عم الرسول الكريم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب.. ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين، وهو أكبر عمراً من النبي الكريم بسنتين.
اتصف حمزة بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، يهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية، شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه وحلفائهم، وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقومه.
في السنة السادسة من البعثة النبوية الشريفة، كان حمزة عائداً من الصيد، فبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي (صلى الله عليه وسلم) عند الكعبة فتعرض له وسبّه سباً قبيحاً وآذاه، فغضب حمزة غضباً شديداً وأقبل على أبي جهل وضربه على رأسه بقوسه فشجّه قائلاً: (أتشتمه وأنا على دينه) ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به الرسول الكريم والمسلمون فرحاً كبيراً وعز جانبهم بإسلامه، ولما أسلم عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) خرج المسلمون من دار أبي الأرقم وهم يكبرون ويهللون جهاراً نهاراً .
أمر النبي الكريم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فهاجر حمزة مع من هاجر، ونزل عند سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول الكريم بينه وبين زيد بن حارثة (مولى الرسول الكريم) وبعد مرور سبعة أشهر على الهجرة النبوية عقد الرسول الكريم أول لواء لحمزة، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة، ولم يحصل بين الطرفين قتال.
شارك (رضي الله عنه) النبي الكريم غزوة ودّان (قرية بين مكة والمدينة) وحمل لواء الغزوة، وفي معركة بدر الكبرى أبلى بلاء حسناً، وقاتل بسيفين، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وحمل لواء النبي لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة.
لقبه الرسول الكريم بسيد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله.
وفي معركة أُحد في شوال سنة 3هـ، أبلى حمزة بلاءً عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من الكفار، وكان يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين كأنه الجمل الأورق، واستشهد في المعركة على يد وحشي الحبشي، ولما رآه النبي الكريم بكاه قائلاً: (رحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات)، ثم قال: (لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع) ثم شهد له: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب) وله من العمر (58 سنة)، ثم أمر الرسول الكريم بحمزة فدفن في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش، ولما رجع رسول الله إلى المدينة سمع بعض نساء الأنصار يبكين شهداءهن، فقال: (لكن حمزة لا بواكي له) رضي الله عنه وأرضاه.