prunciss1 محقق ذهبي
المساهمات : 1591 الجنس : الدولة : الهواية :
| موضوع: أفضل ما قرأت(جوليا..)(من الادب الأمريكى) 2011-02-27, 1:04 am | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هذه هى حقا افضل ما قرأت وهى ليست منقوله بل هى روايا عندى اود ان تستمتعو بها __________________________________________________
تحركت (جوليا)فى نشاط كبير,داخل حجرتها الصغيره,فى منزل عمتها (مارى) ,وراحت تعد حقيبتها فى حماس منقطع النظير,وتنقى افضل اثوابها,ذات النقوش الزاهيه,والتى تلائم ذلك المعسكر الصيفى,الذى ستسافر اليه مع فريق من كليتها,بعد اقل من ساعه.. وفى حنان راقبتها عمتها(مارى) ,وابتسمت وهى تقول: -هل اخذت ثوب الاستحمام الوردى؟ أومأت(جوليا) برأسها ايجاباً,وقالت: -وكيف انساه ! راقبتها عمتها,وهى تغلق حقيبتها,وترتدى ثوب السفر,الذى جعلها تبدو اكثر فتنه وجمالا,وسألتها: -متى تعودى من المعسكر؟ أجابتها(جوليا): -مساء السبت القادم. قالت عمتها: _اهتمى بنفسك جيدا,ولاتنامى دون غطاء,وتناولى كوب اللبن,و.... قاطعتها (جوليا)ضاحكه: _عمتى..لم أعد صغيره..أننى فى التاسعه عشر من عمرى. ابتسمت العمه,قائله: _بالنسبه لى انت ضغيره جدا. كانت عمتها على عكسها تماما..قصيره,تفتقر الى الجمال تماما,ولا يبدو ابدا انها قد حظيت به ,طول سنوات عمرها الخمسين,وربما كان اكبر دليل على هذا هو انها عانس,ولم تتزوج قط,وان لم يبدأ ابدا ان هذا يقلقها ,قهى دائما باسمه حنون عطوف... وكانت(جوليا)تحبها كثيرا... وربما لهذا السبب باذات,قضت(جوليا)الوقت المتبقى,فى حديث خاص مع عمتها,قبل ان ينطلق بوق حافله الجامعه,فهتفت (جوليا): _الى اللقاء يا عمتى...أراك بعد اسبوع واحد. لوحت لها العمه (مارى) بيدها,قائله: _اهتمى بنفسك جيدا.. ولكن (جوليا) لم تسمعها,فقد استقبلهل زملاء الجامعه بصيحات مرحه,شاركتهم اياها,وسرعان ما ضمها مرحهم,وانطلقت بهم الحافله مبتعده,والعمه تلوح بيدها فى حنان.. ولم تمض ساعه واحده,على رحيل (جوليا) حتى بدأت العمه تشعر بالوحده.. وهذا الشعور لا يفارقها فى الواقع الا لماما.. صحيح ان (جوليا) تقيم معها,منذ التحقت بالجامعه,فى السنوات الخمس الاخيره,ولكنها مشغوله دائما بدارستها و اصدقائها,ولا تجالسها الا فيها ندر,ولاتتبادل معها الحديث حتى,الا نصف ساعه على الاكثر يومياً... ولكن العمه تحبها بالفعل.. تحب دماثه خلقها,وحنانها,وطيبه قلبها.. زفجأه ارتف رنين جرس الباب.. ولم يكن هذا مريحا, بالنسبه للعمه(مارى).. انها لم تعتد ابدا تلك الزيارات المباغته.. وليس لها من اصدقاء,يمكنهم فعل هذا.. وفى حذر,فتحت العمه الباب قليلا,وتطاعت الى الزنجى الوقور,الذى سألها فى هدوء: _أهذا منزل الانسه(جوليا)؟ اجابته فى تردد: _نعم..انه منزلها..ماذا هناك؟ أبرز الزنجى شارته,وهو يقول: _انا المفتش(سيدنى)..من المباحث الجنائبه,وكنت ارغب فى التحدث اليها قليلا..هل يمكننى الدخول؟ تأملت شارته لحظه,ثم قالت: _(جوليا)ليست هنا. ثم افسحت له الطريق,مستدركه: _ولكن يمكنك الدخول..انا عمتها(مارى). خطا المفتش الى الداخل ,وألقى نظره على بهو النزل,قبل ان يقول: _وأين ذهبت الانسه(جوليا)؟ أجابته وهى تعود للجلوس: _الى معسكر صيفى,مع عدد من زميلاتها وزملائها فى الجامعه ,لمده اسبوع. ثم سألته فى قلق: _ولكن ما الذى فعلته(جوليا)؟ لوح بكقه,قائلا: _اطمئنى..انها لم تخالف القانون. ثم اعتدل فى مجلسه,مستطردا: _سأشرح لك الموقف كله..الواقع ان الانسه (جوليا) كانت تراسل احد السجناء. رفعت العمه حاجبيها, هاتفه: _احد السجناء؟! أومأ المفتش برأسه ايجابا,وقال: _لا تجعلى هذا يزعجك كثيرا يا سيدتى,فالواقع ان ابنتك لم تلتق بهذا السجين قط,ولكنها تراسله باخطابات فحسب,كمحاوله لتخفيف عنه فى سجنه ,خاصه وانه مدان بعدة تهم,وصدر ضده حكم بالسجن مدى الحياه,ولا امل له فى الخروج من السجن بشكل طبيعى. سألته العمه: _ما المشكله اذن؟ تراجع فى مقعده,وتطلع اليها لحظه وصمت,قبل ان يجيب: _المشكله ان السجين قد نجح فى الهرب من السجن امس. انتفضت هاتفه: _هرب؟! اجابها فى أسف: نعم...لقد قتل حارسه,وبادر بالفرار,ونحن نبحث عنه منذ امس,ولكننا عثرنا فى زنزانته على خطابات ابنتك اليه,وعلى صوره من صورها ,ارسلتها اليه ,بناء على طلبه. وتنهد فى حراره,قبل ان يستطرد: _الواقع ان ابنتك ورسائلها كانا لمحه السعاده الوحيده,فى سجن(مارك)يا سيدتى,ومن الطبيعى فى هذه الحاله أن يتعلق بـ(جوليا)كثيرا,وان يسعى لرؤيتها,وهذا سبب وجودى هنا. سألته فى خوف: _اتظنه يحضر الى هنا؟ هز كتفيه,قائلا: _الخبراء يقولون:انه سيحضر الى هنا حتما,وانه ربما لم يسع الى الفرار,الا من اجل رؤيه(جوليا),التى لم يحب فى حياته سواها. انخفض صوتها,وهى تقول: _الى هذا الحد. أومأ برأسه ايجاباً,وقال: _لقد اتيت لتحذير الانسه(جوليا)فحسب,وانا مستعد لتقديم كل ما تطلبينه يا سيدتى..هل ترغبين فى وضع حراسه خاصه على المنزل؟ هزت رأسها نفيا,وهى تغمغم: _لست اظن الامر يحتاج الى هذا. تنهد مره اخرى,ونهض قائلا: _كماترغبين يا سيدتى..زلكن هذه بطاقتى,وبها رقم هاتفى..اتصلى بى اذا شعرت بأدنى خطر..هل اعتمد على هذا؟ تناولت البطاقه,قائله: _بالتأكيد. انصرف وهو يكرر تحذيراته,وأغلقت هى الباب خلفه فى احكام,ثم الصقت ظهرها به,وبداء الخوف يتسلل الى قلبها.. لقد هرب السجين(مارك),وسيبحث حتماً عن(جوليا).. سرت فى جسدها قشعريره بارده,وقررت أن تغلق كل النوافذ والابواب,فاتجهت فى سرعه الى المطبخ,و..... وجحظت عيناها فى رعب .. لقد رأته امامها وجها لوجه.. السجين(مارك).. كان يحدق فى وجهها بقسوه,من داخل المطبخ,وبيده سكين حاده,ويرفع امامها فى شراسه.. وكادت تطلق صرخه رعب,لولا ان قفز نحوها,وكتم فمها بكفه,قائلا فى وحشيه مخيفه: _سأذبحك بلا رحمه,لو نطقت بحرف واحد. انتفضت بين ذراعيه فى ارتياح,ولوحت بيدها فى شده,مؤكده انها لن تفعل ما يغضبه , فرفع كفه عن فمها , وسألها فى صرامه: _أين (جوليا)؟ ارتجف صوتها فى رعب , وهى تجيب: _ليست هنا. قال فى غلظه: _لا تكذبي ايتها العجوز. اجابته بلهجه كالبكاء: _لست اكذب..اقسم لك. سألها فى خشونه: _اين هى اذن؟ اجابته فى هلع: _مع بعض زميلاتها وزملائها. بدا الحنق على وجهه , وهو يسألها: _أأنت عمتها (مارى)؟ أومأت برأسها ايجاباً , فمط شفتيه فى ازدراء , وقال: _حدثتنى (جوليا) عنك فى خطاباتها. لم تنبس ببنت شفه , فتطلع حوله بعينين زائغتين , وقال: _ألديك ما أتناوله؟..انا جائع. غمغمت: _نعم..لدى الكثير. راقبها فى حذر , وهى تعد له طبقا من البيض المقلى , والتهمه فى شراهة , ثم جرع نصف زجاجه ماء , قبل ان يمسح شفتيه , قائلا: _متى تعود (جوليا)؟ اجابته مرتجفه: _لست ادرى. زمجر فى غضب , وهتف: _قلت لا تكذبى. هتفت بسرعه : _ولماذا أكذب؟ مط شفتيه فى حنق , وتطلع الى صوره ملونه فى اطار انيق فوق الثلاجه ونهض يلتقطها قائلا: _انها (جوليا). أومأت برأسها ايجاباً ويدها تتسلل الى درج من أدراج المطبخ فى حذر , وتابع هو , وعيناه تلتهمان صوره (جوليا)التهاما: _انها فاتنه بالفعل. ثم التفت اليها, فجمدت يدها , قبل ان تبلغ درج المطبخ , وتابع هو : _لا يمكنك ان تتصورى ما كانت تفعله بى خطاباتها , وانا أرقد هناك , داخل زنزانه ضغيره , بلا امل فى النجاه .. لن انسى عبارتها ابداً .. اننى احفظها عن ظهر قلب. وشرد ببصره,مستطردا فى هيام : _عزيزى(مارك) .. كم يؤسفنى اننا لم ناتق .. اننى احلم بذراعيك حول وسطى, واشعر بأنفاسك الحاره , و .... انتفض فجأه , كمن يستيقظ من حل جميل , وهتف : _أحفظ كل خطاباتها عن ظهر قلب ... ثم انقض على العمه , صائحاً: _انت تعلمين كيف تتصلين بها .. اليس كذلك ؟ انتفضت فى ذعر , فصاح _انت تعلمين. هتفت: _نعم .. نعم اعلم.. دفعها فى قسوه , وقال امرا : _اتصلى بها اذن. التقطت انفاسها فى صعوبه , واخرجت بطاقه المفتش (سيدنى) بأصبع مرتجفه , وألقت نظره على رقم هاتفه , ثم اتجهت الى الهاتف , وركبتاها تصطكان , وضغطت أزراره, والفتى يراقبها فى صرامه , وانتظرت حتى سمعت صورت المفتش يقول : _هنا المفتش (سيدنى).. من المتحدث؟ استجمعت شجاعتها , وقالت : _مساء الخير يا (سيدنى).. انا عمتك (مارى). تعرف المفتش على صوتها على الفور . فقال: _ماذا هناك يا سيده (مارى)؟ قالت بسرعه: _هل رأيت (جوليا) اليوم؟ غمغم فى حيره: _(جوليا)؟! أسرعت تقول : _اخبرها ان أحد اصدقائها هنا , ويريد رؤيتها الان. انعقد حاجبا المفتش فى شده , وقال: _سيده(مارى) .. أهو لديك ؟ كانت ترتجف وهى تقول : _نعم.. انه هنا .. ويريد رؤيه(جوليا).. قل لها ان تعود على الفور. قال المفتش فى توتر: _اطمئنى يا سيده (مارى) .. سأرسل اليك نجده عاجله فى خلال عشر دقائق فحسب. وسمع (مارك) يسألها فى غلظه: _مع من تتحدثين يا أمرأه؟ ارتجفت(مارى)فى هلع ,وهى تقول: _مع (سيدنى).. شقيقى , و...... انقض عليها , وقطع المحادثه الهاتفيه فى عنف , وهو يخطف البطاقه من يدها , ويقرأ اسم (سيدنى)ومهنته عليها , فصاح غاضباً: _ايتها اللعينه! اطلقت صرخه رعب , وانطلقت تعود نحو المطبخ , وهو يعود خلفها صائحاً: _سأقتلك ايتها الخائنه .. سأقتلك. لحق بها وهى تفتح درج المطبخ , ورفع سكينا ليطعنها , ولكنها اختطفت سكينا ً من درج المطبخ , وصرخت : _ابتعد عنى . ضربت سكينها عشوائياً , وشعرت به يرتطم بجسد طرى , فأغلقت عينيها , وصرخت اكثر واكثر... وسقط (مارك)عند قدمها والسكين مغروسه فى جانبه فدفعته بعيدا واخذت تعدو صارخه فى هلع ولم تتوقف عن الصراخ حتى شعرت بالمفتش(سيدنى)يهزها قائلا: _انتهى الامر يا سيدتى .. انتهى .. اطمئنى. تطلعت اليه فى ارتباع , وهتفت : _هل قتلته؟!...هل مات؟ هز رأسه نفياً وقال: _سينجو...اطمئنى...رجال الاسعاف ينقولونه الان الى سيارتهم , ويؤكدون انه سينجو .. اطمئنى. شعرت بالارتياح لانه نجا , وراحت تبكى فى حراره .. وتبكى ..وتبكى.. وبعد اسبوع واحد من هذه الاحداث , كانت هناك اصابع رقيقه تخط رساله جديده الى (مارك) , حيث يرقد فى مستشفى السجن... رساله تقول: _عزيزى (مارك)..كم يؤسفنى ما حدث..لم يشأ لنا القدر ان نلتقى يا حبيبى , ولكننى اتمنى لك الشفاء .. كل الشفاء.. وصدقنى يا(مارك) .. ربما ما حدث هو الافضل لكلينا..قد يدهشك هذا , ولكن من يدرى ؟.. ربما كان هذا هو الافضل بالفعل .. سأنتظر خطابتك يا (مارك) , وحتى ذلك الحين , لك منى افضل تحيه .. قبلاتى الحاره .. حبيبتك (جوليا). وعندما كانت تذيل الرساله بالتوقيع , انحدرت من عينيها دمه ساخنه , وتطلعت الى صوره (جوليا) , ثم غمغمت : _قبلاتى الحاره يا (مارك). وتفجرت الدموع من عين كاتيه كل الرسائل ... من عين العمه (مارى).
_____________________________________ ارجو انها قد تكون نالت اعجابكم لانى حقا تعبت فى كتابتها وشكرا تحياتى prunciss1
| |
|