السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في موضوعي هذا سأتحدث عن الكاتب و الروائي البريطاني
تشارلز ديكنز
حسنا ً .. لقد دفعني اسلوبه الى الكتابه عنه هنا في نور المعرفة .. اجل اسلوبه .. فتتميز
جميع اعمال تشالز ديكنز بحلاوة الاسلوب السهل الجذاب الذي يأخذك معه في عالمه الذي
خطته كلماته و اقلامه من
بداية العمل و حتى نهايته ، بالاضافة الى ذلك فان اعماله تتميز بالحبكة الروائية و التي اصبح
يفتقد اليها الكثير من
الروائيين في هذه الأيام للأسف ، لكن .. هل تعرفون ما هي الحبكة الروائية ...
الحبكة الروائية هي التي تجعلك تشعر بطعم ( الحدوته ) ^^
و هذا ما جعله يشتهر بكونه الأديب الذي يحبه بسطاء العالم ، ذلك لأن جميع أعماله
الأدبية معروفه و محبوبه لدى قراء الأدب في جميع أنحاء العالم ، بعد ان تمت ترجمتها الى
أكثر من خمسين لغة من
اللغات التي تتكلمها شعوب الأرض المختلفة ..
نشـــــــــــأته
ولد تشارلز جون هوفام ديكنز في ( لاندبورت بورتسي ) في انجلترا عام 1812
و عاش طفولة بائسة لأن أباه كان يعمل في وظيفة متواضعه و يعول اسرته كبيرة العدد
، لهذا اضطر لترك المدرسة و هو
صغير و الحقه اهله بعمل شاق باجر قليل حتى يشارك في نفقة الاسرة ، و كانت تجارب
هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في
نفسه فتركت انطباعات انسانية عميقة في حسه و التي انعكست بالتالي على اعماله فيما بعد .
و قد كتب تشارلز عن هذه الانطباعات و التجارب المريرة التي مر بها أثناء طفولته في العديد من
قصصه و رواياته التي ألفها عن أبطال من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيرا ً و ذاقوا العذاب ألوانا ً و عاشوا في ضياع
تام بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في ( انجلترا ) في عصره ، و نجد ان
شخصيته الرائعه
تجلت بوضوح فنجده بالرغم من المشقة التي كان يعاني منها في طفولته الا انه كان يستغل اوقات
فراغه من العمل الشاق ،
فينكب على القراءة و الاطلاع على الكتب كما كان يحرص على التجول وحيدا ً في الاحياء الفقيرة
بمدينة الضباب الاصطناعي ( لندن ) حيث يعيش الناس حياة بائسة مريعه و خارجه عن القانون في
بعض الاحيان .
و في العديد من القصص و الروايات التي كانت من ابداعاته وصف ديكنز هذه الاحياء الفقيرة
بكل تفاصيلها و بكل المآسي التي تدور فيها ، و عندما وصل الى سن العشرين تمكنت الاسرة أخيرا ً
من الحاقه بأحد المدارس ليكمل تعليمه !!
و في نفس الوقت كان يعمل مراسلا ً لأحدى الجرائد المحلية الصغيرة لقاء اجر متواضع أيضا ً
، و لكنه لما يهتم بالاجر فلقد تفانى في هذا العمل الصحفي الذي كان بمثابة اولى خطواته لتحقيق
احلامه فقد كان بمثابة
تمرين له على حرفة الادب ، و لقد اتاح له هذا العمل الصحفي ان يتأمل احوال الناس على مختلف
مستوياتهم الاجتماعية
و الاخلاقية فخرج بالعديد من التجارب الانسانية و الاخلاقية التي وسعت آفاقه و مداركه الادبية و الحياتيه .
أعمالـــــــه
في سن الرابعة و العشرين بالتحديد في عام 1836 اصدر ديكنز أولى رواياته الادبية و التي كانت
بعنوان ( مذكرات بيكويك ) و التي لاقت نجاحا ً ساحقا ً بالفعل و جعلته من أكثر الأدباء الانجليز شعببية و شهرة ،
ثم ازدادت شهرته في انجلترا و خارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة .
و كان من ضمن أعماله
( أوليفر تويست ) ثاني أعماله الرائعه ، تحكي عن حياة البؤس و
الفقر في اسرة تضطرهم الظروف الى اتباع نفس نهج ائته الحقيقية .
( حكاية مدينتين ) هذه الرواية مشهورة جدا ً في الانترنت و خصوصا ً
النسخة العربية اقرأوها ^^
( دافيد كوبر فيلد ) من اروع ما ابدعته افكار ديكنز انصحكم بقرائتها
( الآمال الكبرى ) لم اكملها بعد ^^
و غيرها و غيرها من الروايات الرائعه ..
قضى تشارلز معظم حياته في كتابة المقالات و تأليف الروايات و
القصص القصيرة و القاء المحاضرات و كان يدعو باستمرار في اغلب اعماله الى
ضرورة الاصلاح الاجتماعي و الى تدعيم المؤسسات الخيرية و ا
لصحية التي ترعى الفقراء من الناس .
و لقد آمن ديكنز بأن كل الحوال المزرية و السيئة قابله للاصلاح
مهما كان مدى تدهورها ، لهذا سخر قلمه البليغ للدعوة الى
تخليص المجتمع البشري مما يحيط به من شرور و أوضاع اجتماعية غير عادلة .
وفــــــــــــــــاته
و في عام 1870 مات تشارلز ديكنز عن عمر 58 عاما ً بعد ان ترك للانسانية هذا الكم الهائل من الكنوز الادبية ، و دفن في مدافن ( وست مينستر ابي ) .