حِينَ تُوقنونْ أننّي غَادرتْ الحيَاة إلَى حيثُ لَا تعلمُون ! ..
وأنّ حرُوفي قَد انتهتْ .. وأنّ القلبْ قَد توقّفَ عَن
النّبضْ ,
وأنّ كلمَاتي إمّا انتفضتْ إلَى " أعَالي الشّرفَات " ؛ أو
انتبذت فِي " المُهملَات " ؛
حِينهَا فقطْ اصرخوا فِي وجْه الغيَابْ / اصرخوا بحجمْ
اتسَاعاتْ الكَون :(( أحقّاً ذهبتْ ولَن تعُود ؟!))
حِين أموتْ..
احزنوا قليلاً وأسرفوا في البُكَاء لِ برهة فقطْ لأجلِي..
أعلمُ أننّي لَن أعلمْ ! ؛
ولكنّي أطمعُ بتذوّق بكاؤكُم المرّ لأشعرَ بِ وجُود
أرواحكُم الطّاهرةُ حِين رَحلتْ..
حِين أمُوت..
ألقُوا علَى أمّي كلمَة عزَاء ,
ودعُوهَا تعلمْ أنّ دمُوعكمْ كَانتْ لِي حتّى وإنْ لَم تكنْ
كذلك !
وامضوّا نحوَ أزاريرْ ثَوبيْ واستنشقُوا عطرِي قطرةً
قطرة .. لعلّكمْ تجدُون بقَاياً مِن ألمْ ألمَّ بِي !
ولَا تلقوهْ ! .. فقَد أنهكنِي التّعبْ وأنَا أطرّزهُ بِخيوطْ
نسيَانكُمْ لِي ؛
حِين أمُوت..
-تذكّروا تِلكَ الرّوحْ التعيسَة,حيثُ أنّهَا كَانتْ تتمنّى مَن
لَا تملكهْ!
-تذكّروا تلكَ الرّوحَ الحمقَاءْ, لمَا تحملهُ مِن حزن كبير
يبدُو أنّهَا خلقتهُ بنفسهَا !
- تذكّروا تلكَ الرّوحْ الغبيّة,لأنّها لَم تمحو مَن قَام
بِنسيانها!
حِينَ أمُوت..
انظرُوا إلَى حرُوفي ؛ وابكُوا عليّ كمَا تشَاؤونْ !
أنظرُوا إلَى غُرفتي وإلَى أقرَاطي المُتناثرة يُمنةً
ويُسرَى !
أنظرُوا إلَى "الشبّاصات " التِي كلّمَا اشتريتُ مجموعةً
قُمت بإضاعتهَا فَتقوم بِوخزْ مَن يدُوسهَا !
وانظروا لِمكتبي المُكتظّ ب كُتب/وأقلَامْ/ومجلّاتْ
/وجرائدْ!
"
انظروا إلَى ضحكاتي المُتسللة فِي تلكَ الأورَاق خوفاً
مِن معلّمة أوْ مُشرفة,,
انظروا إلَى مشَاكلي, إلَى فضفضتي الرّوحية,إلَى
أحزاني, إلَى تعليقاتي, إلَى حرُوفي المتفككة, إلَى
رموزي!
حِينَ أمُوت..
اقرؤوا ماكتبتْ هُنَا..
وأكرمُوني ولَوبِدعوة:
((انثروا فَوقي حنَانَ أمّي,واغسلُوني بِ
دموعهَا,وكفّنوني باختنَاق عبراتهَا
ياربْ لا تذقْ آحبّتي حُزناًحتّى المَوتْ.
م،ن
2010-11-16, 8:17 pm
