مــــقــآلــتـي الأولــــى .. رفيق/ة .. سوء

بداية :

وعن المرء لا تسأل واسئل عن قرينه .. فكل قرين بالمقارن يقتدي

نتبه يا ولييدي من رفقاء السوء > ابدا موضوعي بهذه الكلمات من الوالدة العزيزة حفظها الله ورعاها .

كلمات .. وحروف .. سطرت بها شفتا امي الي لتاخذ طريقها الى مسامعي .. وتسكن في وجداني .

في بداية الامر : لم افهم ولم اعي ما مقصد والدتي من توجيه تلك الكلمات لي .. ولماذا في هذا الوقت بالذات !.. لماذا في اول سنة لي في الثانوية؟؟

لم اسمع امي ن تحذرني من هكذا اشخاص من قبل .. ولم الحظ عليها خوفي من مخالطة اشخاص غير جيديين .. لماذا في هذا الوقت ..!

كانت دائما ما تثق في وتثق في اختياراتي لمن ازامل واصاحب واصادق .. ماذا حدث يا ترى ..! هل سمعت عني امرا غير محمودا ..؟

عموماً .. اخذت هذه الكلمات من باب النصيحة والخوف الزائد من ام على ولدها .. من ام تعبت وسهرت حتى اوصلتني (بعد فضل الله ) الى هذه المرحلة العمرية بسلام .

فقد اعتدت منها الكثير من النصائح .. سواء العلمية او الادبية والاخلاقية او غيرها من نصائح الحياة .

لم افهم تلك الكلمات ألا عندما بدأت دراستي الثانوية .. ذهبت مدرستي الجديدة .. حيث معرفتي بغالبية طلبة الصف الاول .. لانهم كانو معي في الاعدادية .

في اول يوم دراسي .. دخلت فناء المدرسة .. تمشيت قليلا في ساحتها مستطلعاً اجوائها .. مشيت ومشيت ومشيت .. واذا بي اقف متفاجئًا .. مفجوعا ً .. مندهشا ً . من ذلك المنظر

نعم .. ذلك المنظر الذي اوقفني لم يكن بالشيء السهل علي .. ولا يمكن ان اوصفه الا بانه ( صدمة ) بالنسبة لي .. .. نعم فهذا اقل وصف يمكن ان اقوله .. وانا ارى صديق الطفولة في منظر مخجل ..
وانا ارى زميل الدراسة واقرب صديق الى قلبي في منظر مخزي مبكي مؤلم >> أو سموووه ما شئتم

توقفت رجلي عن الحركة .. وتجمدت يداي عن الاشارة .. وتلعثمت لساني عن النطق .. وبعدما استعدت قليلا من تركيزي .. همست قائلا : احمد ايش تسوي ..!

قالي : هلااا هااااني والله هذا الشغل اخر مزااااااااااج ( بالعامية يتكلم ) ..
قلت له : بلااااش كلام فارغ انت انجيت وش البلوى هذي الي بيدك ايش صار فييك ايش جرى لك؟

قالي : رووووق المنقا يبويا وش فيك ( ملاحظة : رووق المنقا > جملة عامية في السعودية < معناها : هدي اعصابك .)

قلت له : بلا منقا بلا بطيخ .. وش تسوي انت .. معقووولة يا حمااادة انت تدخن ..! انت تدخن ..! وش رماك هالرمية .

فجاء واحد من اخوياه الصيع الي معه يقول ساخرا : لا تسوي مطوع على راسنا الحين .. وخذ لك نفس يا واد وراح تصير عال العال .

قلت لهم : حسبي الله ونعم الوكيل .. الله يهديكم بس ,, وومشيت من عندهم وانا لا زلت مندهشا مما رايت .. فجلست احادث نفسي ,, ماذا حدث لاحمد لكي ينضم الى هولاء

انه كان بالامس يسخر منهم .. انه كان يصفهم بالمرتزقة .. انه لم يكن يحب ان يرى شخصا فيهم يمشي بجانبه .. دائما ما يصفهم باوصاف لا توصف لحيوانات ( اكرمكم الله ) ما بالكم بالانس

ماهو الذي جرى اذا .. ومن اوقعه تلك الواقعة ,, وبينما انا اتخيل المشهد عاد الى ذهني تلك الكلمات النيرة .. وتبرمجت في قاموس عقلي فورا ... نعم فلقد تذكرت فورا كلمات امي

وتحذيرها لي من الوقوع في الصحبة السيئة ومخالطة اولئك الاشخاص .. وقتها فقط .. تيقنت بصدق كلام امي .. وحمدت ربي على نعمة الصحة والعافية والامان .


كانت تلك الكلمات .. بمثابة المرجع لي حينما اقابل اي شخص جديد .. سواء صديق قريب .. ام زميل دراسة .. او حتى شخصا عابر في حياتي ولو للحظات

مرحلة المراهقة .. هي اشد المراحل خطرا على الشخص من هذه الفئة من الناس ( بالطبع اقصد فئة رفاق السوء )

قد يقول البعض .. دام انك ماشي في السليم .. وحالك حال نفسك .. مستحيل ان يجرك شخص .. مستحيل ان يهزك شخص .. مستحيل ان ان ان ..الخ

قد يكون كلام هولاء فيه بعضا من الصحة .. ولكني لا اوافقهم بشكل كامل .. لاننا وبكل بساطة ( نحن بشر ) ومن الطبيعي ان نتاثر بمن حولنا ..
سواء في المنزل او المدرسة او الشارع او حتى على التلفاز او اي مكان من ضمن مجتمعنا المحيط بنا .. واحيانا يصلنا التاثير من المجتمعات الخارجية

صدقوني يا اعزاء مهما كنت منعزل عن هولاء فسوف يحاولون ان يجروك اليهم بكاافة الوسائل وشتى الطرق .. هل تعلمون لماذا ..!

لانهم يرون انهم في الطريق السليم .. ولانهم يرون انك ( حجر عثرة ) امامهم وامام خزعبلاتهم و وومتعتهم الزائفة ... فوجودك ( عائق ) لهم .. فاما ان تنضم اليهم او ينضمو اليك .


وقد راينا هذا التاثير وصل لاخينا احمد .. الذي كان يكره سيرة المدخنين .. ولكن جوه رفقاء السوء الى تناول ابغض شيء في حياته

حينما .. (يعشق) الشخص ( اكره ) شيء في حياته .. حينما ( يصبح ) الشخص على نقيض ما ( امسى ) عليه ..

فلابد ان نحذر من الاقتراب منهم .. وان نحكم عقولنا ( لا قلوبنا ) في اختيار الشخص السليم وفي المكان السليم

,,

اما بالنسبة لحال اخونا احمد .. فـ بعد ان يئست من ابعاده عنهم وخوفي من ان يجرفوني معهم ,, فضلت الابتعاد عنه بعد مرور سنة من المحاولات اليومية وبشتى الطرق

وعندما اصبحنا في الصف الثالث الثانوي .. واذا بحال احمد تزداد سوءا وكل ما يغرق اكثر في بلاويهم .. حتى اصبح .. مدخن محترف وراعي كاس وسهرات ليييلية .

وفي اخر ايام الاختبارات الثانوية ,, سئلت عنه لكي احاول الوقوف معه ايام الاختبارات .. لعل وعسى ان يتذكر ماضينا الجميل ( ويحن اليه ) بعيدا عن اولئك الاشخاص

لعل ربي يهديه ويعود الى رشده .. سئلت عنه فقالولي .. أحمد مااااااااات متاثرا بالهروييييييين ... >> ماذا ..! مات ..! ببسبب هذه البودرة الخبيثة ..!

رغم النهاية الحزينة لحياة صديقي احمد .. الا انها تعتبر نهاية طبييعيية ومتوقعة لكل شخص تجره شهواته خلف اولئك الاشخاص

فاحذرو .. ثم احذرو .. ثم احذروووو .. يا اخواني واخواتي .. من ( رفقاء السوء )

خاتمة :
قال تعالى : ( واعتبرو يا اولي الالباب )