كيفكم بنات؟ هذة قصة قصيرة ارجو ان تنال اعجابكم
"متى حصل الامر؟..في الصباح الباكر!".. كانت امي على الهاتف تسال ثم تكرر ما تجيبها محدثتها على الطرف الاخر..كنت لم ازل في منامتي افرك عيوني عندما وضعت امى سماعة الهاتف وتمتمت في هدوء حزين:"العمة وداد...رحمها الله"..تسمرت في مكاني لدقائق طويلة قبل ان اعي تماما ما حصل.. ثم ادرك انه..قدفات الاوان..
لم اكن اعرف قبلها كيف يفوت الاوان؟
ربما لاننى لم ارتد كثيرا محطات القطارات..ولم اكن اعرف ان التاخر بضع دقائق يعنى ان القطار قد تحرك للتو وان الرحلة قد فاتتك! الان بت اعرف..والول مرة اشعر كم هية قاسية جملة "لو انني".. وكم هو مر طعمها!
ولن لم كل هذا؟..ومن العمة وداد؟..هل كانت عمتي!.. هل هي صبية يانة الصبا!..هل كانت مو فورة العافية! لا..العمة وداد عمة ابى!..ولم تكن صبية يانعة..فهي اصغر من جدى بقليل ولم تكن مو فوة العافية بل هي مريضة بكل امراض الشيخوخة!اذن؟!ما الامر؟منذ ان وعت عيناي الوجود وبيت جدى جزء من الوجود الذى اعي والعمة وداد جزء من ذلك الجزء!عندما كنت صغيرة كنت احسبها جدة ثاتية!..وعندما كبرت وبدات اسال علمت ان العمة وداد اخت جدى وانها اتت للعيش معع كيلا تبقى وحيدة بعد وفاة زوجها فالنساء فى عائلتنا لايجوز ان يبقين وحيدات كما يقول جدى!
فى بيت جدى..للعمة وداد اجمل غرفة تلك المطلة على الشرفة الغربية مفى الشرفة تتزاحم نباتاتها المدللة المتسلقة او المتدليةاما الغرفة فلها رائحة عطر خاصة..هي رائحة ملاءات سريرها المطرزة..هى رائحة ثيابها المحبا بعناية.. هى تلك التى تميز اي غرض من اغراضها..هى رائحة قارورة عطر الزنبق التى لا تبارح حقيبتها!ورغم ان العمة وداد كانت كثيرة الانقياد صعبة الارضاء..الا انها كانت طيبة القلب الامر الذى كان جدى وجدتى يدركانه جيدا فلم بغضبا منها يوما بل كانا يتناوبان في مسايرتها ودلالها!
جدة يقول:اننى شديدة الشبة بها فى شبابها هذا التشبية لم يكن يعجبنا كلتينا فهى كانت تقلب شفتيها مستاة من ان تكون فتا ة عادية مثلى تشبهها!
وانا كان يغيظنى شبهى المفترض لها قد اعطاها الحق فى ان تكون دائمة الانقياد لي فى كل شئ ..فى حركاتى وسكناتى..فى طريقة ملبسي وماكلى وحتى وتيرة تنفسي..كنت دائما اصرخ فى داخلى:انا لست انت ولا اريد ان اكون انت!
فى المرة الاخيرة لم ابقى صراخى فى داخلى تذمرت وتصرفت يطريقى غير لائقة لم تفلح كل غمزات جدتى وايماءتها فى ردعى!
دخلت العمة وداد غرفتها مستاءة الى درجة جعلت شفتيها السفلها وذقنها ترتحف!
شعرت باسف كنت اعلم انى قد اسات وانة علي ان اعتذر..اقتربت من باب غرقتها ذلك الباب البنى المغلق بدا لى ضخما جدا وعاليا وعريضا بدا لى اني لا استطيع فتحه او حتى طرقه..ترددت..ثم تراجعت.."لابد انها نائمة..فى المرة القادمة ساصلح الامر.. لاعليك جدتى" ..كانت جدتى تصر وانا اتهرب لمتدعنى اذهب الا بعد ان وعدتها باننى ساكلمها على الهاتف واعتذر.. حقا كنت اريد ان اعتذر للعمة وداد سيد طيبة وستحق ان اصيب خاطرها بالكثير من الكلام الطيب..ولكن قد تخوننى الكلمات.. وسيصعب على ان اعتذر..وماذا لو قابلت كلمات اعتذارى بنظرة من نظراتها تلك او كلمة مؤنبة!.. كان هذا ما حدثت به نفسى فى طريق عودتى الى البيت عندما ملا خياشيمي عطر الزنابق المسرئبة من دكان بائع الزهور تنفست شذاها بعمق.. وارتحت للفكرة التى راودتنى.. فى المرة القادمة عندما ازور جدتى ساحمل للعمة باقة زنبق..تحب الزنبق..ولن اكون بحاجة الى كلام.. اسرعت الى البيت وانا اشعر ان ثقلا قد انزاح عن كاهلى.. ولكن لم تكن هناك مرة قادمة.. ولم تصل للعمة باقة الزنبق او كلمات اعتذاري.. لقد تاخرت وفات الاوان..