إيجابي أم متوازن الصفة التي علي إمتلاكها؟!

إيجابي أم متوازن الصفة التي علي امتلاكها !؟

" كن إنسانا إيجابياً " .. مقولة كثير ما تتردد على أفواه الناس ويوصف بها الشخص الطيب أو يوصى بها الإنسان العادي حتى يكون طيب ، أما صفة السلبية فإنه يُدعى لتجنبها بحجة أنها للأشخاص السيئين ، تُرى هل علينا أن نكون أشخاص إيجابيين فعلاً ؟! .. ألم يقل الله تعالى خير الأمور أوسطها ؟! .. أليس التوازن هي الصفة التي علينا أن نتصف بها ؟! .. أم أنها ليست لنا ؟! .. سنحاول هنا توضيح بعض الأمور التي تتعلق بالإيجابية والسلبية وتوضيح حقيقة الأمر .

خلق الله تعالى هذا الكون بأكمله بنظام دقيق يسعى الخلق من خلال تطبيق هذا النظام الى الوصول الى التوازن ، خلق الله فيه الذكر والأنثى ، الرجل والمرأة ، الكبير والصغير ، العالم والجاهل ، خلق الله تعالى من الأصناف الموجب والسالب من أصغر جزء في الدنيا وهو الذرة إلى أكبر الأشياء فيها ، حيث جعل كل طرف منهم يتميز بصفة مغايرة للأخرى حتى يكمل أحدهما الآخر ، فالذكر هو الجزء الموجب في هذه الحياة والمرأة هي الجزء السالب منها .. لكن ما هو الموجب وما هو السالب ؟! .. وأيهما هو الصحيح وأيهما الخاطئ ؟! .. الجواب ببساطة الأمر هو أن أي منهما ليس بالخطأ ولا حتى بالصحيح ، الموجب والسالب هي طريقة تتصرف بها وليس مقياس للصحة أو الخطأ !! .. إذاً لماذا نسمع من البعض أن علينا أن نكون أشخاص إيجابيين وأن نتجنب السلبية ؟ .. الجواب هو أن البعض لا يعيها وتعود على الكلام من دون وعي فصار يعمّمها .. المطلوب منا كأفراد أو أشخاص هو أن نكون أشخاص متوازنين وليس أن نكون إيجابيين .

الإيجابية هي العطاء ، إن أعطيت ولم تأخذ أبداً ، من أين ستعطي ؟! .. أليس عليك أن تملك شيء قبل أن تعطيه ؟! .. وكذلك السلبية فهي الأخذ ، إن أخذت فقط ولم تعطِ أبداً ، ألست تأخذ من الآخر وتعطي لنفسك ؟! .. إذا لا بد من وجود التوازن في الأخذ والعطاء ، لا بد من أن تكون إنسانا معطاءاً للخير ، وليس معطاءاً فقط ، أي أن يتصف عطاءك بالخير !! .. لماذا ؟ هل هناك عطاء بغير الخير ؟! .. نعم ، هناك من العطاء ما هو شر وليس خير ، إذا أعطيت جاهلاً سلاحاً فإنه قد يؤذي نفسه والآخرين ، وبالتالي عطاءك شر ، إذا أعطيت لئيماً حقك وأنت تعرف أنه يتمادى بالشر فإن عطاءك هذا يتصف بالشر !! .. إذاً ماذا علي أن أقوم به ؟! .. هنا يمكنني الإجابة بأن عليك أن تكون إنساناً معطاءاً بالخير ، وتأخذ بخير ..

خلق الله تعالى هذا الكون بما فيه وهو أعلم فيه وما هو الأنسب له ، ووضع لذلك نظام يمكن من خلال تطبيقه الوصول الى التوازن وهي الحالة التي علينا أن نصل اليها جميعا ، لو أن الإيجابية هي الصحيحة والسلبية هي الخطأ لما قال الله تعالى فيها " خير الأمور أوسطها " .. لأن الأصل فيها هو التوازن .. حسناً ، ما هو التوازن ؟ .. هل هي تختلف عن العطاء أو الأخذ والحرمان ؟! .. ليست كذلك ، حالة التوازن تعني أن تستخدم الطريقة الأنسب في الوقت المناسب ، أي أن تعطي في الوقت المناسب فيه العطاء ، وأن تحرم أو تأخذ في الوقت المناسب لحدوث الحرمان والأخذ ، هذا هو التوازن ببساطة الأمر ..

المعيار للأخذ أو الحرمان هو الأفضلية وليس المزاجية ، أي أن تعطي أو تحرم بناءاً على الأفضلية بينهم وفي الوقت الأفضل والأنسب وليس إن وافق مزاجك أو إرادتك ، لأن مزاجك وإرادتك قد تختلف فيك وهي شأنك ، أما الحق فإنه ثابت لا يتغير !! ..

في شأن الإيجابية للذكر والسلبية للأنثى ، هنا أقول لك بأن كل من الذكر والأنثى بمكنه أن ينفرد لوحده ولا يحتاج الآخر ، ولكن ليس ذلك ما خلقنا الله تعالى من أجله ، بالوضع الطبيعي يتميز الرجل بالشدة ولكن المرأة يمكنها أن تكون شديدة أيضاً !! .. تتميز المرأة بالضعف والحاجة وكذلك الرجل يمكنه أن يكون ضعيفاً ومحتاجاً !! .. يتميز الرجل بالفكر ويتجنب العاطفة في إصدار القرار ، وكذلك المرأة يمكنها أن تستغني عن عاطفتها في إصدار القرار والاعتماد على العقل !! .. ولكن كيف ذلك ؟ .. الجواب هو أن كلاهما قادر على أن يملك صفات الآخر ، ولكن الله تعالى ميّز كل منهما عن الآخر بصفات معينة ، فأعطى الرجل الشدة والقوة وأعطى المرأة الرخاء والضعف .. أعطى الرجل القدرة على التحكم في عاطفته من خلال عقله ، وأعطى المرأة العاطفة ، ( هذا هو الوضع الطبيعي ، أما في الوضع الحالي فهو شذوذ لا يُقاس عليه الأمور ) .. أعطى كل طرف منهم ميزات يتميز بها عن الآخر بهدف أن يكمّله وبذلك يحدث التوازن في الكون ويحقّق الإنسان ذاته من خلال ذلك الكمال بأن يعمر الأرض وينشر الخيرات فيها .. هل لاحظت شيئاً أثناء قراءة هذه الفقرة لم أوضحه بشكل مباشر في أمر العطاء والأخذ ؟ .. إنه عطاء الله تعالى ، الله تعالى وحده هو من يعطي ولا يأخذ ، هو المعطي وليس بحاجة لشيئ ، هو الغني عنّا جميعاً ، لا شريك له .. أما نحن كخلق فمهما كنّا ومهما إتصفنا فلا بد أن نتصف بالنقص لربنا حتى نحقق كمالنا كخلق ، حتى تكون مخلوقا كاملاً لا بد من أن تتصف بالنقص لخالقك ، يتكون الإنسان من مراكز طاقة سبعة رئيسيين ، فيها مركزين للمشاعر لا توصف بأنك مخلوق كامل لا إن إمتلكتها وضبطها ، أحدها للمشاعر الإيجابية ( القلب ) والآخر للمشاعر السلبية ( الضفيرة الشمسية ) !! .. كيف ذلك ؟ .. هل علي أن أمتلك المشاعر السلبية حتى أوصف بأني مخلوق كامل ؟! ..

نعم ، هذا صحيح ، لا بد أن تحب ولا بد أن تكره ، لا بد أن تحس بالأمان ولا بد أن تخاف وفي نفس الوقت !! .. لا بد أن تغنى ، ولا بد أن تفقر وفي نفس الوقت !! .. ما هذا التناقض ؟! .. هذا قمّة جمال خلق الله تعالى لنا ، لا بد من أن ننقص لربنا لنتصف بالكمال بين الخلق ! .. لا بد أن نكون عبيداً لله تعالى وحده حتى نتّصف بالحرية عن الخلق !! .. لا بد أن نحس بالضعف لله تعالى وحده حتى نحس بالقوة بين الخلق ! .. أليس أمراً جميلاً ؟! .. أليس أمرا يدعوا للتفكير والتأمل ؟! .. ذلك هو التناقض الذي يدعو الى التوازن ، نقص للخالق يوصلنا الى كمال مع الخلق ، ضعف للخالق يوصلنا الى قوة بين الخلق ، حاجة للخالق توصلنا الى غنى عن الخلق ، ذلٌ للخالق يوصلنا الى رفعة وعزة بين الخلق .. قلت لك ، لا بد من وجود مشاعر ايجابية ومشاعر سلبية في كل فرد منّا حتى يكون شخصاً كاملاً قد حقق ذاته وحقّق غاية خلقه ، لا بد من أن نكون أشخاصاً متوازنين في كل أمور حياتنا .

ما رأيك في نهاية هذا الكلام ؟ .. أيهما عليك أن تتصف به ؟ .. العطاء والإيجابية ؟ .. أم العطاء بخير والحرمان بخير والتوازن ؟ .. لا بد من التوازن في حياتنا حتى نحقّق ذاتنا ونحقّق الغاية التي خلقنا الله تعالى من أجلها ، ألا وهي عبادته وحده لا شريك له ، وعمارة الأرض بالخيرات .
لم يبقى لي في نهاية هذا الموضوع إلا أن أدعو الله عز وجل بهذا الدعاء ..
"اللهم أعزنا بذلنا إليك .. وأغننى بفقرنا إليك .. وقوّنا بضعفنا إليك .. وكمّلنى بنقصنا إليك .. وحررنا بعبوديتك "
...... اللهم آمين.......

شكرا على الموضوع الرائع

لا أعرف كيف اصفه

ومشكورة مره أخرى

ســـلـا م

العفو قلبوو
تسلمي ع مرورك

طرح رائع وراقي كروعت حضورك الجميل

دمتي قلما نابضا

في رعاية الله

ردك الأروع والأرقى
سعدت جدا بردك

أتمنى أن لاتحرموني من ردودكم العطرة

الموضوع لا استطيع ان اوفيه بكلمة رائع بل هو اكثر من رائع مشكوووورة على الموضوع

العطاء بخير والحرمان بخير والتوازن

لان التوازن شيء مهم في معامله الاخرين

حتى لا يشعر الاخرون انك ضعيفه او متسلطه

يسلمووو حياتي على الموضوع الرائع

يعطيك الف عافيه

ابدعتي بطرك الرائع للموضوع

تابعي بأنتظار باقي ابدعاتك بشوق

تقبلي مروري البسيط

إيجابي أم متوازن الصفة التي علي إمتلاكها؟! 8sE08935

تقبلي مروري..

فعلاً عزيزتي صادقه في كل كلمه..‘‘

بالأصل نحن أمة الوسط حتى في التعَــآمل

وآكيد آنآ أشجع عَ التوآزن....

"لاإفرآط ولا تفريط"

موضوع غآيه في الروووعهْ لاأجد كلمه منآسبه

توفيهِ حقه من الثنــآء سلمتِ على طرحك،،

ودمتِ بخيــــــر..~

» ما الذي تحب في شخصية كونان؟؟ يعني ما هي الصفة التي تحبها فيه؟؟!! ارجوو التفاعل
» كيف تصبح شخص إيجابي
» ₪₪₪ مفاتيح يصعب علينا إمتلاكها ₪₪₪
» ( تمر العواصف بسلام على الأشجار التي تلين ، وتقطع الأشجار التي تعاند )
» هل هذه الصفة موجودة فيك؟؟؟