وذابتْ أحرفُ الكِلْماتِ فوق شفاهِها الذُبْلِ
وغابت آخِرُ الدَّمْعاتِ في ألحاظِها النُُّجْلِ
وضَحْكاتٌ ورَعْشاتٌ هنا وهناك في أطرافها تسري
ولم أسمع سوى الدقاتْ
دقاتٍ صغيراتٍ رقيقات على صدري
ونامت طفلتي.. لكن
أنا والثأر لم تغمِض لنا عينانْ
*****
أقيمت لي على درب الهوى.. الزيناتْ
وهفت رِيحةُ الأحبابِ..حفَّت بي على الطرقاتْ
وجاءت زوجتي كالصبر.. لم تندم على مافاتْ
وفي أعطافها عطرُ
وطيُّ ثيابها طهرُ
وفوق جبينها فكرٌ..وضَحكاتٌ تُجَلِّيها
وتخفي تحتها الآهات
*****
ضحكتُ،وقلبيَ الملآن لم يضحكْ
فنار الثأر في جنْبَيَّ تكويني على الجَنَباتْ
وجاء الأهل والجيران.. جاءت أختيَ النشوى
تهنيني،تبث الوجد والنجوى
وقد شابت من الحَدَثان
وأبدى لي صفاءُ الوجه…ماتخفي من الأحزان
وأغراني الذي أدْريهِ أن أبكي
ولكني… ولكني.. ولكني..
كتمت الدمع في عيني مع الثأر الذي أطويهِ في الوجدانْ..
*******
نزيلُ السجن ياأحبابِ لم يرجع من "اللومان"
نزيل السجن ياأحباب..مسجون ومجلود مدى الأزمانْ
ومهما عاد.. لكن عاد بين ضلوعه سجان
لأن أخاه قد قتلوه..قد صلبوه..قد حَرَقوه بالنيران
فعدت بنصفيَ المشلول لا فرحٌ ولا أحزان
وعدت..
وإنما الثُّكْلُ الذي قد عادَ
والضغنُ الذي أُنمِيهِ في صدري على الطغيان
أخي دفنوه يا أحباب في قبر بغير تراب
أخي جروه.. ماغطوه، مالفوه في ثوب من الأثواب
أخي تركوه للغيلان
********