من أجمل ما يقتنصه الإنسان في هذه الحياة
( اكتساب الأصدقاء )
وهو مكتسب يحظى بإحساس جميل
ينطلق من معنى
أن
( الإنسان مدني بطبعه )
يبدأ
مشوار الصداقة غالبا
بارتياح متبادل يشعر به الطرفان نحو بعضهما
فتهفو القلوب لبعضها مصداقا للحديث
( القلوب جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)
أو كما ورد
وربما
يسبق الصداقة
الإحساس بوجود قواسم مشتركة
في الطباع أو نمطية التفكير
أو ربما
في الاهتمامات والآراء
وتتطور هذه القواسم إلى النتيجة
وهي ائتلاف القلوب
وعندما
تكون صادقة الود نقية طاهره
فلا تسل
عن آثار تلك الصداقة
ولا الإحساس بمعنى المثل القائل
( رب أخ لك لم تلده أمك )
والصداقة التي تعيش أو ( تستمر ) أكثر
من وجهة نظري
ما تأتي بلا توجيه أو تكلف
أو أن تكون لسبب آخر
بعيد عن معناها الجميل في النفوس
وموقعها البراق في الحياة
ومع كل معاني الصداقة الجميلة
إلا أن دربها
لا يخلو من أشواك متناثرة هنا وهناك
وربما
تثير بعض المتاعب وشيئا من المعاناة
إذا كانت الشفافية غائبة أو قل متدنية بين الأصدقاء
وحينئذ
ربما تفسر بعض المواقف تفسيرا بعيدا
عن من صدرت منه
بل
ربما توجه الكلمات أو المواقف العابرة
إلى معانيَ أبعد ما تكون عن ذهن من صدرت منه
لتبدأ المعاناة الحقيقية
عند من يمتلكون مشاعر رقيقة وأحاسيس مرهفة
سواء من صدر منهم ما فهم خطأ
أو
من تلقو كلمات وتصرفات الآخر بفهم خاطئ
ولو قدم كل من الطرفين حسن الظن
وحمل كل طرف ما يصدر من الطرف الآخر
على المحمل الحسن
ولو
كانت الشفافية هي المحرك الرئيس لهذه العلاقة
بحيث
يكون الاستفسار والعتاب الرقيق
هما السبيلان لتخطي المواقف
.
.
لساد الوفاق
و لوفر الطرفان على نفسيهما لحظات ألم
يزيد من ألمها
الإحساس بصدوره ممن نكن له كل حب وتقدير
كلمات
جاءت عفو الخاطر
لعلها تحضى ولو بشيئ من الصحة والصواب
(($$ الصدا الباكي $$))