة شق صدر نبينا و حبيبنا محمد (صلى الله عليه و سلم ) عشان الذى لا يعرفها..يعرفها ، و الذى يعرفها يطلع علها مرة اخرى..
عن عتبة بن عبدٍ السلمي أنه رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زاداً، فقلت: يا أخي، أذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم.
فاقبلا يبتدراني فأخضاني فبطحاني إلى القفا، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي، فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء بردٍ فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذرّاها على قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه، اجعله في كفه، واجعل الفاً من أمته في كفه، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي، أشفق أن يخر عليّ بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني، وفرقت فرقاً شديداً، ثم انطلقت إلى أمتي، فأخبرتها بالذي لقيته، فأشفقت عليّ أن يكون ألبس بي، قالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيراً له فجعلتني على الرحل، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أو أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيتُ، فلم يرعها ذلك، فقالت: أتي رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام. ولهذا الحديث شواهد الصحة والحسن.
والطست هو الصحن، ومن اللطائف ما قاله السهيلي: الطست قد تكون من طسم، وهي من عبارات القرآن، وأما كونه من الذهب، فإنه أنقى، وأغلى، وأثقل، وأنفس، وأجمل، وأتوا بماء زمزم في بعض الروايات وفي رواية بثلج، فنضحا قلبه عليه الصلاة والسلام، وأخرجا علقة سوداء فرموا بها، وهذه العلقة توجد في كلّ واحد منا، وأما هو صلى الله عليه وسلم فأخرجها الله منه، وطهره ونقّاه، وهذه العلقة تمثل الحقد، والحسد، والغش، والخيانة، والشهوة، والشبهة، فخرجت منه فطهر قلبه. قال الملك للآخر: اغسل قلبه غسل الوعاء، وغسل بطنه غسل الملاء، والملاء عو الثوب، فنضحاه صلى الله عليه وسلم، ثم أخذا عرقاً عند كتفه فسلاه وأخرجاه.
قال السهيلي: هذا العرق ينزغ الشيطان منه، وهو مدخل الشهوة، وفي لفظ: إن الشيطان يجثم على قلب ابن آدم. والحديث أصله صحيح، ويُقال: يبقى الشيطان كالضفدع، فإذا سكت الإنسان عن الذّكر، وسوس، فإذا ذكر الله خنس، ولكن عصم الله رسوله من الشيطان، والشهوات، والشبهات، ومن الشرك كله. فصار طاهراً مهديًّا معصومًا محفوظًا بحفظ الله، فهنيئاً له.
وقد فسّر بعض أهل التفسير قوله - سبحانه - : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) [الشرح: 1] أي شقّه له ربه. والصحيح أنه شرحه ووسعه، فكان رحباً وسيعاً فسيحاً، أوسع من السموات والأرض لما فيه من الإيمان، والحكمة، واليقين، والنور.
ولقد خافت أمه حليمة بعدما علمت بهذه الحادثة، وقالت: والله، لا يبقى معي بعدها، أخاف عليه أن يُقتل أو يُغتال. فتتحمل المصيبة والدية والمسؤولية أمام الناس، وأمام العرب، فأخذته وعادت به إلى مكة وسلّمته إلى أمه آمنة، وأخبرتهم بالقصة، فقال عبد المطلب: لا، إن ابني هذا محفوظ، لا يأتيه بأس.
وماتت أمه آمنة، وهو ابن الست سنوات، فأصبح بلا أب ولا أم،
,ولكن راعيه وحافظه المبارك فيه ربُّه سبحانه، وكذا وجدنا نشأ يتيماً فقيراً مدقعاً ونشأ طائعاً، يحب الكتاب والسنّة، ويجلُّ أهل العلم، وينصر الدين، ويدافع عن الملة، فإن الله يحفظه: ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) [يوسف: 64]