كيف تتعامل مع الله إذا اختبرك ؟؟؟

ربنا سبحانه يختبر عباده يومياً فمنهم من يثبت ومنهم من لا يثبت
وقد علم الله ذلك فقلب قلوبهم حيث شاء لأنه هو سبحانه مقلب القلوب الم تسمع كيف كان يحلف النبى صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يحلف؟ إنه يقول ومقلب القلوب يقول بعض العلماء :
(القلوب أسرع تقلباً من القدر إذا كان يغلى)

فكيف تتعامل مع الله إذا إختبرك ؟

ألم ترى إنساناً فى حياتك كان على هداية وصلاح وتدين

ثم فجأة انتكس وأخذ يرتكب حتى الكبائر

أنا والله رأيت كثيراً منهم فى حياتى هذا ليس من المستغرب

ليس من المستغرب أن ينتكس الإنسان هذا هو الطبيعى هذا هو الأصل.

قال الحسن البصرى :(لا تعجب لمن هلك كيف هلك العجب ممن نجى كيف نجى؟)

فإذا كان الإنسان إستمر على الهداية والصلاح وبر الوالدين وعدم أكل المال المحرم إلى أن مات

هذا هو العجيب!

أما إذا كان قد انتكس هذا أمر عادي عادي جدا يقول الله تعالى:

(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)﴿يوسف: ١٠٣﴾

لاحظ حتى ولو حرص النبى صلى الله عليه وآله و سلم عليهم فما أكثرهم بمؤمنين .

وفى كل يوم يضل الله عباداً ويهدى عباداً آخرين

إنه يفعل ذلك سبحانه باستمرار فى كل يوم

وقد نلتحق بهذا النوع وقد نلتحق بالنوع الآخر قد يحدث هذا فى أي لحظة

فمن أى النوعين سيكون الواحد منا؟

(يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ

وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ)﴿ابراهيم: ٢٧﴾

قد يقول قائل إذا كان موضوع الهداية والضلال ليس بيدى

إذا سأستسلم وانتظر ماذا يحدث لى ؟ لأنه ليس بيدى شىء أصلاً

لا ربنا سبحانه وتعالى لا يجبر الناس على الضلال

فإن العبد ما دام مقبل على الله تعالى فإن الله تعالى لا يزال يقبل عليه ويهديه ويعطيه

ولا يتركه أبداً إلا إذا ترك هو طاعة الله

فإن ترك العبد طاعة الله،فإن الله تعالى سيتركه كما تركه هو

قال الله تعالى:

(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ)﴿الصف: ٥﴾

لاحظ ..

(إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )﴿الرعد: ١١﴾

لأنه لا يخلو أحد من الذنوب

فإن الصالحين كانوا يخافون من أن يتركهم الله فيضلوا ولهذا كانوا يخافون

وقد ذكر الله من دعائهم فى سورة آل عمران إنهم كانوا يقولون :

(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ(8)

رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩﴾)- ﴿آل عمران﴾-

فلما رآهم ربهم خائفين تفضل عليهم فثبتهم وأبقاهم

إلى أن توفاهم على شهادة لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

أسال الله أن يثتنا وإياكم جميعا عليها وعلى العمل بها إلى يوم القيامة

ربنا سبحانه يختبر عبده فى كل يوم هل يثبت أم لا ؟

فإن قلت كيف أثبت على الطاعة كيف؟

الجواب

إذا أردت من الله أن يثبتك فهناك:

1- أمر يجب أن تحرص على أن لا يراه الله فى قلبك أبداً

2-ويوجد أمر أخر يجب أن يراه الله فى قلبك لكى يثبتك الله عند الاختبار .

إذاً هما أمران

أما الشىء الذى يجب أن لا يوجد فى قلبك فهو:

الأمان والاغترار بالطاعة

إذا كان الإنسان قد إغتر بطاعته فهذا والله يخشى عليه

فهو يرى نفسه من أهل الطاعة وأهل المساجد وأصحاب السنن والمستحبات

فأين هو من الزنا أو الخمر أو المعاصى؟

من كان هكذا فهذا يُخشى عليه

لأن السبب فى وجودك على الطاعة هو فضل الله وتثبيته

ليست حسناتك ولا طاعتك هي السبب

المفروض أننا جميعاً جميعاً لا نطيع الله ولا نفعل الخيرات ولا ندخل الجنة أصلاً

لولا أن الله قد ثبتنا وهدانا

حتى الصحابة؟

حتى الصحابة المفروض أنهم لايكونون على خير ولا على طاعة

لولا أن الله تفضل عليهم، تفضل على الصحابة فثبتهم

قال الله تعالى :(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا )﴿النور: ٢١﴾

طيب حتى الرسول صلى الله عليه وسلم؟

نعم، حتى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

على كل ما لديه من الخير والهدى لولا أن الله ثبته وهداه لما اهتدى صلى الله عليه وآله وسلم

هذا ليس كلامى قال تعالى:

(وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)﴿الإسراء: ٧٤﴾

لاحظ .. لولا أن ثبتناك

قال تعالى فى آخر الآية :

(إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ) ﴿الإسراء:٧٥ ﴾

ولكن الحمد لله أن الله ثبته.

إذا كان الأمر كذلك فمن أنا ومن أنت حتى نعتمد على أفعالنا وعلى أنفسنا؟؟

بل والله لو وكلنا الله لأنفسنا لضللنا

فقد كان النبي صلى الله عليه و آله وسلم يدعو ربه فيقول :

(ياحي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلنى إلى نفسي طرفة عين)

فإذا نزعنا هذا الاغترار من قلوبنا بقى أن نزرع الأمر الآخر .

بقي الآن أن نزرع الأمر الآخر الذى يريد الله تعالى أن يراه فى قلوبنا

ماهو ؟

إنه الاعتصام ،اعْتصم بالله لكى يثبتك الله .

الاعتصام :هو الاعتماد على الله بالقلب مع فعل الطاعات بالجسد

فقلبك معلق بالله أنه هو الذى سينجيك وجسدك أيضاً لا يتوقف عن الطاعة والعبادة

وإن اعتصمت بأي شيء آخر سوى الله فلن تُعصم .

عندما حدث الطوفان على عهد نوح عليه السلام نادى نوح إبنه وكان فى معزل

يابنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين

قال سآوي إلى جبل يعصمنى من الماء

ماذا قال له أبوه ؟ ماذا قال له نوح؟

قال: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم

علطول حال بينهما الموج فكان من المغرقين .

حُكي عن بعض العلماء أنه قال لتلميذه :

ماذا تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟

التلميذ قال: أجاهده

فقال له معلمه :فإن عاد ،فإن عاد الشيطان ؟

قال :أجاهده

قال :فإن عاد ؟

قال: أجاهده

قال :هذا يا بنى يطول عليك أرأيت إن مررت بقطيعٍ من الغنم

فنبح عليك كلبها أو منعك من العبور ماذا تصنع ؟

قال له : أدافعه وأرده ما استطعت

قال: هذا يطول عليك يا بني ولكن استعن بصاحب الغنم وسيكفيك كلبه .

أنت أيضا أخى الكريم استعن بالله وهو سيكفيك أمر الشيطان

(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )﴿الأعراف: ٢٠٠﴾

لأن الله تعالى إذا علم صدق اعتصامك به وأنك فعلاً تريد الهداية

تريد أن تثبت لا تريد أن تدخل النار فإنه سينجيك وسيتفضل عليك بالثبات

وأما الذى يعتمد على نفسه ويعتمد على طاعاته وعباداته لا يعتصم بالله فهذا لا يثبت .

انظر إلى يوسف عليه السلام لما راودته إمرأة العزيز ماذا قال لها؟

هل قال لها أنا أفعل الفاحشة بكِ أنا ! أنا نبى ابن نبى ابن نبى

تراودينى ..تراوديني ؟

لا، لا والله ما قال ذلك ؛وإنما أعتصم بالله مباشرةً فقال:

معاذ الله ،على طول قال :معاذ الله إنه ربى أحسن مثواي إنه لا يُفلح الظالمون

ولهذا امرأة العزيز بعد ذلك ماذا قالت عنه؟

قالت: ولقد راودته عن نفسه فاستعصم .

إذاَ كلما دخلت مكان تخاف فيه على نفسك من الفتنه فاعتصم بالله

قل له :ياربى إنى لن أنجوَ إلا إذا أنجيتني أنت

ولن أثبت إلا إذا ثبتنى أنت

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك

اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبى على طاعتك .

لا تنظر إلى نفسك أنك من المقربين بل قل له :

لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين

قل له :ربى إلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين

عندها سيأخذ بيدك وسيصطفيك عنده من عباده المخلصين

.

كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

تعلمت الكثير من هذا الموضوع

ارجو من الله ان يثبتنا جميعاً على طاعته

جزاك الله خيراً

ملاحظة: بالنسبة للفيس سمايلي اللي يظهر بدون قصد

ممكن مسحه عن طريق مسح النقطتين الراسييتن في الموضوع لانهم كود لسمايلي الحزين

النقط الراسية هي

:

شكرا على الموضوع
جزاك الله خير :f1:

» كيف تتعامل مع الله"1"
» كيف تتعامل مع الله "2"
» الشيخ مشاري الخراز - كيف تتعامل مع الله اذا تأخر رزقك ؟
» كيف تتعامل مع ((المـلا قـــــــيف ))
» كيف تتعامل مع إنسان تكرهه ومفروض عليك أن تراه كل يوم؟