الكيمياء بدأت بالسحر وقد تنتهي به..

الكيمياء بدأت بالسحر وقد تنتهي به


من أكثر الأشياء التي تحرم أبناءنا من الاستفادة مما يتعلمون وتنهي علاقتهم بالدرس بنهاية يومهم الدراسي عدم ربط ما يتعلمونه بحياتهم اليومية، فكثير من المواد لصيق بحياتنا اليومية إن لم يكن هو الحياة بذاتها مثل مادة الرياضيات التي كانت وما زالت شبحا يرعب الطلاب لعدم معرفتهم بأهميتها وأنها ملازمة لهم من أول رقم تعلموه وحتى سياراتهم التي يحلمون بها، فهي ليست أرقاما ومعادلات مجردة بل تستخدم في كل مجالات الحياة وحتى في حل غموض بعض الجرائم. وتشترك الكيمياء مع الرياضيات في هذا الأمر فإذا استصعب على أحد أمر ما، قال الجملة الشهيرة (هي كيمياء) ولكن الكيمياء مشكلتها قديمة، حيث بدأت بالسحر والشعوذة وكانت تسمى (الخيمياء) وتركز اهتمام الخيميائيين على تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب ولم يعتمدوا في ذلك على تركيب المواد أو علاقتها ببعضها لأنها أصلا لم تكن معروفة لديهم واستمروا في هذا العبث سنين طويلة حتى جاء العالم (بويل)، الذي يشير إليه بعض المؤرخين على أنه أبو الكيمياء، حيث حول الخيمياء التي كانت تعتمد على الخيال إلى الكيمياء التي تعتمد على التجربة الموثقة وفي عام 1661م ألف كتابه الشهير (الكيمياوي الشكاك)، الذي تضمن تقسيم المواد إلى حمض وقلوي وخامل (متعادل) والمعروفة بالكواشف والتي ما زلنا نستخدمها حتى الآن.

ولا بد لدارس الكيمياء أن يسأل عن سر الحلقة السداسية في المركبات الكيميائية وعلى أي أساس اختير الشكل السداسي وما هو أصل هذا الاكتشاف؟؟ تقول المراجع إن أول من رسم حلقة البنزين السداسية هو العالم (أوغست كيكول) فعند دراسته للفحم حار كيف يرتب ذرات الفحم (الكربون) مع بعضها في أصغر حيز واستغرق هذا الأمر جل تفكيره حتى رأى في المنام نارا عظيمة يتلوى على دخانها ثعبان لف نفسه بشكل دائري عاضا على ذيله داخل فمه وحينها استيقظ أوغست وهرع إلى أوراقه ورسم أول حلقة بنزين في التاريخ، وفي رواية أخرى أن العالم كان يحضر حفلا وشاهد ستة رجال يرقصون مكونين حلقة وبداخل الحلقة ست نساء تتبادل كل اثنتين منهن الأماكن فاستلهم منها شكل حلقة البنزين السداسية.

وللشكل السداسي أسرار في هذا الكون، حيث يعتبره بعض المفسرين دليلا على وحدانية الخالق جل وعلا، فخلق الأرض في ستة أيام وتكرار الشكل السداسي في جميع المخلوقات فجزيئات الماء تتخذ الشكل السداسي في الحالة الصلبة ووحدات الضوء (الفوتون) تترتب على الشكل السداسي إذا تأملت أعين الحشرات والتربة وتركيب جذوع الشجر وبروتينات عضلات الجسم وخلية النحل التي بناها على هذا النحو(حتى لا تستهلك كمية كبيرة من الشمع حسب نظرية باباس التي أثبتها عام 1999م) وبيت العنكبوت، كلها تحمل البصمة نفسها الشكل (السداسي) فبواسطته يمكن بناء عديد من الوحدات في أقل مدة وأقل جهد.

ولأن الكيمياء علم لا يعتمد على الأشياء الملموسة أو ما يرى بالعين المجردة فالخشب والحديد يتساويان، أما إذا أخذنا تركيبهما الكيميائي فنجد أنهما مختلفان جذريا, وكما بدأت الكيمياء بالشعوذة أخشى أن تعود إلى الطريق نفسه فالدجالون استغلوا معرفتهم البسيطة بهذا العلم وخدعوا الناس بخلطاتهم من الأعشاب والنباتات التي أضافو لها الأدوية وزعموا أنها علاجات طبيعية ودواء لكل داء فأنت حينما تنظر إلى هذه الأعشاب لا ترى سوى أوراق أو بذور أو بودرة أعشاب وعند فحصها تجد ما يحزن القلب من الأدوية وبتركيز عال جدا، وقانا الله وإياكم من كل شر. كذلك بعض الأفارقة الذين خدعوا من يحلمون بالثراء عبر تحويل الورق إلى دولارات بعد إضافة مادة كيمائية عليها.

 

منقوووول