.
.
.
.
.][ تــوطئــــة ][ فتحـت ورقـة كـانت مطويـة في حقيبتـي .. قـرأت ماكتـب عليـها .. .( لنـدن - بيكر ستريت – منـزل رقـم 221 ب ) .. غريبـة ..
أنـا أقـف فـي شـارع بيكـر ستريت في مدينـة لنــدن أبحـث منـذ الصبـاح عـن هـذا المنـزل ولـم أجـده .. أنـا متأكـدة مـن العنـوان !!!
أوقفـت أحـد المشـاة وأريتـه الـورقـة .. ضحـكـ علي وقـال لا تتعبـي نفسـكـ لـن تجـدي هـذا الـرجـل فـي ذاكـ المنـزل .. إذ لايـوجـد منـزل بهـذا الرقـم في شـارع بيكـر .. ولقـد حـاول المئـات قبـلكـ في أن يجـدوه ولم يقفوا له عن أي أثـر ... سألتـه عـن مـن بـإمكـانه أن يسـاعـدني في إيجـاده .. فـأشـار لـي بعيـادة قريبـة وقـال إسـألي ذاكـ الرجـل ...
دققـت البـاب ودخلـت وجـدت رجـلا قـابعـا يقـرأ في كتـابـه .. سألنـي كيـف بإمكـانـه أن يسـاعدنـي .. أجبتـه أني أبحـث عن المتحـري الشهيـر شـارلوك هولمـز .. فضحـكـ هو الآخـر وقـال لن تجـديـه إنمـا ستجديـن مـن صنـع شـارلوك هولمـز .. قلت وكلـي ذهـول وهـل هنـاك مـن صنـع شـارلوك هولمز .. قال نعـم أنا ...!!!!][ آرثـر كونـان دويـل ... ولقـب السيـر ][( 1859 - 1930)ولد السير آرثر كونان دويلفي اسكتلندا، كان طبيباً كما كان ذكياً جداً ... فبالرغم من أنه ولد من أسرة معدومة إلا أنه استطاع أن يلتحق بمدرسة جيدة، داوم فيها من سن التاسعة إلى أن أصبح في السادسة عشرة. فيما بعد، درس الطب في جامعة إدنبرة.. وتأثر كثيرا بشخصية أستاذة ( د . جوزيف بل )الجراح الموهوب والمحقق الجنائي الذي كان يتمتع بقدرة غير عادية على الاستنتاج -في وقت كان فيه علم الأدلة الجنائية حديثاً نسبياً- ... وهذا الشئ جعل ( دويل )يحول هذه الشخصية من عالم الواقع إلى شخصية المخبر السري الشهير ( شيرلوك هولمز ).. ولقد أعجب
(د. بيل) بــ ( دويل).. إذ كتب له بعد عدة سنوات قائلاً:
"إنك أنت نفسك شرلوك هولمز، وستعلم ذلك"بعد تخرجه وممارسته لطب العيون ..لم يكن آرثر طبيبا بارعا.. إذ لم تتلقى عيادته إلا أعداد قليلة من المرضى .. مما أتاح له الفرصة للتفرغ لكتابة القصص .. ومع ذلك استمر بممارسة الطب ثماني سنين، لكن بحلول عام 1891 شعر بالثقة بالنفس تماماً أن يتخلى عن الطب ويصبح كاتباً متفرغاً.. ويقال بأن
دويل قد اكتشف حلول عديد من الجرائم واختفاء بعض الناس بمحاكاته لأسلوب
هولمز في التحري .. وكأن شخصية
كونان دويل هي من تسقط في شخصية
هولمز! في عام 1899 م أمضى كونان دويل الوقت كطبيب في جيش جنوب أفريقيا مدة ثلاث أو أربع سنين
ومنحته الملكه فكتوريا لقب الفارس لأعماله الجليله في بناء مستشفى ميداني في جنوب افريقيا!
::
][ من هو شيرلوك هــولمز؟ ][هولمز شخصية أسطورية صنعها كاتبنا المبدع آرثر كونان دويل إذ يصور لنا صورة الشرطي الخفي "
المتحري " بمجموعة قصصية يسعى من خلالها لكشف الحقائق ومساعدة الناس بكشف الجريمة قبل وقوعها ...
يُصور هولمز مرتدياً قبعة صائد الأيائل وعباءته، مُدخناً غليوناً، وممسكاً بعدسة مكبرة. وهذه الصورة هي أكثر المظاهر معرفة في الشخصية، وأكثرها ذيوعاً. وبقيت قبعة صائد الأيائل رمزاً لشخصية المُحقق، رغم أن هذا ليس من اختراع )كونان دويل) الذي أشار إلى هولمز مرتدياً قبعة رحلات في القصص الأصلية، فقط عندما اضطرته تحقيقاته إلى السفر إلى الريف، بل من اختراع رسام القصص سيدني باجيت.
يوصف (
هولمز بأنه سيد إنجليزي من الطراز الفيكتوري، طويل ورشيق، له عينان حادتان دقيقتان، وأنف معقوف. وتقترح الأدلة في قصة مغامرة مزرعة الدير أن طول هولمز يبلغ ست بوصات بالضبط.
بالرغم من قامته النحيلة، فإن له قدراته البدنية عالية. هو ملاكم ومبارز ماهر، وعادة ما يتغلب على خصومه في المرات القليلة التي يضطر فيها للإشتباك جسدياً. وفي مغامرة إكليل العقيق يقول (
هولمز ) أنه "
يمتلك قوة استثنائية في أصابعه." أما في مغامرة المنزل الفارغ فيذكر أنه "
يمتلك القليل من المعرفة حول المصارعة اليابانية ". بطريقة عدوه اللدود بروفيسور موريارتي
::
][ بــدايــات هولمـــز ][ظهرت أول قصة كتبها عن بطله المخبر شيرلوك هولمز في إحدى المجلات عام 1887م. ، شيئاً فشيئاً انتشرت روايات شيرلوك هولمز البوليسية في المجلات وبعدها تم جمعها في كتب منها
(مذكرات شيرلوك هولمز)وذلك عام 1894م، كما أصبح المخبر شيرلوك هولمز الشخصية المحورية لأربع روايات تفصيلية معمقة وكانت أفضل هذه الروايات بعنوان
(كلب باسكريفيلس)التي كتبها دويل عام 1902م، وكان قد تم تصويرها سينمائياً في العديد من الأفلام كما تم عمل العديد من المسلسلات لها في التلفزيون.
وهذه الروايات تصور القدرات العقلية الخارقة الذكاء للمخبر شيرلوك هولمز، في كشفه غموض العديد من الجرائم وفضح مرتكبيها، منها على سبيل المثال لا الحصر قصة
(نابليون السادس)نجد بأن المخبر هولمز يتوصل إلى المخبأ السري لأولاد كير وذلك عندما يجد العديد من الممرات ولكن أحدها كان أقصر من الممرات الأخرى.
كما نجده في قصة
( النظارة الذهبية)يتوصل للعديد من الاستنتاجات التي توصله للجاني وذلك من خلال تدقيقه النظر في النظارة التي وجدها في مسرح الجريمة.
ودائماً ما يشارك المخبر
(هولمز)صديقه العزيز الدكتور
(واتسون)في حل العديد من القضايا الجنائية في قصصه وهو شخص عادي جداً لم يصل إلى مستوى الذكاء العقلي الخارق الذي يتمتع به
(هولمز)، وبالرغم من ذلك تصوره بعض الأفلام بأنه شخص متبلد الذهن، وهو بالرغم من كونه رجلاً ذا قدرات عقلية محدودة مقارنة بصديقة
هولمز،إلا أنه رجل يتمتع بالشجاعة والإقدام، كما أنه قام بمساعدة صديقه المخبر في لحظات الخطر في أحيان كثيرة. وعادة ما يكون الراوي في القصص البوليسية لهولمز هو نفسه
الدكتور واتسون.وكان العدو اللدود لهولمز في العديد من مغامراته مجرم خارج عن القانون يدعى
مورياتي ، ودائماً ما ينتصر المخبر على
موريارتي.::
][ دويل ينهي حياة هولمز .. بداعي الغيرة! ][كان
(دويل) كاتباً رائعا، وخلال حياته أنتح كتباً ومقالات متنوعة جداً وسلسلة مواضيع جادة إلا أنه لم يشتهر إلا بكتب وروايات هولمز فقط..! مما جعله يعيش صراعا طويلا مع شخصية
( هولمز ).. أراد دويل نفسه أن يكره العالم بكتاباته الأخرى، فهو يعتقد إن روايات هولمز قد حازت على شهره أكثر منه فحاول التخلص من هذه الشخصية و قتلها في روايتة الشهيرة
( قضية شارلوك هولمز ).. وذلك حتى ينتبه القراء ويلتفت لرواياته وكتبه الآخرى .. وبسبب هذا التوقف عبر قراء
( دويل )عن خيبة أملهم لتوقف
( هولمز) وخسرت مجلة
(ستراند )20.000 اشتراك ... إلا انه تحت الضغط الرهيب من القراء إلى اعادة
( هولمز ) إلى الحياة مرة أخرى فى رواية
( البيت الفارغ )...! ::
][ الروايات البوليسية .. محـاكـاة أم تقليــد ][اليوم تكثر في معظم الروايات البوليسية جرائم القتل، على عكس روايات
شيرلوك هولمز ، التي لا تحتوي على جرائم قتل عادة، بل في بعض الأحيان لا توجد هناك جريمة البتة، لأن
هولمز كثير من الأحيان يمنع وقوعها... كما أن كونان دويل في توصيفه لقصة
هولمز ولأسلوب
هولمز لتحري يبتعد كل البعد عن الفضول الذي تحاكيه روايات اليوم بداعي التحري ...!!
وبقي أن نقول بأن أهم ما يميز
دويل عن غيره من مؤلفي القصة البوليسية اليوم حرصه الشديد على أن يشعر ويعيش قارئه أحداث القصة كما لو كان من إحدى شخصياتها المهمة.
أشهــر أعمــال كونــان دويــل
العلامة الرابعة - 1890
مغامرات شارلوك هولمز - 1892
مذكرات شارلوك هولمز - 1894
عودة شارلوك هولمز - 1905
العالم المفقود - 1912
قضية هولمز -1927
::
][ دويـل في آخر أيـامه .. والدراسات الروحانية ][
تعرض
(دويل ) لهزة عنيفة عندما مات ابنه
( كينجسلي ) متأثرا بجروح أصيب بها من جراء الحرب العالمية الاولى ، ومنذ ذلك الحين
اتجه
( دويل ) للدراسات الروحانية كما اصبح رئيساً لبعض الجمعيات المهتمة بالدراسات الروحانية .
وفى السابع من يوليو عام 1930 مات
(آرثر كونان دويل ) متأثراُ بمرض القلب فى بيته .
.
.
.
::
][هولمز في عيون النقـاد .. وبكل إعجاب ][
اتسمت قصص "
شيرلوك هولمز " للكاتب
آثر كونان دويل بأهمية عامة وأكاديمية على حد سواء.
والأهم من ذلك قدراته اللاذعة والتحليلية، وهو لم يكتسب قدراته التحليلية عن طريق الصدفة، بل ساعدته في ذلك دراسته وخبرته المهنية، في سنوات الدراسة المدرسية الثمان أولاً وسندات دراسة الطب الخمس في جامعة أدنبرة ثانيا. وقد مارس بعد تخرجه من الجامعة الطب مدة عشر سنوات، قبل أن يتفرغ للكتابة. ويبدو أن تدريبه الطبي كان وراء تصوره الخاص "
لشيرلوك هولمز "كرجل تحريات علمي يحل القضايا بناءً على قدراته الخاصة، وكمفتش يتقن المبادئ التحليلية وأهمية التفاصيل في آن. ومع قصة
"عصبة الرؤوس الحمراء" يمضي القارئ لحظات مملوءة بالشغف والترقب والحذر، ملقياً عن كاهله جميع الهموم ومنصرفاً فقط إلى متابعة مغامرات شيرلوك هولمز وهذه المجموعة موجهة إلى الناشئة وذلك بهدف إغناء ثقافة الناشئ وتحريك قلة التفكر والاستنتاج لديه من خلال مجموعة الأسئلة التي تحمل في طياتها الكثير من المتعة والفائدة.
::
][ المقارنة الصعبة .. أجاثا كريستي .. أم كونان دويل ][ وفي الخاتمة رغبت أن أوضح أنني بداية رغبت في الكتابة عن الكاتبة القديرة"أجاثا كريستي" ولكنى لم أشأ أن أتناول سيرتها قبل أن أن أثني على من سبقها في هذا المجال ألا وهو " آرثر كونان دويل" والذي لم أكن أعرف عنه الكثير حتى وقت قريب .. جميعنا سمعنا عن هولمز من منا لم يسمع عنه .. ولكن قلة منا من يعرف أن آرثر كونان دويل هو من صنع هذه الشخصية العظيمة ..إلى الآن لم أتمكن من قراءة روايات كونان دويل ولامجموعته القصصية لشيرلوك هولمز .. بإذن الله ما أن تتاح رواياته أمامي لن أفوت فرصة لقراءتها .. وبإذن الله لنا وقفة مع الكاتبة القديرة " أجاثا كريستي " لنعرف مشوارها مع القلم وسر اختفاء جثتها...!
نشوف الردود فـي امـان الله