منذُ أن وعينا على الدنيا واستشعرنا طعم الحياة!
الجميع يخبرنا بما يجب أن نفعل!
قوانين تحاصرنا!
أنظمة تكبلنا!
طلبات لا حد لها
أوامر تأتينا من كل مكان..
الكل يريد أن يأخذ شيئا منا!
مدرس
مديرة
وسائل إعلام
زوج
زوجة
أبناء
أصدقاء
بئرٌ بلا قعر من الأوامر والنواهي
وأمواجٌ عاتية من الطلبات
صفحات لا حصر لها في كتاب القهر لربما حجبت حقيقية ما يوجد في أعماقنا!
سأظهر بمظهر المتواني ولربما أكون فاشلا عندما لا أكون لهم!
وأنا الأناني المتفرد عندما لا استجيب لمطالبهم!
أصبحنا كاللعب بأيديهم, غرقى في دوامة متطلباتهم!
* في اللغة الإنجليزية كلمة SHOULD وهي تعني (واجب) يقال إن أصولها ترجع لمعاني أنجلو ساكسونية (قاسية) تدور حول معاني (التسلط والتوبيخ والتعنيف)
وفي رحى ما أوجبه (الآخرون) علينا تتكسر إرادتنا!
وبين (يجب أن تفعل! ولا أريد!) مسافة تقصر بقوة الشخصية ورجاحة العقل وتكبر للأسف مع السذاجة
والضعف! وبين (ما تريد وما يريدون) لربما اشتعلت حرب داخلية وصراع نفسي قاسي!
لست أدعو للتنصل من الواجبات وما يجب (بحق) أن نفعل!
لكن لا وألف لا للتضحية (العرجاء) وإعدام الذات (الإرادي) وإلزام النفس بما (لا يلزم).. كل هذا حتى
يسعد الآخرون! وأبدو شخصا رائعا في أعينهم!
ليس بالضرورة أن يحبك كل الناس وليس فرضا عليك أن تلبي رغبات الكل!
هرولة منهكة نحو إرضاء الآخرين.. وخوف مُهلك منهم حتى لا نوصف بأننا غير لطفاء.. تفريط بحقوق
وعبث بأولويات فقط حتى يقال (طيبون)
عادة سيئة تصاحبت مع إدارة سيئة للوقت وغموض أهداف وانعدام تخطيط.. ومعها نغدو أدوات سيئة
ومطايا رديئة المركب للآخرين لتحقيق أهدافهم.. وهذا لعمر الله أسوأ حال نكون عليه!
أعلنها حربا مدمرة تحصد كل (مبتز وأناني) وتحطم أي (استغلال) من قبل الآخرين لذاتك مدوية! سأفعل
ما في قدرتي!
سأنام لأني متعب!
لن أعيرك سيارتي لأني محتاجا لها!
لن أقرضك لأني لا أريد!
لن استغرق في مشكلتك طالما انك تراني املك عصا سحرية!
لن ادعك تقطف زهرتي حتى لو أعجبتك!
إن ما يسمى (بالأنانية الصحية) وهي كناية عن عدم الانجراف والاستغراق في طلبات الآخرين هو أفضل
وسيلة للفوز بالاحترام والحب والتقدير المنشود وتنمية احترام النفس
بعدها ستتخلص بعدها من كل الضغوط وتحرر وعيك المحتل
ومضة قلم
الألم شيء محتوم, لكن التعاسة شيء اختياري